هلسنكى 30 ديسمبر 2017 / ثمة إمكانات هائلة للتعاون بين فنلندا والصين في مجال الابتكار وخاصة في السنوات المقبلة، هكذا ذكر بيتري فيوريو مدير التجارة الدولية باتحاد الصناعات الفنلندية.
وقال فيوريو خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن فنلندا تعد أحد الاقتصادات الابتكارية الرائدة في العالم، وتسعى الصين جاهدة إلى تحقيق نمو اقتصادي قائم على الابتكار وتعد بالفعل سباقة في العديد من المجالات، لذا "هناك الكثير من الفرص للجمع بين خبراتنا وتحقيق نتائج جيدة".
وقد قامت الصين وفنلندا بتأسيس لجنة الأعمال الابتكارية في يونيو من العام الجاري، وذلك بعد شهرين من زيارة دولة قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لهذا البلد الواقع في شمال أوروبا.
وذكر فيوريو "نحن في مجتمع الأعمال راضون جدا عن تطور العلاقات الاقتصادية". فهذا الاتجاه اكتسب زخما وخاصة خلال زيارة شي، ويتجسد أحد الأمثلة على ذلك في تشكيل اللجنة الصينية - الفنلندية للتعاون الابتكاري في مجال الأعمال . وأضاف "نحن نعلق آمالا كبيرة على التعاون المستقبلي في قطاع الابتكار".
واختتمت اللجنة اجتماعها العام الثاني في أوائل ديسمبر، وقررت تشكيل عدد من مجموعات العمل التي تركز على الطاقة، واللوجستيات البحرية، والابتكارات الصناعية، والهواء النظيف والتكنولوجيا النظيفة، وصناعة الغابات.
وذكر فيوريو "لقد شعرت بسعادة بالغة لمجئ أكثر من 50 ضيفا من الصين لزيارة فنلندا" عندما عقد اجتماع اللجنة، و"نرى أيضا أن هناك مجالا واسعا لمزيد من التعاون".
وضرب بقطاع الطاقة مثالا على ذلك، قائلا "لدينا الكثير من فرص التعاون ذي الفوز المشترك بين الصين وفنلندا". والمشروعات الواعدة ستكون مختصة بحلول الطاقة النظيفة والمتجددة، مثل الشبكات الذكية المرنة،وبعض حلول التدفئة والتبريد في المناطق.
أما المثال الآخر فيتعلق بمجموعة العمل المعنية بالخدمات اللوجستية البحرية "ذات الصلة الوثيقة بفرص مبادرة الحزام والطريق"، هكذا ذكر فيوريو، مضيفا "ويمكننا الجمع بين خبراتنا في إقامة مشروعات تعاونية في بلدان ثالثة بحاجة إلى التكنولوجيات هناك عندما يتعلق الأمر بالموانئ".
وقد حظيت مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين وتدعو إلى تحسين الربط الاقتصادي والتنسيق السياسي والتبادلات الثقافية بين الدول والمناطق، حظيت برد فعل إيجابي في فنلندا.
ولدى إشادته بالمبادرة، قال فيوريو إن فرص تحقيق تعاون أفضل تكمن في مجالات مثل النقل والتكنولوجيا والطاقة والبني التحتية، "حيث يكمل الطلب والحلول التكنولوجية الفنلندية كل منهما الآخر بشكل تام تقريبا".
فقد غادر قطار بضائع محمل بالمنتجات الإلكترونية والملابس ولباب الورق والورق وجميعها مصنعة في شمال أوروبا، غادر كوفولا شرقي فنلندا متوجها إلى شيآن بوسط الصين في نوفمبر، ليتم بذلك فتح أول خط سكك حديدية بين شمال أوروبا والصين. وساهم هذا الطريق البري البالغ طوله 9 آلاف كلم ويعبر روسيا وآسيا الوسطى، في تقصير زمن الرحلة بواقع 30 يوما مقارنة بالشحن البحري العادي.
ومن ناحية أخرى، يجرى حاليا استعراض إنشاء كابل بحري رقمي يربط بين شمال أوروبا وشرق آسيا عبر المحيط المتجمد الشمالي، كما طُرحت على الطاولة مزيد من المشروعات مثل خط السكك الحديدية الخاص بالقطب الشمالي والنفق الذي يربط بين هلسنكي وتالين وغيرهما.
وأعرب فيوريو عن اعتقاده بأن رئاسة فنلندا التي ستستمر عامين لمجلس القطب الشمالي وبدأت في مايو 2017 تحمل مزيدا من الفرص "أمامنا نحن والصين لمواصلة تطوير التعاون في مناطق القطب الشمالي فيما يتعلق بالمسارات البحرية الشمالية والمسائل ذات الصلة بكابلات البيانات والعديد من فرص التعاون الأخرى في القطب الشمالي".
وأكد أن هناك حوالي 400 شركة فنلندية تستثمر حاليا في الصين، والعديد منها إما لديه منشآت إنتاج أو مراكز بحث وتطوير هناك. وقال فيوريو "إننا لا نقوم فقط بتصدير المنتجات والخدمات للصين، ولكن الصين تعد أيضا سوقا هامة جدا للعديد من الشركات الفنلندية".
تجدر الإشارة إلى الاقتصاد الفنلندي تحركه الصادرات بصورة كبيرة، وقد أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لفنلندا في آسيا منذ فترة طويلة. وقد تابع رجال الأعمال الفنلنديون عن كثب المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني في أكتوبر الماضي. وهم مهتمون "بالطريقة التي ستتطور بها السياسات الاقتصادية للصين خلال السنوات الخمس المقبلة وما تأثير ذلك على انفتاح السوق وتنظيمه والتنمية الاقتصادية".
وأضاف فيوريو "إننا ندعم التجارة الحرة ونرى أن اتجاه العولمة الذي تسير فيه الصين إيجابي. هذا أمر واعد جدا واعتقد أن القرارات التي اُتخذت في المؤتمر تدعم الأنشطة المستقبلية للشركات الفنلندية في الصين".