القاهرة 14 أغسطس 2017 / اعتبرت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر اليوم (الاثنين)، أن جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأفريقية ترسخ توجه مصر الأفريقي، بما يؤكد انفتاحها على القارة السمراء.
وذكرت الهيئة في بيان، أن الجولة الأفريقية للسيسي التي بدأت اليوم، ويزور خلالها كلا من تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، تحمل العديد من الدلالات الاستراتيجية للسياسة المصرية على مختلف الصعد الأفريقية والإقليمية والدولية.
وأضافت أن الجولة تمثل ترجمة حقيقية لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارة أفريقيا، وذلك في إطار انفتاح مصر على القارة وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع دول أفريقيا.
وتابعت أنه " بإمعان النظر في دول الجولة الأربع، نلاحظ تعدد محاور ودوائر التحرك المصري على الصعيد القاري، فدولة تنزانيا في شرق أفريقيا، ورواندا من دول حوض النيل، وتشاد والجابون من دول وسط أفريقيا، بما يرسخ فكرة تعدد الدوائر الفرعية للدور المصري أفريقيا".
وأوضحت أن مصر تحرص من خلال هذه الجولة الافريقية على تأكيد جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية لعل أبرزها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، وتبني دور مصري في مجال التنمية البشرية والاقتصادية، بحيث يمكن القول إن شعار "الأمن والتنمية والتكامل الاقليمي" أصبح الرسالة المصرية لدول القارة.
وبالنسبة للمحطة الأولى في جولة السيسي وهي تنزانيا، ذكرت هيئة الاستعلامات أن العلاقات بين مصر وتنزانيا تقوم على مبدأ التعاون والتفاهم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدفاع والأمن والتأكيد على وحدة وتنمية القارة الإفريقية.
وترتبط الدولتان بعلاقات سياسية قوية تعود لفترة الزعيمين جمال عبدالناصر ونيريري، ومن ثم فإن القيادة الحالية للبلدين ستعمل على البناء على هذا الإرث التاريخي للدفع بمسيرة تنمية الاتحاد الإفريقي، حسب البيان.
وفيما يتعلق برواندا، اوضحت هيئة الاستعلامات أن مصر تركز على الجانب الاقتصادي للدفع بأفق العلاقات الاقتصادية، كما يمثل ملف الاستثمارات المصرية أبرز مجالات التعاون المستقبلية على أجندة الزيارة الرئاسية.
وتتمتع العلاقات الاقتصادية المصرية الرواندية بميزة نسبية في إطار عضوية مصر ورواندا في تجمع الكوميسا، كما تشهد المنتجات المصرية رواجا متزايدا بالسوق الرواندية.
وبالنسبة لزيارة الجابون التي تعد من أبرز اللاعبين السياسيين في منطقة وسط أفريقيا، فإن تنسيق المواقف بين البلدين يحظى بأهمية خاصة من قبل القاهرة، بجانب الدفاع بأطر العلاقات الاقتصادية.
وعن تشاد، تمثل الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، أبرز أبعاد التنسيق المصري التشادي لما لهذه الدولة من أدوار مهمة في تلك المنطقة، وفي ضوء استضافة مصر اجتماعات وزراء دفاع دول الساحل والصحراء العام الماضي، والمبادرة المصرية لإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، وعرض مصر استضافة ضباط دول التجمع للتدريب بالقاهرة.
كما يمثل التشاور المصري مع تشاد أهمية خاصة بشأن الملف الليبي، بحكم الجوار الجغرافي، واشتراك البلدين في آلية "دول الجوار الليبي".
فيما رأى مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي أن جولة السيسي الأفريقية، والتي تعد أول جولة تغطي شرق وغرب ووسط إفريقيا، تعكس اهتمام مصر بتعزيز علاقاتها مع كافة المناطق الجغرافية في القارة السوداء.
وقال إن الهدف الأساسي لهذه الجولة هو فتح أسواق أمام الصادرات المصرية وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمار بين مصر وهذه الدول.
وأضاف إن بدء الجولة بزيارة تنزانيا يعد تجسيدًا للطموحات المصرية في العودة بالعلاقات المصرية - الإفريقية إلى عصرها الذهبي في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، لافتًا إلى أن العلاقة بين مصر وتنزانيا في تلك الفترة كانت وطيدة وقوية للغاية.
ورأى أن مكافحة الإرهاب وحماية الدول الإفريقية من انتشار الجماعات الإرهابية سيكون له أولوية كبيرة في المباحثات التي سيجريها السيسي مع رؤساء الدول الأربع.
بدوره، أكد وزير التجارة والصناعة طارق قابيل أن زيارة الرئيس السيسي لكل من تنزانيا ورواندا وتشاد والجابون تمثل خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة، لافتا إلى أن حجم التجارة بين مصر والدول الـ 4 بلغت خلال العام الماضي نحو 73 مليون دولار فقط، منها 69 مليون دولار صادرات مصرية.