من المتوقع أن يجتمع وزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي في لندن يوم الاثنين المقبل في اجتماع أزمة مع إيران من أجل إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي، وفقا لما أفادت صحيفة ((الغارديان)) يوم الخميس.
وأوضحت الصحيفة أن "وزراء الخارجية يهدفون إلى طمأنة إيران بأن الاتفاق النووي يمكن إنقاذه في اجتماع من المقرر عقده يوم الاثنين في لندن ويتطلعون إلى حضور نظيرهم الإيراني محمد ظريف".
ويأتي الاجتماع في وقت قال فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني إن أوروبا لديها "فرصة محدودة جدا" لإنقاذ الاتفاق التاريخي.
ويأمل وزراء الاتحاد الأوروبي في طرح حزمة موثوق بها لتهدئة مخاوف إيران بشأن تأثير قرار ترامب على التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإيران، وفقا للتقرير.
وذكرت الصحيفة "إن الوزراء يعترفون بأن إيران لن تبقى داخل الاتفاق إلا إذا كانت واثقة من أن الفائدة الاقتصادية الموعودة يمكن أن تنجو من العقوبات الأمريكية. لكنهم يرغبون في التأكيد على أن خطوة ترامب لن تشكل ضربة قاتلة بالضرورة للاتفاق".
وبعد يوم واحد من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع في 2015 وتهديدها باستهداف الشركات الأوروبية التي ستواصل المعاملات مع طهران، تعهد الاتحاد الأوروبي باتخاذ خطوات لتحصين الشركات من أي عقوبات أمريكية.
وفي محادثات هاتفية جرت يوم الأربعاء بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الإيراني روحاني، أكد ماكرون رغبته في "مواصلة تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني من كافة الجوانب"، وفقا لما قال الإليزيه في بيان.
وأضاف البيان أن ماكرون "أكد على أهمية أن تفعل إيران ذلك أيضا".
وفي يوم الأربعاء أيضا، تعهد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بعدم الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني وطالب واشنطن بـ "مقترحات ملموسة" بشأن كيفية تقليص الطموحات النووية الإيرانية المزعومة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق البارز.
وكان ترامب قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني ، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، الذي يسمح برفع العقوبات المكبلة للاقتصاد الإيراني في مقابل موافقتها على الحد من أنشطتها النووية الحساسية والسماح للمراقبين الدوليين بالوصول إلى منشأتها.
وفي كلمته أمام مجلس العموم، قال جونسون إن "الاتفاق النووي هو اتفاقية دولية تم التفاوض بشأنها بدقة على مدار أكثر من 13 عاما تحت حكم الإدارات الجمهورية والديمقراطية ونص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 2231".
وقال "لا نية لبريطانيا للانسحاب من الاتفاق."
وتم التوصل إلى الاتفاق الدولي في فيينا يوم 14 يوليو 2015 بين إيران والأعضاء الخمس الدائمين في مجلس الأمن -- الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة- بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي .
وأضاف جونسون أن بلاده ستظل "جزءا" من الاتفاق طالما ظلت إيران ملتزمة به.
وتعهدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الثلاثاء بالبقاء في الاتفاق النووي الإيراني رغم قرار ترامب.
وفى بيان مشترك، أعربت الدول الثلاث عن "أسفها وقلقها" إزاء القرار وحثت إيران على "إظهار ضبط النفس" في ردها.
وفي الوقت نفسه، قال روحاني إن بلاده ستبقى في الاتفاق مع بحث ماذا سيحدث مع الحلفاء خلال الأسابيع المقبلة.