رام الله 26 يونيو 2018 /حذرت الرئاسة الفلسطينية اليوم (الثلاثاء)، من محاولة توظيف إغاثة قطاع غزة سياسياً أو انسانياً لتمرير صفقة القرن الأمريكية التي أكدت أنها مرفوضة فلسطينيا.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن "الصمود الفلسطيني والتمسك بالثوابت الوطنية والموقف العربي الرافض لتجاوز قضية القدس والشرعية العربية أجهض ما يسمى بصفقة القرن".
وأضاف إن تلك الصفقة الساعية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "قامت أساساً على فكرة صفقة غزة الهادفة لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية".
وحذر من "محاولة البعض التعاون مع طروحات إغاثة غزة التي تشير إليها التصريحات الرسمية الاسرائيلية سواء عبر بناء ميناء بحري أو غيره، دون أن تكون ضمن حل سياسي شامل قائم على قرارات الشرعية الدولية".
واعتبر أبو ردينة أن مثل هذه الطروحات المذكورة "محاولة لخلق تعايش مع وجود الاحتلال والهروب من الواقع المتفجر".
وقال إن "الإدارة الأمريكية ونتيجة تعاطي بعض الأطراف المشبوهة والمتآمرة معا اعتقدت ان إزاحة قضية القدس واللاجئين وإلغاء الاتفاق النووي مع إيران يفتح لها الطريق لعقد صفقة غزة المرفوضة فلسطينياً وعربياً ودولياً".
وأشار إلى تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التي اعتبر فيها أن واشنطن عاجزة بمفردها عن تسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي.
وشدد أبو ردينة على أن "هذا ما يطالب به الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوضع آلية دولية للحل، وليس تفرداً أمريكياً لتكريس الاحتلال الاسرائيلي".
وقال إن "ما يجري من طروحات وأفكار واوهام سواء عبر ما يسمى بصفقة القرن أو صفقة غزة، هدفه بالأساس إلغاء الهوية الوطنية الفلسطينية، وقتل المشروع الوطني المتمثل بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وليس كما تحاول التصريحات الامريكية التي تتحدث عن تقدم في عملية السلام".
وأضاف إن "هذه الطروحات المشبوهة التي تحاول المس بالمشروع الوطني، والهوية الوطنية الفلسطينية تتطلب مواقف وطنية شجاعة للحفاظ على القدس والهوية والارض، وليس من خلال اتصالات او رسائل تتنازل عن حقنا في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وذكرت قناة التلفزيون الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وافق على السماح بتنفيذ مشاريع ترمي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة بينها تدشين ميناء بحري في قبرص.
وذكرت القناة أنه في غضون 3 أسابيع، سيتم تشكيل فريق عمل لإعداد خطة يفترض أن يتم إنجازها في غضون 3 أشهر، لتدشين الرصيف البحري في قبرص، مشيرة إلى أن الخطة تتضمن تدشين جهاز رقابة إسرائيلي "يرمي إلى منع تهريب أسلحة ووسائل قتالية".
وأوضحت القناة أن إسرائيل قررت تقديم أكبر قدر من المساعدة للولايات المتحدة، لتمكينها من تنفيذ المشاريع الهادفة لتحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع.
وجاء ذلك بعد جولة أجراها وفد أمريكي الأيام الماضية برئاسة جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه لبحث طرح صفقة القرن الأمريكية.
وتقاطع السلطة الفلسطينية الإدارة الأمريكية منذ إعلان ترامب في السادس من ديسمبر الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية للقدس في 14 من الشهر الماضي.