بكين 30 يناير 2018 /فى الوقت الذى تخلق فيه بعض التقارير الإعلامية شعورا عاما بشأن زيارة رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى الى الصين بأنها زيارة لضمان التجارة فيما بعد البريكست، فإنها فيما يبدو تجاهلت حقائق بأن اقامة علاقات اقوى بين الصين وبريطانيا تعنى ما هو أكثر من التجارة .
وفى اوائل عام 2015 اعترفت الدولتان بالأهمية العالمية والأهمية الاستراتيجية لعلاقاتهما . وفى اكتوبر من ذلك العام أبرم الجانبان شراكة عالمية بإعلان مشترك حول بناء شراكة استراتيجية شاملة عالمية للقرن الحادى والعشرين.
وفى الشهر الماضى تم التوصل الى 72 من نتائج السياسات خلال الحوار الاقتصادى والمالى التاسع بين الصين والمملكة المتحدة فى بكين، تراوحت ما بين التجارة الثنائية والطاقة النووية الى الاوراق المالية وصلات تبادل السندات التى دعمت العصر الذهبى للعلاقات الصينية البريطانية .
وقد بنيت الشراكة العالمية بين الصين وبريطانيا على أرضية قوية مشتركة . وتعهدت كلا الدولتين ببناء اقتصاد عالمى مفتوح ودعم نظام تجارى متعدد الأطراف ومكافحة تغير المناخ عبر اجراءات من الجانبين وتعاون ثنائى .
وإن مفتاح الشراكة العالمية الحقيقية يكمن فى الاحترام والدعم المتبادلين . وتدرك الصين وبريطانيا بشكل كامل اختلافاتهما فى الأنظمة السياسية والاقتصادية وترغبان فى اقامة تعاون متبادل المنفعة وليس مواجهة من طراز قديم.
وهناك حقائق تبين الدعم المتبادل بينهما : فبريطانيا هى الدولة الغربية الاولى التى تصدر سندات سيادية بعملة الرنمينبى وأول دولة غربية كبيرة تطلب العضوية الكاملة فى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية الأساسية الذى اقيم بمبادرة صينية .
كما أن مشروع هينكلى بوينت سى النووى بالغ الأهمية الذى تأتى ثلث استثماراته من شركة صينية، قد وصفه الإعلام المحلى بأنه " اول محطة طاقة نووية جديدة لبريطانيا فى خلال جيل " .
كما ان محرك الشراكة العالمية الديناميكية هو المصالح المشتركة. فإن الصين وبريطانيا تواجه كلاهما مهام الإصلاح والنمو والابتكار كما أنهما متوافقان على نحو فريد للتعاون فى التنمية الاقتصادية.
ولدى كلا الجانبين مصلحة قوية فى التعاون فى المبادرات الكبرى لكل جانب . وتقترح الصين وبريطانيا إقامة صندوق للاستثمار الثنائى تبلغ قيمة الدفعة الأولى منه مليار دولار امريكى لدعم مبادرة الحزام و الطريق .
وتعنى الشراكة العالمية أيضا مسئوليات مشتركة . فالصين وبريطانيا باعتبارهما من الدول ذات التأثير العالمى ومن أصحاب العضوية الدائمة فى مجلس الأمن الدولى، تتحملان مسئوليات هامة للنظام الدولى والاستقرار العالمى .
وذكرت التقارير الإعلامية أن تيريزا ماى التى جاءت إلى الصين فى سبتمبرعام 2016 لحضور قمة مجموعة العشرين سوف يرافقها قادة 50 من شركات الأعمال والمنظمات التجارية البريطانية خلال الزيارة الرسمية هذه المرة .
وبالرغم من ان التجارة والاستثمار سوف تكون على رأس جدول اعمال ماى فى هذه الرحلة، فإن عمق العلاقات بين الصين وبريطانيا يعنى ان هناك المزيد من الموضوعات ستكون قيد البحث بين الشريكين سواء كانت ثنائية أو إقليمية أو دولية .