رام الله 23 فبراير 2018 / ندد الفلسطينيون بإعلان الولايات المتحدة الأمريكية اليوم (الجمعة) عزمها نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس في شهر مايو المقبل.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية ((وفا)) تعقيبا على تقارير عن عزم الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس في مايو "إن أَي خطوة أحادية الجانب لا تساهم في تحقيق السلام ولا تعطي شرعية لأحد".
وحذر من أن "أي خطوات لا تنسجم مع الشرعية الدولية ستعرقل أي جهد لتحقيق أي تسوية في المنطقة وستخلق مناخات سلبية وضارة".
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رسميا اليوم أن واشنطن سوف تفتح سفارة جديدة لها في القدس في شهر مايو المقبل بالتزامن مع الذكرى السبعين لقيام إسرائيل.
ويحيى الفلسطينيون في نفس الوقت ذكرى "النكبة"، في إشارة إلى قيام إسرائيل على أكثر من 60 في المائة من أراضيهم.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت، في بيان صحفي إن مقر السفارة "سيكون في البداية في حي (ارنونا) في مبنى حديث يضم الان العمليات القنصلية الخاصة بالقنصلية الامريكية العامة في القدس".
وذكرت "أن المقر المؤقت للسفارة في (ارنونا) سيضم مبدئيا مساحة مكتبية للسفير ولطاقم عمل صغير"، مشيرة إلى أنه "بنهاية العام المقبل نعتزم فتح سفارة جديدة في القدس ملحقة بمجمع (ارنونا) الذي سيوفر للسفير وفريقه مساحة مكتبية واسعة".
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العام الماضي اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وبدء عملية لنقل السفارة إلى القدس من تل أبيب.
وعقب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، على الخطوة الأمريكية، قائلا إنها "مخالفة فاضحة للقانون الدولي والشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة وإمعانا في تدمير خيار الدولتين".
واعتبر أن التوقيت يمثل "استفزازا لمشاعر جميع العرب والمسلمين، الأمر الذى ندينه بأشد العبارات".
وجدد عريقات التأكيد على أن واشنطن "عزلت نفسها عن أي دور كراع لعملية السلام لأنها وبمثل هذه القرارات قد أصبحت فعلا جزءا من المشكلة ولا يمكن لها أن تكون جزءا من الحل".
وفي السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الخطوة الأمريكية "ستفجر المنطقة في وجه إسرائيل ولن تمنحها أي شرعية".
واعتبر الناطق باسم حماس عبد اللطيف القانوع، في بيان أن "القرار الأمريكي انتهاك صارخ للقانون الدولي ويتنافى مع كل المواثيق الدولية بشأن القدس واستفزاز للعرب والمسلمين".
من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي القرار الأمريكي "هو إمعان في العدوان " على الشعب الفلسطيني والعرب والمسلمين بشكل عام.
وقالت الحركة إن القرار الأمريكي "باطل وغير شرعي، وهو دليل على الدور الأمريكي في تهديد وضرب الأمن والاستقرار ودعم الاٍرهاب، الذي تمارسه سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني".
ويريد الفلسطينيون إعلان الجزء الشرقي من مدينة القدس عاصمة لدولتهم العتيدة، فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها، علما أنها احتلت الجزء الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967 ولم يعترف المجتمع الدولي بذلك.
والقدس واحدة من قضايا الوضع النهائي للمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل والمتوقفة منذ نهاية مارس من العام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.