"الوشم" عادة تصارع البقاء في قومية لي بجزيرة هاينان (7)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2018:01:19.16:15

19 يناير 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/لم تتصور السيدة فوجين هوا حينما كانت توشم جسدها وهي الثامنة من عمرها، عام 1952. بأنها ستكون آخر جيل من النساء يمارس الوشم في قومية لي بجزيرة هاينان.

لذا أصبحت فوجين هوا التي تجاوزت عقدها السادس الآن، محطّ أنظار السياح الذين يأتون للمنطقة السياحية بهاينان، وهي تطرز القماش.

تعد جزيرة هاينان موطن قومية لي، ويمكن القول أن عادة الوشم تلخص تاريخ هذه القومية منذ المجتمع الأمومي إلى الآن، مايمثل "أحفور حي" لثقافة هذه القومية.

"في سن الثامنة نقوم بوشم الوجه، وفي سن الحادية عشرة نقوم بوشم الرقبة، وفي سن الثانية عشرة نقوم بوشم الصدر، وفي الثالثة عشرة نقوم بوشم الساقين، وفي الرابعة عشرة نقوم بإكمال وشم الساقين." هكذا أتمت فوجين هوا وشمها خلال 6 سنوات متتالية أثناء طفولتها. فالوشم بالنسبة لنساء قومية لي يعد شيئا ضروريا في حياتهن.

هناك عدة روايات حول أصل الوشم في قومية لي، فهناك من يعيده إلى "التوتم" وهناك من يقول بأنه على علاقة بـ"الإعتراف بالأسلاف"، وهناك من يربطه بـ "اذهاب الشرور".

تتعدد وتتنوع أشكال الوشم عند قومية لي، حيث يوجد 37 شكلا من أشكال وشم الوجه، و14 شكلا خاصة بوشم الذراع، و10 أشكال خاصة بوشم الساقين. وفي كل مرحلة تاريخية، استطاع الوشّامون أن يظهروا خيالا واسعا وروحا ابداعية ثرية.

تختار نساء قومية لي أياما معيّنة في السنة للقيام بالوشم، وعادة مايكون فصلي الشتاء والخريف الوقت الأمثل للوشم. في هذا الصدد، تقول فوجين هوا أن عملية الوشم تبدأ برسم الصورة من خلال مادة صبغية، ثم اتباع مسار الرسم للوشم على الجسم، لكن عملية الوشم لاتخلو من الشعور بالألم.

خلال الـ60 سنة الماضية، شهد موطن قومية لي تغيرا كبيرا، خاصة منذ تأسيس عدة محافظات حكم ذاتي لقومية لي في جزيرة هاينان. ومع النمو الإقتصادي السريع، تحولت قرى قومية لي إلى احدى أفضل الموارد السياحية في هاينان.

تعمل فوجين هوا في مجال السياحة، حيث تعد واحدة من الحرفيات المشهورات في مجال النسيج، اذ تقوم بطرازة مختلف المشاهد الحياتية لقومية لي على الأقمشة التي تنسجها.

أصبحت فوجين هوا في الوقت الحالي بمثابة "شخصية دعائية" للمنطقة السياحية المحلية. وهي لاتكتفي بتقديم عروض النسيج فحسب، بل تقوم بتعريف السائحين على ثقافة قومية لي، وتأمل في أن يتعرف المزيد من الناس على ثقافة قوميتها.

لكن أكثر مايشدّ انتباه الزائرين، هو الوشم على أجسام كبار السن. اذ تحكي مختلف هذه الخطوط والرسوم الماضي الطويل لقومية لي.

غير أن عادة الوشم تشهد تراجعا مستمرا في قومية لي، مع ذلك لايشعر كبار السن بالحسرة تجاه مصير هذه العادة القديمة، على العكس يتقبلون تغير العالم بصدر رحب.