تعد سنة 2017 علامة بارزة في العلاقات السياحية بين كمبوديا والصين حيث أصبحت الأخيرة أكبر مصدر للسياح الأجانب إلى كمبوديا متجاوزة فيتنام في الربع الأول من العام، وفقا لما ذكر وزير السياحة الكمبودي ثونغ خون.
--سنة تاريخية
ولأول مرة سيتجاوز عدد السياح الصينيين إلى الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، حاجز المليون في عام 2017.
وقال الوزير في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) " إنها سنة تاريخية للعلاقات السياحية بين البلدين".
وأوضح أن كمبوديا استقبلت 4.3 مليون زائر أجنبي خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2017، بزيادة تصل إلى 10 بالمئة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. ومن هذا الرقم، قدر عدد السياح الصينيين بـ950 ألف تقريبا، بزيادة 45 بالمئة.
وأضاف الوزير أن السياح الصينيين يمثلون 21.9 بالمئة من إجمالي عدد السياح الدوليين الوافدين إلى المملكة.
وقال "وفقا للأرقام، فمن المتوقع أن يتجاوز عدد السياح الصينيين إلى كمبوديا المليون سائح في عام 2017"، مضيفا أن السياح الصينيين ضخوا حوالي 700 مليون دولار أمريكي في شرايين الاقتصاد الكمبودي هذا العام.
-- قوة شرائية
وقال ثونغ خون إن" السائح ينفق في المتوسط 700 دولار أمريكي خلال إقامته في كمبوديا، مما يسهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد المحلي وخفض الفقر. إنفاقهم في كمبوديا يطعم الكثير من المواطنين المحليين".
وأرجع الوزير الزيادة القوية والمطردة في عدد السياح الصينيين إلى كمبوديا إلى شراكة التعاون الاستراتيجي الشاملة التي تعود إلى عام 2010 بين البلدين.
وقال"هذا التعاون الاستراتيجي الشامل والإيجابي بين البلدين قد أدى إلى زيادة في عدد المستثمرين الصينيين وكذلك السياح الصينيين إلى كمبوديا كل عام".
وأضاف أن النمو يعود أيضا إلى الاستقرار السياسي في كمبوديا ومواقعها السياحية الجذابة وزيادة الرحلات المباشرة بين البلدين، مشيرا إلى وجود 126 رحلة جوية مباشرة أسبوعيا بين الصين وكمبوديا.
وقال الوزير إن" حوالي 50 بالمئة من السياح الصينيين إلى كمبوديا يمضون إجازاتهم في زيارة حديقة انغكور الأثرية في مقاطعة سيم ريب، موضحا أن الباقي يزورون المناطق الساحلية في مقاطعة بريه سيهانوك والعاصمة بنوم بنه.
--هدف2020
وتوقع ثونغ خون أن تجذب كمبوديا 7 ملايين زائر دولي بينهم مليوني زائر من الصين في عام 2020، ما سيؤدي إلى جلب عوائد تقدر بـ5 مليارات دولار أمريكي وخلق فرص عمل لمليون شخص في البلاد.
ولتحقيق هدف مليوني سائح صيني بحلول عام 2020، أطلقت كمبوديا استراتيجية "الصين مستعدة" في أوائل عام 2016، وفقا لقوله.
وحددت الاستراتيجية خطوات ستتخذها السلطات السياحية لتسهيل زيارات السياح الصينيين، بما في ذلك توفير العلامات الصينية والوثائق اللازمة للتأشيرة، والتشجيع على الاستخدام المحلي للعملة واللغة الصينية، وضمان ملاءمة منشآت الإقامة والمطاعم للأذواق الصينية.
كما تدعو الاستراتيجية إلى زيادة عدد المرشدين السياحيين الناطقين بالصينية.
وأكد" بناء على استراتيجيتنا الواضحة، فإننا نشعر بالتفاؤل إزاء قدرتنا على تحقيق الهدف".
وقالت تشهاي سيفلين، رئيسة جمعية وكلاء السفر الكمبودية، التي تضم نحو 250 شركة رحلات وسفر، إن العلاقات الصينية-الكمبودية الوثيقة، وثراء مواقع التراث الثقافي الكمبودية، والربط الجوي المتحسن، كلها عوامل رئيسية تجذب هواة قضاء العطلات الصينيين إلى كمبوديا.
وأضافت أن السياح الصينيين يحبون الشراء بيد أن بعضهم خاب أملهم عندما لم يتمكنوا من إيجاد أنواع كافية من المنتجات المصنعة محليا وعندما باع لهم بعض البائعين سلعا غير حقيقية.
وقالت سيفلين وهي الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة ((سي أس أل ترافل أند تورز) السياحية" أحيانا، البائعون يبيعون السلع بأسعار مرتفعة جدا، أو يبيعون سلعا مزيفة. هذه مشكلة يمكن أن تؤثر على أعمالنا السياحية".
وتابعت " ولجذب المزيد من السياح الصينيين، نقترح على السلطات المعنية أن تساعد على تعليم بائعي الهدايا بيع منتجات حقيقية بسعر معقول".
وقال هو فاندي، رئيس شركة (وورلد اكسبريس تور أند ترافل)، التي ترتب رحلات فاخرة للسائحين الصينيين الميسورين، إن تحسن ظروف المعيشة يعد من بين العوامل التي تشجع المزيد من الصينيين على السفر إلى الخارج لقضاء العطلات.
وأضاف "مع تحسن ظروف المعيشة، يختار البعض أفضل الباقات ويقيمون في فنادق 5 نجوم. والبعض يؤجر طائرات هليكوبتر للقيام برحلاتهم في كمبوديا".
وتعد السياحة أحد أربعة قطاعات تدعم الاقتصاد الكمبودي. وتملك الدولة ثلاثة مواقع مدرجة ضمن التراث العالمي، وهي حديقة انغكور الأثرية في سيم ريب شمال غربي البلاد، ومعبد بريه فيهار في مقاطعة بريه فيهار شمال غربي البلاد، وموقع سامبور بري كوك الأثري في مقاطعة كامبونغ ثوم الوسطي.
يضاف إلى ذلك ساحلها البكر الذي يمتد إلى 450 كم قاطعا 4 مقاطعات جنوب غربي البلاد هي سيناهوك وكامبوت وكيب وكوه كونغ.