باحث: قمة كوريا الديمقراطية-الولايات المتحدة خطوة إيجابية نحو نزع السلاح النووي والصين تلعب دورا هاما

سنغافورة 11 يونيو 2018 / قال باحث من سنغافورة اليوم (الاثنين) إنه مع وصول زعيمي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة إلى هنا من أجل القمة المقررة في 12 يونيو، فإن هذا الاجتماع يوفر خطوة إيجابية نحو نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن الصين تلعب دورا هاما في هذه العملية.

ويتبنى تشنغ يونغ نيان، مدير معهد شرق آسيا بالجامعة الوطنية في سنغافورة، رؤية متفائلة تجاه نتيجة القمة بين كيم جونج أون، رئيس حزب العمال في كوريا الديمقراطية ورئيس لجنة شؤون الدولة في كوريا الديمقراطية، من ناحية، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الناحية الأخرى.

وقال تشنغ يونغ نيان خلال مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الاجتماع بين كيم وترامب يمثل في حد ذاته إشارة إيجابية. أنا متفائل بشأن الاجتماع ما دام ترامب لن ينسحب منه في الدقائق الثلاث الأولى."

لكن تشنغ أوضح أنه لا ينبغي على أحد أن يتوقع حل المشكلة خلال اجتماع واحد في ضوء تعقُد القضية وتاريخها الطويل.

إن القمة المرتقبة بشدة، التي بعثت الأمل بدرجة ما في نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، لم تتم دون منحنيات ومنعطفات. ففي خطوة درامية في وقت سابق، ألغى الرئيس الأمريكي اللقاء في خطاب أرسله إلى كيم.

ويرى تشنغ أنه رغم الاختلافات الكبيرة القائمة بين بيونج يانج وواشنطن بشأن تعريف نزع السلاح النووي، فإن للجانبين أهداف مشتركة تسير في الاتجاه نفسه.

ويعتقد تشنغ أنه إذا ما سارت الأمور على ما يرام، فإنه بوسع كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة والأطراف المعنية التعاون في خلق "نموذج شرق آسيوي" لنزع ناجح للسلاح النووي، الأمر الذي سيصب ليس فقط في مصلحة البلدان المعنية والمنطقة، وإنما أيضا في مصلحة العالم بأسره.

وأكد تشنغ أن الصين لعبت دورا هاما في تحقيق انعقاد هذه القمة.

وأضاف "تأثير الصين كان كبيرا جدا. لم يكن من السهل بالنسبة لكوريا الديمقراطية والولايات المتحدة الجلوس معا، لكن الأطراف المعنية، من بينها الصين، بذلت مجهودا كبيرا."

وأوضح أن الصين، على سبيل المثال، اقترحت نهجا "ثنائي المسار" من أجل حل القضية النووية، وهو اقتراح يضع في حسبانه مصالح كل من كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة. إن اقتراح الصين يوفر مسارا قابلا للتطبيق نحو تحقيق هدف مشترك.

وحث تشنغ على تبني العقلانية في اتخاذ القرارات.

وقال "لا تتركوا العواطف تتغلب على العقلانية"، ما من شأنه أن يؤدي إلى الفشل في التوصل إلى اتفاق. يجب على كل طرف وضع حاجات الطرف الآخر في اعتباره.

على سبيل المثال، وفق تشنغ، فقد قالت كوريا الديمقراطية إنها ترغب في التركيز على التنمية الاقتصادية. "هذا يعني أنها تريد حل المشكلة."

لكن تشنغ أكد أن القمة لا تزال مجرد بداية، وليست نهاية. وأن كل من بيونج يانج وواشنطن بحاجة إلى مزيد من العمل.

وأوضح أن الصين تستطيع أن تلعب دورا أكبر عند هذه النقطة، فإذا كانت كوريا الديمقراطية تركز على التنمية الاقتصادية، فإن خبرات الصين من سياسة الإصلاح والانفتاح على مدى 40 عاما ستكون مفيدة.