مع عملية التطور الاقتصادي المذهل، بدأت الصين تستقبل مجتمع الشيخوخة، حيث بلغ عدد المسنين الذين تجاوزت أعمارهم ستين عاما 230 مليون شخص حتى نهاية العام الماضي. ووفقا للتوقعات، سيبلغ عدد المسنين فوق 65 عاما 483 مليون شخص بحلول عام 2050، محتلا قرابة 34% من إجمالي عدد سكان الصين.
وأشار تقرير المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني إلى أن لب ضمان وتحسين معيشة الشعب يتمثل في تسوية المشاكل الأكثر مباشرة وارتباطا وتتعلق بمصالح أبناء الشعب. وفي ظل تزايد شيخوخة السكان في الوقت الحاضر، اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات الفعالة لتقديم خدمات ممتازة للمسنين ولتمكين كل مسن من الاستمتاع بثمار التطورات الاقتصادية والاجتماعية في العصر الجديد.
يقع الحي السكني " بي شين تشياو" في شمال بكين، يسكن فيه العديد من المسنين الذي تجاوزت أعمارهم 70 عاما، ولا يعيش أولادهم معهم لأسباب مختلفة، وأغلبية هؤلاء المسنين لا يريدون دخول ديار رعاية المسنين، بل يفضلون العيش في منازلهم. يوجد بجانب هذا الحي السكني محل للمواد الغذائية يدعى"تونغ ري شنغ"، ويرجع تاريخه إلى ما قبل أكثر من خمسين سنة، وتباع فيه أنواع مختلفة من الأرز والطحين والفاصوليا والزيت النباتي. مع حلول فصل الشتاء، يزداد طلب المستهلكين على المواد الغذائية بسبب برودة الجو، ويشتغل العاملون بالمحل من الصباح الباكر حتى الليل كل يوم. قالت السيدة من تتولي المسؤولة بهذا المحل إنه رغم أن الأعمال اليومية كثيرة جدا، لكنها تتصل كل شهر بالمسنين الذين يسكنون بالحي السكني " بي شين تشياو" لمعرفة احتياجاتهم، لنقل المواد الغذائية إلى بيوتهم، وجلب ما يحتاجون إليه من السوق. " ان صحة هؤلاء المسنين ليست جيدة، ولديهم أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل، ويصعب عليهم أن يتسوقوا في الخارج. إنهم جيراننا، ونحمل على كتفينا مسؤولية مساعدتهم."
خلال رأس السنة الجديدة، كانت العاملة بالمحل شياو تسنغ في إجازتها، لكنها لم تبق مع أفراد أسرتها في البيت أو تخرج مع أصدقائها للاحتفال بالعيد، بل ذهبت إلى بيت المسنة السيدة قوه التي تبلغ 79 عاما من العمر، والتي أصيبت بمرض النقرس منذ سنوات عديدة. عندما فتحت بابها ورأت شياو تسنغ واقفة عند الباب حاملة المواد الغذائية، كان قلب السيدة قوه مفعما بالدفء." تأتي شياو تسنغ إلى بيتي لتهدى إلى المواد الغذائية كل شهر، مساعدتها الكريمة تجعلني أشعر بأن المجتمع لم يتركني. وفي قلبي، اعتبرها حفيدتي الحبيبة."
وقالت شياو تشنغ بينما كانت تقشر التفاحة للسيدة قوه:" كل شخص منا سيصبح مسنا، وكل مسن يحتاج إلى مساعدة الآخرين. في قلبي ان السيدة قوه ليست مستهلكة لبضائع محلنا فقطـ، بل هي صديقتي الحميمة وجارتي القديمة، وأعتني بها كأنها جدتي."