بكين 20 مايو 2018 /قال محللون إن المشاورات التجارية التي أجريت بين الصين والولايات المتحدة في واشنطن العاصمة تتوافق ليس فقط مع مصالح الجانبين ولكن أيضا مع مصالح العالم أجمع.
وواصفا زيارته للولايات المتحدة بأنها "إيجابية وبراجماتية وبنّاءة ومثمرة"، قال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو خه، المبعوث الخاص للرئيس شي جين بينغ، يوم السبت إن موافقة الجانبين على عدم إطلاق حرب تجارية والتوقف عن فرض تعريفات جمركية ضد بعضهما البعض - أكثر نتائج المشاورات أهمية.
وأصدرت الدولتان بيانا مشتركا أمس السبت بشأن المشاورات التجارية، حيث أعلن الجانبان اتفاقهما على اتخاذ إجراءات فعالة لخفض فعلي للعجز التجاري الأمريكي في البضائع مع الصين، وزيادة كبيرة في تصدير المنتجات الزراعية الأمريكية وكذا منتجات الطاقة، وتعزيز التعاون بشأن حماية الملكية الفكرية، إلى جانب أمور أخرى.
ووصل ليو إلى واشنطن بعد ظهر الثلاثاء من أجل إجراء مشاورات اقتصادية وتجارية مع الجانب الأمريكي بناء على دعوة من الحكومة الأمريكية.
تجدر الإشارة إلى أن ليو، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس وفد الجانب الصيني في الحوار الاقتصادي الشامل بين الصين والولايات المتحدة، قاد وفدا يضم أعضاء من قطاعات اقتصادية رئيسية في الحكومة الصينية.
وقال ليو في حوار إن السبب الأساسي في النتائج الايجابية يتمثل في "حاجات الشعبين والعالم أجمع".
وقال تشانغ يوي يان، الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، "على ما يبدو، فإن الجهود المشتركة التي بذلتها الدولتان تجنبت بنجاح نتائج يخسر فيها الجانبان.
وأعقبت هذه المشاورات زيارة قام بها وفد أمريكي إلى الصين في وقت سابق هذا الشهر، جرت خلالها محادثات "صريحة وفعّالة وبنّاءة" بين الجانبين.
وقال لي يونغ، من الجمعية الصينية للتجارة الدولية، إن عقد جولتين من المشاورات في مثل هذا الوقت القصير يظهر صدقا وإخلاصا كبيرا من الدولتين.
وأضاف لي "المفاوضات ستأتي دائما بتكاليف أقل ومنافع أكبر بدلا من المواجهة."
كما أوضح خبراء أن هذه الاتفاقات مفيدة للجانبين والعالم أجمع.
وقال وانغ يونغ، أستاذ في جامعة بكين، إن زيادة الواردات من الولايات المتحدة ستسمح للصين بتلبية أفضل لتطلعات شعبها من أجل عيش حياة أفضل، والدفع باتجاه تنمية عالية الجودة وتقوية الشراكة التجارية الثنائية.
وقال البيان المشترك إن زيادة شراء السلع والخدمات الأمريكية سيساعد أيضا في دعم النمو والتوظيف في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، سيستغرق الأمر بعض الوقت لحل المشكلات الهيكلية في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.
وقال ليو إن التنمية الصحية للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة تتماشى مع الاتجاه التاريخي، وينبغي على الدولتين التعامل المناسب مع الخلافات المحتملة عبر الحوار والتعامل معها بهدوء في المستقبل.
واتفق الجانبان على الحفاظ على اتصال رفيع المستوى والسعي من أجل حل المخاوف الاقتصادية والتجارية بطريقة استباقية.
ومن جانبه، قال سونغ قوه يو، أستاذ في جامعة فودان، إن الحفاظ على علاقات ثنائية سليمة رفيعة المستوى وتعزيز المشاورات "سيحملان أهمية حقيقية كبيرة" للتنمية الصحية للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بشكل كبير.
وأوضح تشونغ وي، باحث في جامعة بكين للمعلمين، "باعتبارهما دولتين مهمتين في العالم، تعهدت الصين والولايات المتحدة بالحفاظ على هيكل الحوكمة الاقتصادية الدولية."
وأضاف تشونغ أن العلاقات التجارية الأوثق ومتبادلة النفع "ستجلب بالتأكيد المزيد من فرص النمو للبلدين وللعالم أجمع."