دمشق 18 ديسمبر 2017 / قال الرئيس السوري بشار الأسد اليوم (الاثنين)، إن دمشق ترحب بأي دور للأمم المتحدة في تسوية النزاع في البلاد، بشرط أن يكون هذا الدور مرتبطا بالسيادة السورية، بحسب وسائل إعلام سورية.
ونقل موقع صحيفة (الوطن) المقربة من الحكومة السورية اليوم عن الرئيس الأسد قوله في تصريحات صحفية أدلى بها لعدد من وسائل الإعلام، بعد استقباله الوفد الحكومي والاقتصادي الروسي برئاسة نائب رئيس الوزراء دميتري روغوزين ، ردا على سؤال حول ما يثار عن انتخابات برلمانية قادمة ودور للأمم المتحدة فيها، قال إن هذا الموضوع طرح عند الحديث عن أن مؤتمر سوتشي سيناقش الدستور السوري، هل الدستور الحالي مناسب، هل نحن بحاجة لتعديلات، هل سورية بحاجة إلى دستور جديد، بكل الأحوال عندما يكون هناك تعديل دستوري، من الطبيعي أن يكون هناك انتخابات مبنيّة على الدستور لأن موضوع الانتخابات وكيفية انتخاب المؤسسات التشريعية هي من النقاط الهامة في أي دستور ".
وأضاف الرئيس الأسد إن "موضوع الرقابة الدولية طرح، وطرح تحديدا دور للأمم المتحدة في نقاشات معنا من قبل مختلف الأطراف، قلنا بأن سوريا هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، فعندما تأتي الأمم المتحدة لتلعب دوراً في هذه الانتخابات، أي دور، يجب أن يكون مبنيا على ميثاق الأمم المتحدة المبني بدوره على سيادة سوريا وعلى ما يقرره شعبها، لذلك نحن لا نقلق من أي دور للأمم المتحدة ونستطيع القول إننا نرحب بأي دور للأمم المتحدة بشرط أن يكون مرتبطاً بالسيادة السورية، أي شيء يتجاوز هذه السيادة مرفوض، هذا الكلام يجب أن يكون واضحا اليوم ولاحقا وفي أي وقت".
وحول موقف فرنسا والدول الغربية التي حملت الوفد الحكومي، وليس مجموعات المعارضة، مسؤولية فشل الجولة الثامنة من محادثات جنيف، قال الرئيس السوري إن هذا الموقف "طبيعي"، لأن هذه المجموعات "تعمل لصالحهم".
وقال الأسد "من الطبيعي أن يقوموا بهذا العمل لكي لا يحملوا المسؤولية لمجموعات هي تعمل لصالحهم".
وأضاف "هذه التصريحات الفرنسية أو غيرها من الدول الغربية تؤكد أن هذه المجموعات تعمل لصالحهم وليس لصالح سوريا أو لصالح الوطن، طبعا بالنسبة لنا هذه المجموعات لا نستطيع حتى أن نحملها مسؤولية فشل جنيف لسبب بسيط، لأنها مجموعات صوتية تعمل بالدولار".
وكانت وزارة الخارجية السورية أدانت يوم الجمعة الماضية بشدة الادعاءات الصادرة عن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ووزارة الخارجية الفرنسية والتي تتهم سوريا بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم في الجولة الأخيرة بجنيف 8 .
وانتهت يوم الخميس 14 ديسمبر الجاري، جولة ثامنة من مفاوضات جنيف، وكانت بدأت في 28 نوفمبر الماضي، ثم علقت لثلاثة أيام، قبل أن تستأنف الأمم المتحدة لقاءاتها الاسبوع الماضي مع وفد المعارضة، فيما تأخر وفد النظام عن الالتحاق باللقاء حيث وصل الاحد الماضي إلى جنيف، بعد ضغوطات من المعارضة ومطالبات أمريكية فرنسية بضرورة إلزام روسيا وفد النظام حضور المفاوضات والالتزام بالعملية التفاوضية.
وامتنع الوفد الرسمي السوري عن حضور المفاوضات في مرحلتها الأولى، بسبب اعتراضه على بيان الرياض2 للمعارضة السورية طالب فيه برحيل الرئيس السوري بشار الأسد ، لكنه وبعد اتصالات مع الجانب الروسي قرر المجيئ إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات والتي لم تسفر عن أي نتيجة او اتفاق.
ويتهم وفد المعارضة مرارا النظام السوري بالتهرب من المحادثات، مجددا تمسك وفده بمناقشة عملية الانتقال السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية دون ان يكون للرئيس بشار الاسد أي دور فيها.