على مسرح صغير بقرية دونغبيتشوانغ، يتسلق لاعب الأكروبات ليو ده شنغ،30 عاما، على عمود غزل بينما يوازن جسده ببطء و"يمشي" في الهواء . فـ"المشي في الفضاء الخارجي" يمثل تحفة عروضه.
يذكر ان ليو هو واحد من بين مئات لاعبي الأكروبات في قرية دونغبيتشوانغ الواقعة في مقاطعة خنان بوسط الصين، وهي احد مواطن الألعاب البهلوانية في الصين.
ويلقى أداء ليو ترحيبا على نطاق واسع، حيث فاز بالعديد من الميداليات في الداخل والخارج. وعلى الرغم من نجاحه، فما زالت الشكوك تؤرقه.
وقال ليو "بعدما انكسرت ذراعي للمرة الثالثة في عام 2009، فكرت في التخلي عن ممارسة الألعاب البهلوانية".
ووقع ليو في حب الألعاب البهلوانية مرة أخرى في دونغبيتشوانغ. جاء أولا إلى القرية بسبب زوجته التي تمارس أيضا الأكروبات . وبعدما شاهد أداء القرويين، نسي على الفور فكرة التخلي عن ممارسة الألعاب البهلوانية.
وقال ليو "الاستخدام الواسع للأدوات الزراعية في الأداء يعطي الجمهور شعورا بالألفة ". وأضاف "بالنسبة لي، هذه القرية هي الجنة بعينها".
وكانت دونغبيتشوانغ، التي يبلغ عدد سكانها 2800 نسمة فقط، قرية صغيرة فقيرة جدا يعيش أهلها على ممارسة الألعاب البهلوانية.
وأجبرت الأرض القاحلة القرويين على إيجاد طرق أخرى لكسب الرزق، حيث اختار معظمهم الألعاب البهلوانية.
وبينما لم يكن هناك ما يمكن القيام به في الأرض، مارس القرويون الألعاب البهلوانية باستخدام أدواتهم مثل قبعة القش والمجرفة.
ويوجد حاليا بالقرية 400 لاعب أكروبات يقومون بالأداء على مسارح محلية وخارجية. من بينهم 37 رئيسا لفرقة.
وفي عام 2008، أدرجت الألعاب البهلوانية في دونغبيتشوانغ باعتبارها تراثا ثقافيا غير مادي للصين. وبدعم من السلطات المحلية، يعود المزيد من لاعبي الأكروبات إلى القرية لتعليم تقنياتها.
وكان تشياو جين شنغ، الجيل السادس من عائلة تشياو الشهيرة بالألعاب البهلوانية، من بين العائدين إلى القرية، حيث قام بتعليم أكثر من 1200 طالب على مر السنين.
وقال تشياو،76 عاما، "سأواصل أداء وتعليم الألعاب البهلوانية في القرية طالما تسمح صحتي بذلك".
ويشعر ليو ده شنغ برضا كبير مع عمل ناجح وأسرة سعيدة، فيما يقوم حاليا بتعليم الطلاب من القرى المجاورة.
وقال ليو "سأعلم الأطفال تقنياتي للألعاب البهلوانية وسأخبرهم بتطلعات الناس المختلفة من جميع أنحاء العالم، حتى يمكن للفن القديم من هذه القرية الصغيرة أن يتجه للعالمية أيضا".
الجدير بالذكر انه قدم شي جين بينغ تقريرا في المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني يوم 18 أكتوبر الماضي مشيرا فيه "العزم على كسب معركة التغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر. إن إدخال السكان الفقراء والمناطق الفقيرة إلى مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل مع سائر مناطق البلاد سويا هو تعهد مهيب لحزبنا. ويتعين علينا تعبئة قوى كل الحزب والبلاد والمجتمع والتمسك بتنفيذ البرنامج الدقيق لمساعدة مَن يعانون من الفقر وتخليصهم منه وبآلية العمل المتمثلة في التخطيط الشامل من الحكومة المركزية وتحميل المقاطعات )المناطق الذاتية الحكم والبلديات المركزية( المسؤولية العامة وإلزام المدن )الولايات( والمحافظات بالتنفيذ، كما يجب علينا توطيد نظام المسؤولية المتمثل في تحميل المسؤولين الأوائل بالدوائر الحزبية والحكومية المسؤولية العامة، والمثابرة على نمط الحملة الكبرى لمساعدة الفقراء والاهتمام بالجمع بين مساعدتهم على التخلص من الفقر ومساعدتهم على إذكاء همتهم وإظهار ذكائهم، وتعميق التعاون بين المناطق الشرقية والغربية في أعمال مساعدة الفقراء، وتركيز الجهود على إتمام مهمات تخليص المناطق الفقيرة للغاية من الفقر، وضمان تخليص السكان الفقراء الريفيين حسب معيار البلاد من الفقر، وإزالة وصمة "الفقر" عن كل المحافظات الفقيرة وتسوية مشكلة الفقر الكلي الإقليمي بغية التخلص من الفقر الواقعي والتخلص الحقيقي من الفقر بحلول عام 2020."