دمشق 11 ابريل 2018 /انتقدت وزارة الخارجية السورية اليوم (الأربعاء) التهديدات الامريكية بشن ضربة عسكرية على سوريا، واصفة هذه التهديدات بأنها "تصعيد أرعن"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر مسئول في وزارة الخارجية السورية قوله "لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من نظام كنظام الولايات المتحدة رعى وما زال الإرهاب في سوريا".
وأشار المصدر إلى أن "نظاماً كالنظام الأمريكي عمل كقوات جوية لتنظيم (داعش) الإرهابي ليس غريبا عليه أبدا أن يساند الإرهابيين في الغوطة ويرعى فبركاتهم وأكاذيبهم لاستخدامها كذريعة لاستهداف سوريا".
وأضاف المصدر إن "كان النظام الأمريكي وحلفاؤه كالنظامين الفرنسي والبريطاني يعتقدون أن بأفعالهم وتصريحاتهم سيوقفون محاربة الإرهاب في سوريا فإنهم واهمون والدولة السورية مستمرة في مكافحة الإرهاب مهما كان رد فعلهم".
ولفت المصدر إلى أن ما بدر عن الإدارة الأمريكية أخيرا يدل على افتقاره ليس فقط للمبادئ والقيم بل أيضاً للحكمة والعقلانية وهذا بحد ذاته تهديد للأمن والسلم الدوليين.
ورحب المصدر الرسمي في ختام بيانه بأي لجنة تحقيق حيادية نزيهة غير مسيسة ولا مرتهنة لدول محددة وهذا ما يؤكد براءة الدولة السورية من كل ما قيل حول استخدام الكيميائي.
ويأتي هذا الانتقاد السوري الحاد على خلفية التهديدات الأمريكية بضرب سوريا بسبب مزاعم المسلحين الأخيرة بأن الجيش السوري استخدم غاز الكلور في هجوم على مدينة دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق، آخر معقل للمسلحين فيها.
وأحبطت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار روسي ثان حول سوريا في مجلس الأمن يدعم إرسال خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في مكان الهجوم المزعوم في دوما.
وكانت روسيا قد استخدمت أيضا في الجلسة حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار الأمريكي بشأن سوريا.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من الأمم المتحدة التصويت (الثلاثاء)، على مشروع قرار لتشكيل لجنة تحقيق في هجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
ويأتي الدفع الأمريكي نحو التصويت بعد تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باستخدام القوة ردا على الهجوم على دوما في الغوطة الشرقية.
واتهمت مصادر معارضة، يوم (السبت) الماضي، الجيش السوري باستخدام مواد سامة خلال هجومه على مدينة دوما، والذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بحالات اختناق، في حين نفت الدولة السورية هذه الاتهامات، واعتبرها "فبركات"، الأمر الذي أيدته روسيا مؤكدة عدم صحة تلك التقارير.
وتبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها خيارات بما فيها عسكرية، للرد على ما قالت انه هجوم كيميائي نفذه الجيش السوري في دوما بتاريخ ابريل الحالي.