مقابلة: مسؤولة: تضافر جهود مدينة لندن ومنطقة هونغ كونغ لدفع مبادرة الحزام والطريق

لندن 19 ديسمبر 2017 / ذكرت مسؤولة تنفيذية بارزة أن المركزين الماليين العالميين وهما مدينة لندن ومنطقة هونغ كونغ سيعملان بشكل وثيق معا لتوفير الخبرة في مجالات التمويل والقانون والتأمين لمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

وصرحت شيري ماديرا المستشار الخاص بمؤسسة (سيتي أوف لندن كوربوراشن) لمنطقة آسيا خلال مقابلة خاصة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مبادرة الحزام والطريق هائلة وطموحة".

وقد عادت ماديرا لتوها من هونغ كونغ حيث انضمت مؤسسة (سيتي أوف لندن كوربوراشن) يوم الاثنين رسميا لمكتب تسهيل تمويل البني التحتية، وهو جهاز تديره هيئة النقد في هونغ كونغ، لتسهيل الاستثمارات والتمويل المعنيين بالبنية التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وقالت ماديرا إن مكتب تسهيل تمويل البني التحتية، الذي تأسس في العام الماضي، أصبح الآن يضم 80 كيانا مشاركا ويهدف إلى أن يصبح منصة لتبادل المعرفة من أجل إجراء مناقشات بشأن تمويل البني التحتية في إطار مبادرة الحزام والطريق وكيفية تحقيق ذلك بكفاءة.

وأشارت ماديرا إلى أن "لندن هي المدينة الدولية الوحيدة التي انضمت إلى مكتب تسهيل تمويل البني التحتية".

ووفقا لمركز لندن للبحوث الاقتصادية، فإن لندن تلعب دورا بارزا في النقد الأجنبي العالمي حيث يبلغ حجم تعلاماتها اليومية 2.7 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل 41 في المائة من الحصة العالمية.

كما أظهرت الأرقام الصادرة عن المركز أن لندن تعاملت في عام 2014 مع 71 في المائة من تداول السندات الدولية، حيث أن 20 في المائة من سوق الأسهم الأجنبية العالمية أدرجت هناك وشهدت المدينة 18 في المائة من عمليات الإقراض العالمي عبر الحدود، وهي نسبة تتجاوز أي مركز عالمي آخر.

وقالت ماديرا إن لندن ترى أن مبادرة الحزام والطريق مشروع يمكنها أن تفيد فيه من خلال تقديم خبراتها الخاصة، وإن إتباع نهج مشترك مع هونغ كونغ، التي تعد في حد ذاتها مركزا ماليا عالميا يلعب دورا خاصا جدا في آسيا، سيعود بالفوز المشترك على جميع الأطراف.

ولفتت إلى أن "مدينة لندن لديها دور شريك إستراتيجي حقيقي لتلعبه في مكتب تسهيل تمويل البني التحتية طبقا للتعريف الوارد من هيئة النقد في هونغ كونغ -- ومن الأهمية بمكان بالنسبة لنا الإقبال على الفعل".

وذكرت أن "هذا مثال جيد حقا على أن لندن وهونغ كونغ ليستا متنافستين -- فالكعكة في هذا الصدد كبيرة جدا وستكبر من خلال القدرة على العمل معا".

جدير بالذكر أن مبادرة الحزام والطريق مشروع شهد توقيع عشرات الدول والمناطق والمنظمات الدولية اتفاقات تعاون بشأنه مع الصين.

وقالت ماديرا إنه عقب حضور منتدى الحزام والطريق في بكين في مايو كان من الواضح أن ثمة حاجة إلى "تعبئة رأس المال الخاص إلى جانب التمويل الحكومي من أجل بناء البني التحتية في إطار الحزام والطريق"، مضيفة أن "هذا الأمر سيحتاج إلى الاتسام بعقلية تربوية وثقافية وتجارية من أجل تحقيقه الذي لا يقتصر على مجرد الضغط على زر".

-- الخبرة في القانون والتأمين والبورصة

إن خبرة لندن في القانون والتأمين وتداول العملات الأجنبية وأسواقها العميقة والسائلة من رأس المال ستكون ذات قيمة لبناء وتوسيع البنية التحتية بطول الحزام والطريق.

وذكرت ماديرا أن التعاون بين مدينة لندن وهونغ كونغ يعود بالفائدة على مبادرة الحزام والطريق والطرفين.

"وباعتبارها أعمق سوق لرأس المال في العالم، فرؤوس الأموال تتدفق عبر لندن. إنها أقوى مركز لتمويل البني التحتية، ولدينا تاريخ من التمويل المنظم وهذه نقطة تقاسم واضحة (مع هونغ كونغ)"، حسبما أشارت ماديرا.

وقالت ماديرا إن لندن، باعتبارها ثاني أكبر مركز خارجي لتداول الرنمينبي بعد هونغ كونغ، تلعب دورا في تكملة ودعم هونغ كونغ في تسهيل التمويل لمبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى أن "لندن لا يعلى عليها كمركز مالي عالمي للنقد الأجنبي".

وأوضحت المسؤولة أن الأطر القانونية في هونغ كونغ ولندن متشابهة إلى حد كبير وتعد أيضا معيارا عالميا يستخدم في مشروعات البني التحتية العابرة للحدود الوطنية، ويمكن استخدام هذه المبادئ والقوالب القانونية من خلال مكتب تسهيل تمويل البني التحتية.

جدير بالذكر أن لندن باعتبارها ثالث أكبر مركز للتأمين في العالم لديها خبرة يمكن أن تقدمها لهونغ كونغ في مجالات التأمين الجيوسياسي، وتغير المناخ، والتأمين البيئي، والتأمين على البضائع من أجل مشروعات مبادرة الحزام والطريق.

وقالت ماديرا "هناك فائدة حقيقة من رؤية لندن الانخراط في هذه الموضوعات الثلاثة المتمثلة في النقد الأجنبي والقانون والتأمين".