تقرير: صناعة الفضاء في الصين تدخل عاما مزدحما بالأحداث في 2018 (4)

نجح مركز تاييوان ومركز شيتشانغ ومركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية في تنفيذ مهام الإطلاق الأولى للأقمار الإصطناعية في العام الحالي، تباعا في 9 و12 و13 يناير الجاري. وبذلك دخلت صناعة الفضاء الصينية عاما مزدحما بالأحداث المهمة والمهام الكبيرة.

تستعد المجموعة الصينية لتكنولوجيا الفضاء للقيام ب 35 عملية إطلاق خلال عام 2018. كما ستقوم المجموعة الصينية لعلوم وأعمال الفضاء بالتعاون مع بعض شركات الفضاء الخاصة، لإطلاق عدة أقمار صناعية في غضون العام الحالي. حيث من المتوقع أن يتجاوز عدد المهام الفضائية الصينية 40 مهمة خلال عام 2018. وهومايمثل زيادة كبيرة مقارنة بـ22 مهمة في عام 2012، مايمكن أن يجعل الصين تحل الأولى عالميا في عدد عمليات الإطلاق الفضائي. الشيء الذي يعني بأن عام 2018 سيكون محطة مهمة في مسيرة تقدم إستكشاف الصين للفضاء.

1، مسبار "تشانغ أه" يثير موجة ساخنة

أهمية عام 2018 بالنسبة لمسيرة الصين في استكشاف الفضاء لاتتجسد في عدد عمليات الإطلاق فحسب، بل تتجسد أيضا في أهمية وثقل هذه المهام أيضا. حيث سيشهد العام الحالي، إطلاق المسبار تشانغ أه-4، الذي يمثل خطوة حاسمة في المشروع الصيني لإستكشاف القمر، إلى جانب التحقق من قدرة الصاروخ الحامل لونغ مارش-5، مايمثل محطة بالغة الأهمية والصعوبة بالنسبة للبرنامج الصيني للإطلاق الفضائي.

ووفقا للمخطط، سيتم إطلاق المسبار تشانغ أه-4 في نهاية العام الحالي، ليهبط في حوض إيتكن القريب من أقصى جنوب ظهر القمر. وفي صورة نجاح هذه المهمة، ستكون سابقة في تاريخ إستكشاف البشر لظهر القمر والهبوط فيه. إذ نظرا لإحتجاب الرؤية وعدم إلتقاط الإشارات اللاسلكية في ظهر القمر، فشلت جميع المحاولات الأمريكية والروسية في الهبوط في هذا المكان. وهوما يُبقي هذا المكان غامضا بالنسبة للبشر، مايزيد من مستوى الصعوبات التي تعترض سبيل هذه المهمة.

2، إطلاق القمر الإصطناعي "بيدو"

تمكن بيدو-3 في نوفمبر 2017 من الدخول بنجاح إلى المدار حاملا على متنه قمرين صناعيين. ومن ثم، بدأ نظام الملاحة بيدو خطوات الخروج إلى العالم، كما شرعت الصين في إنشاء نظام بيدو العالمي للملاحة عبر الأقمار الإصطناعية.

ووفقا للمخطط، سيقوم بيدو-3 ببناء نظام أساسي من 18 قمرا إصطناعيا قبل موفى 2018، يمكنها تقديم خدماتها إلى الدول الواقعة على مسار الحزام والطريق. وهو مايعني بأن الصين ستقوم بإتمام 16 عملية إطلاق للقمر الصناعي بيدو-3.

3، الأقمار الصناعية المتميزة

على هامش زيارته إلى الصين مؤخرا، إلتقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 10 يناير الجاري، ممثل فريق بحث وتطوير القمر الإصطناعي المحيطي الصيني الفرنسي، كما أجرى زيارة إلى ورشة إختبار وتجميع الأقمار الإصطناعية. وسيتم توظيف القمر الإصطناعي الصيني الفرنسي في دراسة الأمواج البحرية ومراقبة واختبار البحار والمحيطات. يذكر أن هذا المشروع يشارك فيه فريق بحثي صيني فرنسي يضم أكثر من 100 عالم. وقد دخل هذا القمر في الوقت الحالي في مرحلة التجميع والإختبار. ووفقا للمخطط سيتم إطلاقه في النصف الثاني من عام 2018 على متن الصاروخ لونغ مارش.

في ذات الصدد، سيتم إطلاق القمر الإصطناعي"تشانغ هنغ 1" في فبراير 2018 من مركز إطلاق الأقمار الإصطناعية بجيوتشيوان. وستساعد هذه المهمة الصين على المضي في بناء نظام للرصد المجسّم للزلازل، وإستكشاف طرق جديدة لتوقع الزلازل. كما ستوفر خدمات رصد البيئة الكهروميغناطيسية للطيران والفضاء واتصالات الملاحة.

4، عودة جديدة لصاروخ لونغ مارش-5

يعد صاروخ لونغ مارش -5 الصاروخ الحامل الأعلى قدرة في الصين خلال الوقت الحالي. وقد نجح لونغ مارش في أول مهمة قام بها في نوفمبر 2016، لكنه أخفق في المهمة الثانية في يوليو 2017. على إثر ذلك قررت الأقسام المعنية، إلغاء المهام اللاحقة الموكلة لهذا الصاروخ، وإخضاعه لفحص شامل لمعرفة أسباب العطب. لكن نهاية عام 2018، ستشهد عودة جديدة لصاروخ لونغ مارش- 5 لمهام الفضاء. لذا يتطلع الناس لمعرفة آداء لونغ مارش-5 بعدما مرّ بولادة جديدة، ويرغبون في مشاهدته يخرج من ظل الفشل، وتقديم إسهامه في الجهود الصينية في مجال الفضاء المأهول وإستكشاف الفضاء العميق.

5، صعود سريع لصناعة الفضاء التجارية

من المتوقع أن تحقق صناعة الفضاء التجارية قفزة مهمة في عام 2018، حيث سيتم إطلاق أول قمر إستشعار تجاري يحمل إسم محافظة. إذ ستقوم حكومة محافظة دهتشينغ من مقاطعة تشجيانغ بإطلاق القمر الإصطناعي "دهتشينغ-1" في يناير 2018، من قاعدة جيوتشيوان بقانسو. وسيُستعمل هذا القمر الإصطناعي في تطوير التخطيط والمواصلات والموارد المائية وحماية البيئة والزراعة في المحافظة.

من جهة أخرى، قد يصبح عام 2018 منعرجا حاسما في تاريخ تطور صناعة الفضاء لأغراض مدنية. ومن الأحداث المهمة التي ستمثل مؤشرا واضحا على تطور هذه الصناعة، هو إطلاق أول صاروخ حامل ذكي من الحجم الصغير في النصف الأول من العام الحالي، من طرف شركة "لينغ إي" المحدودة لتكنولوجيا الفضاء ببكين. وقد تأسست هذه الشركة في يونيو 2015، وهي الشركة الخاصة الوحيدة في الصين التي تمتلك تكنولوجيا صناعة محركات الصواريخ الحاملة. وتركز هذه الشركة على تطوير الصواريخ الحاملة الذكية من الحجم الصغير، وتعمل على تقديم خدمات إطلاق هذا النوع من الصواريخ إلى المشغلين الدوليين بتكلفة تنافسية