شهدت الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق نشاطا مكثفا للتبادل والتعاون في صناعة النشر والطباعة منذ عام 2014.
وكشف وو شانغ تشي، نائب رئيس مصلحة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون في منتدى بكين للنشر الدولي الذي عقد يوم 22 أغسطس الجاري، كشف أن حجم تجارة حقوق النشر بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق حافظ على نمو يزيد على 20 بالمائة سنويا منذ عام 2014، فيما ازداد حجم تلك التجارة من 5 بالمائة من إجمالي تجارة حقوق النشر الصينية في عام 2014 إلى 15 بالمائة في عام 2016.
وحسب الإحصاءات الأولية، بلغ حجم تجارة حقوق النشر بين الصين والدول الواقعة على طول الحزام والطريق حوالي 5000 نوع في العام الماضي، بزيادة 2300 نوع عن عام 2014. وفي الوقت نفسه، حققت الصين زيادة في الكم وتحسنا في المضمون والجودة لتجارة حقوق النشر مع الدول العربية، فيما حافظت على تبادلات مكثفة في هذا المجال مع دول بجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا.
ولفت وو إلى أن الصين وقعت اتفاقيات للترجمة المتبادلة مع الحكومات في 29 دولة ومنطقة واقعة على طول الحزام والطريق، وأنجزت عمليات الترجمة والنشر لـ29 نوعا من الكتب بين الصين والدول العربية، إلى جانب إتمام الترجمة والنشر لـ57 نوعا من الكتب بين الصين وروسيا.
وأضاف وو أن هيئات النشر الصينية تشارك أو تقيم سنويا ما يزيد على 40 من معارض الكتب الدولية وفعاليات الكتب، كما نظمت أنشطة بوصفها ضيف شرف خلال معارض للكتب في سبع دول بينها الإمارات العربية المتحدة وسريلانكا والهند.
وتسعى الحكومة الصينية إلى زيادة تأثير منتجات النشر الصينية وحصتها السوقية في الدول المجاورة والدول على طول الحزام والطريق من خلال تمويل مشاريع الترجمة ودعم الترجمة المتبادلة للكتب بين كل من الصين ودول الحزام والطريق ونشر كتب تعليمية للغة الصينية والمشاركة في معارض خارجية وإنشاء قواعد بيانات للمنشورات.
وذكر تشاو هاي يون، نائب رئيس إدارة الاستيراد التابعة للمصلحة في وقت سابق أن عملية التحول من تصدير المنشورات المادية إلى تصدير حقوق النشر تتطلب من صناعة النشر برمتها الاهتمام بالآفاق الدولية والإدارة عبر الحدود.
وأضاف أن 16 مؤسسة صينية للنشر على الأقل قد أنشأت فروعا لها في الدول الواقعة على طول الحزام والطريق أو أدخلت آلية توظيف الأكفاء المحليين لترويج الكتب والثقافة الصينية.
ويجري حاليا على قدم وساق ترجمة بعض الكتب الصينية الرائعة للعربية، والتي تشمل المؤلفات الكلاسيكية مثل "القصائد المختارة في الفترة ما بين تانغ وسونغ" والأعمال الأدبية المعاصرة للكُتاب الصينيين المشهورين مثل موه يان وليو تشن يون وغيرهما.
وفي سبتمبر من العام الفائت، نشرت مجموعة نشر جامعة بكين للمعلمين "الترجمات العربية للمؤلفات الصينية الكلاسيكية" في بكين، ومنها "كتاب الطاو" و"سياسات الدول المتحاربة" و"لي تسي" وغيرها من المؤلفات الكلاسيكية الصينية التي استغرقت ترجمتها عقودا.
واشترى ناشرون من مصر والأردن وبلدان أخرى حقوق النشر لهذه السلسلة من الترجمات من أجل ترويجها في السوق المحلية.