أنقرة 4 يناير 2018 / من المقرر أن يزور الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فرنسا غدا الجمعة ويلتقي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في ظل جهود أنقرة لتخفيف توتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
وقال أولوك أوزولكر، دبلوماسي متقاعد وسفير تركيا السابق لدى فرنسا، في حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) إنه إذا رغبت تركيا في "أيدٍ صديقة" لإنعاش العلاقات المتعثرة منذ فترة طويلة مع الاتحاد الأوروبي، فإن ماكرون هو الاختيار الصائب للقيام بهذا الدور.
وسيكون اللقاء بين ماكرون واردوغان هو الاجتماع رفيع المستوى الأول بين الرئيس التركي وقائد أوروبي بارز بعد فترة طويلة من انخراط أنقرة في حرب تصريحات مع العديد من العواصم الأوروبية ومع الاتحاد الأوروبي على خلفية الاجراءات التي قامت بها تركيا في أعقاب محاولة الانقلاب.
ونشب خلاف دبلوماسي بين تركيا والاتحاد الأوروبي منذ 2016 بعدما انتقدت بروكسل أنقرة بشدة بشأن الاعتقالات الجماعية في البلاد والمتعلقة بمحاولة الانقلاب في يوليو 2016.
وأعلنت الحكومة التركية حالة الطوارئ عقب محاولة الانقلاب وأطلقت حملة هائلة على المؤسسات الرسمية. وجرى اعتقال أكثر من 55 ألف شخص، بينهم صحفيون ومحامون وأكاديميون وسياسيون معارضون.
ولأسباب جيوستراتيجية، لم ترغب أوروبا رغم ذلك في قطع علاقاتها مع تركيا، والآن تمثل فرنسا الاختيار الصائب لاكتساب قوة دافعة في العلاقات بين أنقرة وبروكسل، بحسب أوزولكر.
وأشار أوزولكر إلى العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية القوية بين تركيا وفرنسا، موضحا أن أنقرة كانت قادرة على بدء محادثات الانضمام الى الاتحاد الأوروبي في 2005 بدعم من الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الألماني جيرهارد شرودر، زعيما بلديهما في ذلك الوقت.
لكن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي لم تحقق تقدما كبيرا بسبب المعارضة المباشرة أو غير المباشرة من جانب العديد من دول الاتحاد ومنها فرنسا.
وفي الوقت الراهن، أعلنت تركيا أنها ترغب في علاقات دافئة مع أوروبا، في الوقت الذي قرر فيه الرئيس الفرنسي القيام بدور في تخفيف توتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بحسب بارسين يينانك، الكاتبة بصحيفة (حريت) اليومية.
وقالت يينانك "ماكرون بنفسه أخذ على عاتقه مهمة ضمان استمرار الحوار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، معتمدا على علاقاته الطيبة مع اردوغان في الوقت الذي ساءت فيه علاقات زعماء أوروبيين آخرين مع الرجل."
وتابعت بقولها إنه من المحتمل أن يواجه ماكرون انتقادا من الرأي العام الداخلي لاستضافته اردوغان "الذي حظي بشعبية منخفضة للغاية في أوروبا هذه الأيام".
والحقيقة أن الانتقادات بشأن حملة الحكومة التركية على معارضيها، خاصة الصحفيين، تحولت إلى حرب كلامية بين أنقرة وباريس قبل تلك الزيارة التي سيقوم بها اردوغان إلى فرنسا.
وأعرب ماكرون يوم الاربعاء عن وجهات نظره بشأن "مشكلة حرية الصحافة في تركيا" قبل زيارة اردوغان.
وقال الرئيس الفرنسي إنه سيثير قضية الصحفيين المحبوسين في تركيا خلال محادثاته مع الزعيم التركي.
وفي رد على ذلك، قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم اردوغان، اليوم إن تصريحات ماكرون حول وضع حرية الصحافة في تركيا "قائمة على نقص المعلومات" إن لم تكن قائمة على "الانحياز".
وقال للمراسلين "هؤلاء الذين يحاولون التهوين من شأن حرب تركيا ضد الإرهاب من خلال الحديث عن حرية التعبير يتعين عليهم أن يفهموا الحقائق في تركيا"، مضيفا أن الحكومة التركية تكافح ثلاث منظمات إرهابية.
وأوضح أن الأوروبيين إما أنهم لا يستطيعون فهم التهديد الارهابي الموجه إلى تركيا أو أنهم "يتبنون ازدواجية المعايير".
وأضاف كالين أن اردوغان سيطلع ماكرون على وثائق تثبت أن السبب في خضوع هؤلاء الصحفيين للملاحقة القضائية ليس هو الأنشطة الصحفية.
يذكر أنه تم اعتقال لو بورو، وهو صحفي فرنسي، في تركيا وتم سجنه لأكثر من 7 أسابيع جراء تهم متعلقة بالارهاب، قبل أن يعود إلى فرنسا في سبتمبر عقب مناشدة ماكرون اردوغان إطلاق سراحه. /نهاية الخبر/