المنية، لبنان 27 فبراير 2018 /أعرب سفير الصين لدى لبنان وانغ كه جيان اليوم (الثلاثاء) عن أمله ان تنتهي الازمة السورية بالتوصل الى تسوية سياسية توقف العنف وأن يعود النازحون الى ديارهم التي هجروها بفعل الحرب الدائرة هناك.
جاء ذلك خلال جولة تفقدية قام بها سفير الصين يرافقه مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية عبد الله احمد على مخيمين للنازحين السوريين ومركز خدمات اجتماعية في مدينتي المنية وطرابلس بشمال لبنان كانت تسلمت مساعدات من الحكومة الصينية تضمنت خيما وأغذية وأدوات طبية.
وأكد وانغ كه جيان في كلمة خلال الجولة، استمرار الصين في توفير المساعدات للنازحين والبيئة المضيفة لهم لتمكينهم من تجاوز الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها.
وقال "نقوم بزيارة هذه المنطقة للاطلاع على اوضاع النازحين فيها ونحن نعمل مع الجهات المختصة لتأمين المساعدات الانسانية".
وأشار الى أنه "سبق للصين ان قدمت دفعات من المساعدات عبر وزارة الشؤون الاجتماعية"، وأثنى على "الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية من اجل التخفيف من معاناة النازحين".
وأضاف "أملنا ان يعود النازحون الى بلدهم في أسرع وقت ونتطلع الى سلام شامل والى وقف العنف والوصول الى تسوية سياسية".
من جهته، قال مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية في كلمته ان "الصين قدمت مساعدات وهي لا تزال تعمل في هذا المجال".
وأشار الى مشاكل عديدة تواجه النازحين والمجتمع المضيف، وأضاف أن "الصين قدمت الكثير وهي مستمرة وهناك مساعدات طبية قريبا ستقدمها الصين ونأمل بالمزيد لكي نساهم سوية في مساعدة النازحين".
بدوره، قال النائب في البرلمان كاظم الخير في كلمته "نرحب بالسفير الصيني ونشكره على جهوده التي بذلها ونتطلع الى شراكة مع الصين في مجالات عدة ولا سيما ان الصين بلد صناعي يملك قدرات عالية في المجالات كافة".
وشدد على "أهمية العلاقات بين الصين ولبنان وضرورة الاستمرار في التعاون لما فيه مصلحة المنطقة وتقديم المزيد من الخدمات الإجتماعية وخصوصا في ظل الازدياد الحاصل في أعداد النازحين السوريين".
وأشار الى "المعاناة المتفاقمة التي تعانيها المنية ومخيمات النازحين فيها جراء الاعباء التي تتحملها وتفوق طاقتها بسبب إيوائها ما يزيد على 40 ألف لاجئ سوري يضافون الى 60 ألفا من سكانها مما أدى الى تهالك البنية التحتية من كهرباء وماء وصرف صحي ومشاكل طاولت البيئة الحاضنة للاجئين".
وشكر "السفارة الصينية على اهتمامها بالقضايا الإنسانية" مضيفا أن أزمة النازحين السوريين هي أزمة دولية تحتاج الى تضافر الجهود".
واستمع السفير وانغ كه جيان خلال الجولة في مخيمي النازحين السوريين في المنية اللذين يضمان نحو 700 عائلة، الى معاناتهم واحتياجاتهم.
وقالت النازحة السورية دولة جاسم (42 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) "اولادي 9 ومنذ نزوحنا الى لبنان قبل 5 سنوات لا أعرف اي شيء عن زوجي ولا يوجد من يساعدني في تكاليف الحياة وكل ما احصل عليه هو المساعدات التي تقدمها الامم المتحدة".
ولفتت الى ان "الامطار والسيول كانت اجتاحت خيمتنا"، وأضافت "قدمت لنا دولة الصين خيمة لاتتسرب اليها المياه".
وتابعت "اولادي جميعهم خارج المدرسة وأحدهم يعاني من شلل تام واخر معاق عقليا".
أما تفاحة حمود (45 عاما) فقالت انها تفتقر لكل شيء وانها انتقلت الى الشمال وأولادها الخمسة قبل شهر بعد ان احترقت الخيمة التي كانت تقيم بها في أحد مخيمات البقاع بشرق لبنان.
يذكر ان الرئيس اللبناني ميشال عون كان أعلن الأسبوع الماضي ان بلاده لم يعد باستطاعتها تحمل المزيد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والصحية والتربوية جراء وجود اكثر من مليون و850 الف نازح سوري على اراضيها.