الأمم المتحدة أول أغسطس 2017 / قال مسؤول كبير بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء إن اليمن، الممزق نتيجة الحرب، والذي يعاني أصلا من حالات سوء تغذية وتضاؤل في الرعاية الصحية، ينزلق نحو مزيد من التدهور مع تفشي وباء الكوليرا، فضلا عن المجاعة التي باتت تلوح في الأفق.
وقال أوك لوتسما، المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بينما كان يطلع الصحفيين في نيويورك خلال مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة اليمنية صنعاء، إنه "من الناحية التاريخية، كان اليمن واحدا من أفقر البلدان العربية -- إن لم يكن الأفقر -- حيث كان يعاني من (العوز) والفساد وسوء الإدارة وضعف البنية التحتية. والحرب جعلت الوضع ببساطة أسوأ بكثير".
وشبه الوضع في البلاد بحافلة تسير مسرعة في "سباق نحو حافة الهاوية".
وحذر لوتسما من أنه، بدلا من الضغط على المكابح والالتفاف، فإن "من يتحكم في اتجاه الحافلة يواصل المضي في طريقه ويزيد من تسارعها، بحيث بات من شبه المؤكد حدوث السقوط".
وشدد على أن الشعب اليمني يكابدون مشاقا لا تصدق، حيث يحتاج 70 في المائة من السكان -- حوالي 20 مليون شخص -- إلى مساعدات إنسانية. بالإضافة إلى ذلك، توفي 1900 شخص من بين نحو 400 ألف حالة إصابة بالكوليرا سُجلت خلال الأشهر القليلة الماضية.
ولفت إلى أنه نظرا لنطاق الأزمة إلى جانب نقص التمويل والنفاذ، فإن العاملين في المجال الإنساني "مطالبون بتغطية الثغرات التي تتجاوز كثيرا" تفويضهم وقدراتهم.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن البلاد على شفا مجاعة، حيث أن 60 في المائة من السكان لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.
وقال إن "أزمة الأمن الغذائي الحالية هي كارثة من صنع الإنسان، إذ أنها لم تأتي نتيجة عقود من الفقر وانعدام الاستثمار فحسب، بل برزت أيضا كتكتيك حرب عبر ممارسة الخنق الاقتصادي".
ولدى إشارته إلى أن اليمن كان يستورد 90 في المائة من احتياجاته الغذائية حتى قبل الأزمة، أعطى صورة عن مدى صعوبة جلب الغذاء إلى البلاد الآن، نظرا لأنه "بات في الواقع بعيد ماليا عن متناول العديد من الأسر الفقيرة في هذه المرحلة من الزمن".
وقال المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن "انهيار قطاع الصحة والمياه والصرف الصحي بسبب نقص الرواتب والبنية التحتية المتضررة" أدى إلى تفاقم الوضع.
وما يقرب من نصف المرافق الصحية لم تعد تعمل بسبب تضررها جزئيا أو كليا.
وما يزيد الوضع سوءا هو أن "الأطباء والممرضين لا يأتون للعمل لأنهم لم يحصلوا على رواتبهم ويبحثون عن دخل في أماكن أخرى".
ومع عدم تلقي قرابة 1.2 مليون موظف مدني رواتبهم منذ سبتمبر 2016، فإن الكثير من المؤسسات انهارت.
وذكر لوتسما أن الصراع ما يزال مستمرا بلا هوادة حيث ما تزال تتعرض البنى التحتية المتبقية للتدمير -- والقمامة تتراكم ومرافق معالجة المياه تعمل بشكل محدود للغاية، مما يوفر ظروفا مثالية لانتشار الأمراض -- وما زالت الخسائر بين المدنيين تتزايد، وتحول اليمن إلى أكبر أزمة للكوليرا في العالم.
ومع توقعات بتضاعف عدد سكانها بحلول عام 2050، فإنه سيكون للتحديات الإنمائية الملحة -- بما في ذلك تغير المناخ والإنتاج السلبي وسوء التغذية -- تأثير كبير على مستقبل اليمن.
ودعا لوتسما المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، محذرا من أن الوقت ينفد من أجل الوصول إلى المكابح لإيقاف الحافلة قبل سقوطها عن حافة الهاوية.