هلسنكي 29 يناير 2018 / مع دخول فترة ولايته الثانية هذا الأسبوع، قال الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو يوم الاثنين إنه يريد من أعضاء الاتحاد الأوروبي توضيح وجهات نظرهم حول الضمانات الأمنية المنصوص عليها في معاهدة لشبونة.
وفي مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين، أفاد نينيستو أنه لا يرى المناخ الأمني لفنلندا متوترا كما كان الحال في بداية الأزمة الأوكرانية في عام 2014، بيد أنه لفت إلى أنه يريد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي شرح ماهية نظرتهم بشأن صيغ المساعدة الأمنية.
وصرح نينيستو بذلك خلال حديثه لوسائل الإعلام بعد يوم واحد من إعادة انتخابه الذي لقي دعما واسعا. ويعتقد مراقبون محليون أن السياسات الفنلندية الخارجية والأمنية ستستمر دون تغيير.
وقد يؤدي فقدان الدعم من بعض الأحزاب السياسية إلى حدوث استقطاب أكثر حدة في المشهد السياسي الفنلندي فيما يتعلق بالآراء تجاه التكامل الأوروبي، على الرغم من وجود توافق واسع في الآراء حول دور الاتحاد الأوروبي كجزء من الضمان الأمني في فنلندا.
ولطالما كان العرض الأمني من الاتحاد الأوروبي جزءا من الأجندة الأمنية الفنلندية لسنوات. وقد ظهرت الحاجة إلى توضيحات بشأن المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2009 في فنلندا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في أواخر العام الماضي.
وقال نينيستو يوم الاثنين "يجب علينا الآن معرفة الكيفية التي يتم بها تفسير المعاهدة في مختلف الدول الأعضاء".
وأعرب عن أمله بأن تجلب الانتخابات الرئاسية الروسية، التي ستجري في مارس القادم، تطورات إيجابية بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
وأكد أن "العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، وبالتالي أيضا بين روسيا وفنلندا، صعبة. ولكن لا توجد مشاكل خاصة بين فنلندا وروسيا".
من جهته، أشار تيمو سويكانن، وهو أستاذ سابق للعلوم السياسية بجامعة توركو، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في رسالة التهنئة التي بعث بها إنه "بفضل جهود نينيستو بشكل كبير، فإن العلاقات الروسية الفنلندية تتطور على نحو بناء بطريقة ودية".
وقال سويكانن لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن فنلندا يمكن أن تصبح نموذجا لعلاقة مع موسكو يمكن الحفاظ عليها بالرغم من الخلافات السياسية، مضيفا أن هذا يذكر بعصر الحرب الباردة عندما كان لفنلندا دور مد الجسور.
وأشار سويكانن إلى أن التقدير الروسي لإعادة انتخابه يعيد إلى الذاكرة عندما اعتبرت موسكو رئيس فنلندا أورهو كيكونين، الذي تولى الحكم لسنوات طويلة، "ضامنا" للعلاقات الفنلندية السوفياتية.
وفي الانتخابات، كان نيلز تورفالدز المرشح الوحيد الذي يؤيد علنا خيار فنلندا في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وحصل تورفالدز بالكاد على واحد ونصف في المائة من الأصوات. ولم يلحظ مراقبون وجود خلاف علني مرير فيما يتعلق بحلف "الناتو" خلال سباق الانتخابات الرئاسية.
مع ذلك، فإن نينيستو قال في المؤتمر الصحفي الذي جرى يوم الاثنين إن الاستنتاجات حول الموقف العام تجاه "الناتو" لا يمكن بلورتها بمجرد الاكتفاء بالنظر إلى مدى التأييد الذي حصل عليه تورفالدز.