قال ليو هو، وهو خبير اقتصادي سنغافوري يعمل لشركة إدارة أرصدة مالية "كنت في سريلانكا قبل 4 سنوات، كسائح، وكانت المسافة من الفندق إلى المطار تستغرق ساعة ونصف، لأن أحوال الطرق سيئة جدا."
وأضاف "ولكن، عندما زرت سريلانكا مرة أخرى مؤخرا، كمستثمر، تم بناء طرق سريعة ضمن مشاريع مبادرة الحزام والطريق الصينية، ونفس المسافة لم تأخذ سوى 45 دقيقة."
وفقا للخبير الاقتصادي هو، الذي يعمل مديرا رفيع المستوى في شركة الشراكة الاستثمارية NN ، ومتخصص بقسم استراتيجيات العملات الصعبة وديون الأسواق الناشئة، تتميز مبادرة الحزام والطريق الصينية بميزتين فريدتين تتمتعان بفوائد كبيرة للدول المعنية، وهما خبرات إقامة وتنفيذ المشاريع، والتمويل الرخيص.
فيما يتعلق بخبرات التنفيذ، فعملية الحضرنة بالصين قد نجم عنها خبرات كبيرة وواسعة في مشاريع البنية التحتية الكبيرة.
ستساعد هذه الخبرات الدول على طول طرق مبادرة الحزام والطريق على المعالجة السريعة لمشاكل عنق الزجاجة في تمويل مشاريعها للبنية التحتية، وتعزز كفاءتها وفاعليتها الإنتاجية .
وفيما يتعلق بالتمويل الرخيص، فإن الديون المستخدمة لمشاريع ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق تكون عادة بمعدلات مريحة عند متناول الجميع، وهي مخصصة لتكون أقل كثيرا من معدلات الإقراض التجارية.
وقال هو "إن كلفة الديون الرخيصة ستقلل العبء المالي عن الدول المتلقية للديون، ما يسمح لها باستخدام مواردها المحدودة في مجالات هي بحاجة ماسة أكثر إليها، مثل التعليم والخدمات الاجتماعية ."
وفي حديث مع ((شينخوا)) في وقت سابق هذا العام، قال إدوارد لي، الذي يقود فريق بحوث اقتصادية لبنك ستاندرد تشارترد، في منطقة رابطة دول جنوب شرق آسيا(آسيان)، إن الصين تأتي بالمركز الأول عالميا فيما يتعلق ببناء مشاريع البنية التحتية، ولاسيما البنية التحتية للنقل، ولذلك، فالصين يمكنها تقديم دعم عظيم لبعض الدول الصغيرة في الرابطة، ممن تعاني من نقص بالتمويل والتكنولوجيا.
وأضاف أن مشاريع البنية التحتية ضمن مبادرة الحزام والطريق يمكن أن توفر فرصا رائعة للعمل والتوظيف في دول جنوب شرق آسيا، وتفيد المؤسسات المتوسطة والصغيرة الحجم بالمنطقة.
وعلى المدى الطويل، ستساعد المبادرة دول المنطقة على امتلاك بنية تحتية شاملة خاصة بها، وهو ما سيتمتع بأثر إيجابي متواصل على كلفتها بمجال النقل، ويسهم بانفتاح التجارة وتعزيز التعاون الاقتصادي ، على المدى البعيد أيضا، حسب رأي الاقتصادي لي.
وأعرب الخبير الاقتصادي الآخر تان خي جياب، المدير المشارك لمعهد التنافسية في آسيا، والبروفيسور المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة بالجامعة الوطنية في سنغافورة، أعرب أيضا عن حماسته للمنافع التي تحققها مبادرة الحزام والطريق، لجنوب شرق آسيا، وحتى العالم كله.
وقال "بدون أي عقبات، فمبادرة الحزام والطريق مفتوحة أمام جميع الدول"، مضيفا أنها يمكن أن تعمق التعاون التجاري الإقليمي بطريقة مرنة جدا، وتكون زخما حيويا للانتعاش الاقتصادي العالمي.
ومضى يقول إنه مع الدعم الذي تقدمه مبادرة الحزام والطريق، ستزول مشكلة عنق الزجاجة لتمويل البنية التحتية في جنوب شرق آسيا، الأمر الذي يحفز تشييد البنى التحتية بالمنطقة، ويرفع الإنتاجية الصناعية ويخلق فرص العمل، ويحسن حياة الناس.
في الوقت نفسه، ستشهد الحكومات حسابات ميزانية أكثر سلامة وتوازنا، بفضل ما تجلبه مبادرة الحزام والطريق من نشاطات تجارية إقليمية إضافية، بما يمكن الحكومات من توسيع الاستثمارات في الخدمات العامة.
ولم يتفق تان مع وجهة النظر القائلة بأن هذه المبادرة ستتعارض مع المفاوضات حول اتفاقيات تجارة حرة إقليمية. وقال إن هذين الأمرين غير متناقضين أبدا، ويمكن للدول اختيار كليهما (يقصد المبادرة ومفاوضات التجارة الحرة الإقليمية)، وهما إلى درجة ما، يكملان بعضهما البعض.
وحول القلق الموجود حول مشكلة عنق الزجاجة في تمويل مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالمبادرة، اقترح أنه بإمكان سنغافورة أن تبني مركزا ماليا للاستثمارات في تطوير البنية التحتية، حتى يتم تسريع تحقيق مشاريع هذه المبادرة.
وأضاف أن سنغافورة لديها خبرات واسعة في تشييد مرافق الطيران والمطارات، وهي ترغب بالتعاون الأوثق مع الصين، لتعزيز تبادلات خالية من العوائق للتجارة والأفراد ، عبر النقل الجوي ضمن مبادرة الحزام والطريق. (المقصود بمبادرة الحزام والطريق الصينية هي الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البري العريق، وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، والمعروفة عالميا حاليا باسمها المختصر الحزام والطريق).