من اعداد الدكتور المهندس محمد احمد عيد
خبير بالشؤون الصينية
بكين 15 مايو 2018 (شينخوانت)العمالة الصينية داخل وخارج البلاد هي الرقم الصعب في حصد إنجازات الشركات الصينية، فبدونهم لا تنجح المشاريع، كما انهم أساس استمرار النهضة الصينية وعماد تطورها.
خلال زيارتي للعديد من المنشآت الصينية في المقاطعات الصينية، لاحظت أموراً هامةً وهي: التخصص في نوع العمالة وارتفاع مستواها الفني والالتزام الشديد للعامل الصيني بالقوانين واحتياجات العمل، وهذا باعتقادي سبب ازدياد الطلب على العمالة الصينية خارج الصين.
الزائر للمشاريع الانشائية التي تقوم بها الصين سيلاحظ أن العمال الصينيين ينتشرون فيها، كل منهم يعرف بالضبط الاعمال الموكلة إليه، ويسعى إلى إنجازها بشكل ممتاز وبحرفية عالية؛ وفي هذا السياق أذكر أنني قابلت أحد المهندسين المصريين في مدينة غوانجو والذي يعمل في أحد المشاريع السكنية في المملكة العربية السعودية وجرى بيني وبينه حوار طويل حول العمالة الصينية، لكن أهم ما استرعى انتباهي قوله: لقد جربنا في مشاريعنا المنتشرة في أنحاء المملكة شتى أنواع العمالة؛ الاسيوية منها والافريقية؛ لكننا لم نكن راضين تمام الرضا عن أدائها، حتى استقدمنا العمالة الصينية؛ فلمسنا منهم الالتزام وسرعة الإنجاز والدقة بالعمل، وتابع قائلا: العامل الصيني مؤهل للقيام بعمله؛ وهو حاضر ذهنيا وجسميا، وهذا ما يجعلنا مهتمين جداً باستمرار على طلب هذا النوع من العمالة.
في القطاع الصناعي، العامل والمهني الصيني؛ هو الأفضل بين أقرانه، حيث يخضع هؤلاء لدورات تدريبية في مجالات التركيب والتنصيب والإصلاح، ولا يتم إرسالهم خارج الصين إلا اذا استطاعوا أن يثبتوا كفاءاتهم وقدراتهم على إنجاز الاعمال الموكلة إليهم بجودة عالية، ومن الأمور الملفتة للنظر أنه وبعد تركيب الالات وتنصيب خطوط الإنتاج الصينية في الخارج؛ يبقى الفنيون الصينيون لمدة تتجاوز الثلاثين يوماً للتأكد من عمل تلك الخطوط بشكل متناغم، كما يقومون بتدريب الكودار المحلية في البلدان التي قاموا بتركيب الالات فيها، وأذكر أنني شاهد أحد التقنيين الصينيين في سلطنة عمان يدرب مجموعة من العمال على صيانة إحدى الالات؛ فسأله أحد المهندسين المحليين هناك السؤال التالي: كيف لي أن أقوم بصيانة هذا الجزء المتحرك وهو جزء رئيسي وبتوقفه يتوقف الإنتاج كلياً؟ فقام الفني الصيني بفك الجزء المتحرك ووضع محركاً احتياطياً مكانه دون أن يتوقف خط الإنتاج عن العمل، فأعجب المهندس والحاضرون من أدائه وأثنى الحضور جميعاً على ما قام به، عندها بادرت بسؤاله: ما سبب تفوقك في هذا المجال؟ فأجابني: انني أتابع بشكل متواتر كل جديد عن تقنيات الاصلاح وتكنولوجيا المحركات، كما أنني أخضع لدورات تدريبية وتأهيلية كل فترة لرفع مستواي الفني.
مما سبق نستنتج أن الصين عملت في السنوات الاخيرة على تطوير كوادرها ورفع كفاءاتهم بما يتناسب مع متطلبات الاسواق العالمية ومشاريعها. بوركت سواعدكم أيها العمال الصينيون، فبكم نهضت الامة الصينية، وبهمتكم يتطور العالم بمسيرته الصناعية والعمرانية، أنتم الامل ...إذ لولا الامل لانقطع العمل.