بكين 24 يونيو 2018 /أشاد باحثون دوليون بخطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي ألقاه خلال مؤتمر بشأن الشؤون الخارجية للصين استمر يومين وتناول بالتفصيل موضوعات مختلفة بما في ذلك رؤية الصين لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وفي خطاب ألقاه أمام المؤتمر المركزي بشأن العمل المتعلق بالشؤون الخارجية الذي انعقد في بكين يومي الجمعة والسبت، أكد شي، وهو أيضا الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، أهمية مراعاة كل من الضرورات الداخلية والدولية، مع التركيز على تحقيق إحياء الصين وتدعيم التقدم البشري، والإسهام في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
كما حث شي على بذل جهود لحماية سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية بشكل قاطع، والقيام بدور نشط في قيادة إصلاح نظام الحوكمة العالمية، وبناء شبكة أكثر تكاملا للشراكات العالمية، حتى يتم إحراز تقدم جديد في دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية لخلق بيئة مواتية ولتقديم إسهامات مناسبة لبناء مجتمع مزدهر باعتدال ودولة اشتراكية حديثة عظيمة في شتى الجوانب.
ويقول خبراء من مناطق مختلفة من العالم إن خطاب شي يحدد بوضوح سياسة الصين الخارجية، معربين عن إيمانهم بأن الصين، من خلال إجراءات ملموسة وحماية السلام الإقليمي والعالمي وتدعيم التنمية العالمية، ستدفع بفعالية إصلاح نظام الحوكمة العالمية وستحقق الرؤية الكبرى لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال الروسي كيريل باتيجين، رئيس مجموعة ماندرين برو، وهي مجموعة من المترجمين الذين يركزون على دراسة اللغة الصينية في روسيا، إن الأفكار الرئيسية في خطاب شي في الحقيقة مبادئ إرشادية لعمل الصين الدبلوماسي.
وأوضح باتيجين إن النقاط الرئيسية المتنوعة في خطاب شي، مثل دعوته فتح آفاق جديدة في دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية والمشاركة الفعّالة في إصلاح نظام الحوكمة العالمية بناء على مبادئ العدل والإنصاف، "أقنعتنا بأن الصين لديها التزام قوي بحماية المصالح المشتركة للبشرية."
وأضاف الخبير الروسي أنه على الصعيد الدبلوماسي، دائما ما تحقق الصين وعودها من خلال إجراءات ملموسة، والعلاقات الصينية-الروسية خير دليل على ذلك.
وقال ديفيد جوسه، مؤسس المنتدى الأوروبي-الصيني، إن الصين تتابع مفهوم "داتونغ" أو "عالم التناغم العظيم"، منذ العصور القديمة، وإن فكرة بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية تعد إعادة تفسير لـ"داتونغ" في القرن الـ21.
وقال إنه مع التنمية الصينية المستمرة، فإن الفكرة المليئة بالحكمة الصينية، سيكون لها بالتأكيد تأثير كبير على العالم.
فيما أشاد جيريشون إكيارا، خبير الاقتصاد الدولي بجامعة نيروبي والسكرتير الدائم بوزارة النقل والاتصالات في كينيا سابقا، بدور الصين العالمي في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والاستثمارات ومساعدة الدول النامية.
وتوقّع إكيارا أن تلعب الصين دورا أكبر إزاء التغير المناخي ومكافحة الإرهاب والحد من الفقر وإصلاح الحوكمة العالمية.
وفي كلمته، ذكر شي أيضا ضرورة ترسيخ مبادرة الحزام والطريق وتعزيزها، وهي ملاحظة لاقت استحسانا لدى الخبراء.
يقول زبيد أحمد، أحد كبار الصحفيين في القسم الاقتصادي لصحيفة (وول ستريت) الذي أنشأ شركة أسهم تركّز على الفرص التجارية الناشئة عن مشروعات الحزام والطريق، إن مبادرة الحزام والطريق "لا تضم واحدة من أكثر المبادرات التنموية التحويلية فحسب، ولكن أيضا، إذا نفذت بشكل صحيح، ستُحدث الكثير من التغييرات الإيجابية في العديد من هذه البلدان، ليس فقط من الناحية الاقتصادية ولكن من الناحية السياسية وفي العديد من القطاعات الأخرى."
ولفت جيم أونيل، كبير الاقتصاديين السابق في بنك (جولدمان ساكس) الذي سيترأس المعهد الملكي للشؤون الدولية في بريطانيا في يوليو، بقوله إن الصين حاليا "في مركز" كافة الشؤون العالمية الرئيسية.
وحث أونيل الحكومة البريطانية على التعاون مع الصين في مجالات مثل مبادرة الحزام والطريق والمالية والصحة والطاقة النظيفة.
كما دعا الاقتصادي البريطاني حكومة بلاده إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز علاقات الصداقة بين بريطانيا والصين وخلق "المزيد والمزيد من الأوضاع المربحة للجانبين البريطاني والصيني."
واختتم أونيل بقوله إن بريطانيا تحتاج لأن تصبح "شريكا كبيرا موثوقا للصين."