الأمم المتحدة 15 مارس 2018 /اشتبك المبعوث البريطاني والمبعوث الروسي في الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الأمن الدولي بشكل خاص بشأن تسمم جاسوس روسي سابق، في آخر إشارة إلى التوترات المتزايدة بين البلدين بسبب هذه القضية.
وتم تبادل التعليقات اللاذعة بعد وقت قليل من إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي أن حكومتها ستطرد 23 دبلوماسيا روسيا وستلغي الاتصالات الثنائية رفيعة المستوى مع روسيا وستجمد أصول الحكومة الروسية وقولها "أينما وجدنا دليلا على أنها قد تستخدم فى تهديد حياة أو ممتلكات المواطنين فى المملكة المتحدة أو المقيمين بها ".
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نبينزيا إن "الاتحاد الروسي يرى أنه من غير المقبول تماما إصدار اتهامات غير مبررة كما جاء في خطاب تريزا ماي الذي أرسلته فى 13 مارس للأمين العام للأمم المتحدة".
وأضاف "نحن نريد تقديم دليل ملموس على ادعاءات بوجود أثر روسي في هذا الحدث المدوي. ومن دون هذا، فإن القول بأن هذه حقيقة لا جدال فيها ليست شيئا يمكن أن نضعه في الحسبان."
وقد بدأ النزاع بين لندن وموسكو بعد محاولة قتل العميل الروسي المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري بجنوب غربي بريطانيا.
ووجد الجاسوس وابنته فاقدى الوعي على مقعد خارج مركز للتسوق يوم 4 مارس، ومازالا في حالة حرجة.
وادعت بريطانيا أن الاب وابنته تعرضا لغاز أعصاب وأن روسيا مسؤولة عن هذا العمل، وهو ما أنكرته موسكو.
وقال نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جوناثان ألن في اجتماع مجلس الأمن الدولي إن المئات من ابناء بلده تعرضوا لهذا الغاز.
وأضاف أن سكريبال جاسوس روسي سابق ((66 عاما) أصبح عميلا مزدوجا لبريطانيا وقد تعرض للتسمم هو وابنته (33 عاما) بغاز أعصاب لا يمكن تصنيعه من دون استخدام معامل عالية المستوى.
واستطرد المسؤول "هذه ليست جريمة عادية. انها استخدام غير قانوني للقوة.
ردود متعددة
قالت السفيرة الأمريكية نيكي هالي في نفس اجتماع مجلس الأمن إن إدارة ترامب "تقف فى تضامن كامل " مع بريطانيا بعد الحادث.
وأضافت هالي أن الولايات المتحدة تعتقد أن روسيا "مسؤولة عن هذا الهجوم" على الإثنين باستخدام غاز أعصاب عسكري.
وأصدر البيت الأبيض بيانا اليوم لدعم بريطانيا، قائلا إن قرار لندن بطرد دبلوماسيين روس قرار مبرر.
وذكر البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة تقف متضامنة مع أوثق حليفاتها ، بريطانيا"،وتعمل مع حلفائها وشركائها لضمان "عدم حدوث هذا النوع من الهجمات الكريهة مرة أخرى."
وأشار البيت الأبيض إلى أن هذا الحادث "يشبه نمط السلوك الذى تتجاهل به روسيا النظام القائم على القواعد الدولية وتقوض سيادة دول أخرى وأمنها وتحاول تخريب وتلويث سمعة المؤسسات والعمليات الديمقراطية الغربية".
وقالت فرنسا إنها لن تتخذ أي موقف قبل "إثبات الحقيقة بشكل كامل."
وقال المتحدث باسم حكومة فرنسا بنيامين جريفو للصحفيين بعد اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء عندما تم سؤاله عما إذا كانت فرنسا مستعدة للثأر كجزء من موقف اوروبي مشترك لدعم بريطانيا "إننا لا نستخدم الخيال السياسي في الشؤون الخطيرة والحساسة. وبمجرد اثبات الحقيقة سنتخذ قرارا".
وأضاف أن "ما حدث في بريطانيا خطير للغاية. بريطانيا حليف استراتيجي وتاريخي لفرنسا".
وقال ما تشاو شو السفير الصيني لدى الأمم المتحدة إن الصين تتمنى إجراء "تحقيق شامل وموضوعي ونزيه" لمعرفة الحقائق ويتوافق مع القوانين الدولية المعنية من أجل الوصول الى نتيجة ترتكز على أدلة"تصمد أمام اختبار الحقيقة والتاريخ".
وأعرب فرحان الحق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش في إفادة يومية أمس عن قلقه إذا حادث التسمم.
وقال إن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء استخدام غاز الأعصاب في بريطانيا لإيذاء أو قتل أشخاص."
وتابع أن "استخدام غاز الأعصاب كسلاح أمر غير مقبول تحت أي ظروف ويعتبر استخدامه انتهاكا خطيرا للقانون الدولي".
وقال الحق إنه على حين أن الأمين العام ليس في وضع يسمح له بإلقاء مسؤولية هذا الهجوم على أحد، فإنه يدين بشدة استخدام اي غاز أعصاب أو أسلحة كيماوية ويتمنى أن يتم التحقيق في هذا الحادث بشكل دقيق.