وزير لبناني ينتقد "البخل المخزي" للمجتمع الدولي في مساعدة اللاجئين السوريين

بيروت 10 يناير 2018 /) انتقد وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين معين المرعبي، يوم الأربعاء "البخل المخزي" للمجتمع الدولي في مساعدة اللاجئين السوريين، وذلك على خلفية إقدام نازح سوري على حرق نفسه في شمال لبنان.

وأعرب المرعبي في بيان عن أسفه وحزنه ل"إضرام أحد الأخوة من النازحين السوريين النار بنفسه اليوم بعد عدم تمكنه من الحصول على مساعدة غذائية".

وانتقد "البخل المخزي للمجتمع الدولي ووقوفه متفرجا أمام هول ما يعانيه الإخوان السوريون"، معتبرا أن "المسبب الأول للحادثة هو البخل الذي ليس له مثيل، والذي تمارسه الدول الغنية تجاه النازحين السوريين".

وحذر من "إمكانية تكرار هذه الحوادث المأساوية نتيجة ما يعانيه هؤلاء الأخوة النازحون".

وناشد "الشعوب العربية والغربية ومن لديه ما يكفي من حس إنساني إلى تقديم المساعدات المطلوبة حتى تتمكن المنظمات الدولية والحكومة اللبنانية من القيام بواجبها لتمكين النازحين السوريين من البقاء على قيد الحياة".

وأقدم نازح سوري على احراق نفسه اليوم أمام مركز مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان بعد رفض طلب تقدم به للحصول على مساعدة مالية، بحسب مصادرة عدة.

وعمد النازح رياض الزيبو (42 عاما) الى صب كمية من مادة البنزين على جسده وإضرام النار بنفسه امام النازحين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات.

وأوضح مصدر امني لوكالة انباء ((شينخوا)) ان "الصليب الأحمر اللبناني نقل النازح السوري بحالة خطرة الى مستشفى السلام المتخصص في معالجة الحروق".

وقال مدير المستشفى غبريال السبع لـ ((شينخوا)) ان "وضع رياض غير مستقر، ونسبة الحروق في جسمه من الدرجة الثالثة وهو يحتاج مدة شهرين للعلاج".

بدوره، قال خالد الزيبو احد أقارب رياض ان قريبه دخل الى مركز الامم المتحدة وطلب مساعدة مالية له ولعائلته المؤلفة من زوجته وأربعة اولاد الا انهم رفضوا اعطاءه المساعدة فهدد العاملين بانه سوف يحرق نفسه.

وذكر خالد أن رياض "خرج الى امام المدخل الرئيسي حيث صب مادة البنزين على نفسه امام المتواجدين الذين سارعوا الى مساعدته وإبلاغ الأجهزة الامنية".

واضاف "رياض كان هدد قبل عام بإحراق نفسه امام الامم المتحدة، لكنه لم يفعل، اما اليوم فقد نفذ تهديده واحرق نفسه ".

ورفض مصدر في الامم المتحدة التعليق على الحادث مكتفيا بالاشارة الى ان الامم المتحدة ستتكفل بمصاريف علاجه.

يذكر أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كانت أعلنت في نوفمبر الماضي أن عدد النازحين السوريين في لبنان المسجلين لديها قد بلغ أواخر العام الماضي نحو 997 ألف نازح في حين أن السلطات اللبنانية تقدر عدد السوريين في لبنان بأكثر من مليون و850 ألف سوري.

وتعمد مفوضية اللاجئين الى تقليص قيمة مساعداتها للنازحين السوريين في لبنان بسبب تقلص عطاءات الجهات المانحة في وقت تجهد الادارات اللبنانية لمواجهات التداعيات السلبية للوجود السوري الكثيف في لبنان على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والصحية في البلاد.