كيب تاون 30 يوليو 2017 / نجحت شركة صينية في جنوب أفريقيا بدمج نفسها في ثقافة الأعمال المحلية من خلال المساهمة بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية وخلق مئات من فرص العمل.
وافتتحت شركة ((هيسنس))، وهي شركة مصنعة للالكترونيات المنزلية مقرها في الصين، أول متجر لها في جنوب أفريقيا في عام 1996. وفي العقدين الماضيين، توسعت العلامة التجارية إلى أربع مدن رئيسية في جنوب أفريقيا، وهي الآن موجودة في أكثر من 3500 متجر بيع بالتجزئة على الصعيد الوطني، فضلا عن 10 دول مجاورة.
وغدت العلامة التجارية تحظى باعتراف واسع النطاق بأنها بديل فعال من حيث التكلفة فيما يخص الأجهزة الالكترونية المنزلية.
وقالت كلير نويس-سميث، مديرة التسويق في فرع شركة ((هيسنس)) بجنوب أفريقيا، إنه على النقيض من العديد من الشركات الاستثمارية الأجنبية الأخرى، اختارت ((هيسنس)) فتح مصنعها الرئيسي في جنوب أفريقيا في محاولة لخلق فرص عمل محلية بدلا من استيراد المنتجات من المصانع في الخارج.
وصرحت لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة جرت مؤخرا بأن إقامة هذا المصنع قد ضمن موطئ قدم لـ((هيسنس)) في أفريقيا ومنحتهم القوة الدافعة اللازمة للتوسع في القارة.
في عام 2013، استثمرت شركة ((هيسنس)) في شراكة مع صندوق التنمية الصيني الأفريقي حوالي 350 مليون راند (حوالي 27 مليون دولار أمريكي) في منطقة أتلانتس الصناعية خارج كيب تاون، حيث أقامت منشأة صناعية حديثة.
وأفادت نويس-سميث أن تطوير المنشأة الصناعية، التي تبلغ مساحتها 27 ألف متر مربع، يأتي بمثابة دفعة ضرورية للغاية لمجتمع أتلانتس، حيث يعد الفقر والقضايا الاجتماعية جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية.
ولفتت مديرة التسويق إلى أن المصنع يوظف حاليا أكثر من 500 شخص بدوام كامل، مع توفيره برامج تدريب ومشاريع ارتقاء اجتماعي يستفيد منها حوالي ألفي شخص في المنطقة.
وحاليا، فإن ((هيسنس)) هي العلامة التجارية الدولية الوحيدة في مجال الالكترونيات، التي تقوم بتصنيع منتجاتها محليا على نطاق واسع، خلافا لتلك التي لديها خطوط تجميع أصغر بكثير.
وأشارت نويس-سميث إلى أن ((هيسنس)) اتخذت قرارا واعيا بخلق فرص عمل لـ 500 شخص من السكان المحليين العاطلين عن العمل سابقا. وتواجه منطقة أتلانتيس تحديات اجتماعية واقتصادية، بما في ذلك العصابات والمخدرات والجريمة وأبرزها معدل البطالة الذي يصل إلى 55 في المائة.
وأضافت أن إنشاء مصنع أتلانتيس له أثر إيجابي واسع النطاق على العاملين وعائلاتهم.
إلى جانب ذلك، يقوم مهندسون من ذوي الخبرة، تم إرسالهم من مقر ((هيسنس))، بتدريب العمال على إتقان المهارات المتخصصة. وهذا ليس فقط لدعم جودة وإنتاجية العلامة التجارية، بل أيضا لضمان أن نقل المهارات يتم على النحو الواجب، وفقا لما ذكرته نويس-سميث.
وحاليا، تم تأييد شركة ((هيسنس)) من قبل حملة "جنوب أفريقي بفخر"، كما تخطط الشركة لرفع مستوى تكنولوجيا الإنتاج المستخدمة في منشأة أتلانتيس.
وبدأت الشركة برنامجا تدريبيا هذا العام من أجل رفع مهارات 1000 مهندس فني. إذ أنها تشارك برنامج الخدمة الوطنية للشباب في المناطق الريفية وهيئة التعليم والتدريب في قطاع التصنيع والهندسة والخدمات ذات الصلة لتمكين انطلاق هذا المشروع، وفقا لما ذكرته نويس-سميث.
ووفقا للبيانات الصادرة عن "جي أف كيه"، الذي يعد مصدرا موثوقا به لمعلومات السوق والمستهلك ذات الصلة، فإن ((هيسنس)) تستحوذ على 24 في المائة من حصة سوق أجهزة التلفاز في جنوب أفريقيا، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بفارق يتيح لها بأن تكون خارج المنافسة مع العلامات التجارية الكبرى الأخرى مثل "سوني" و"إل جي" و"سامسونج".
وأوضحت نويس-سميث، إنه مع ارتفاع توقعات المستهلكين في جنوب أفريقيا، فإن الشركة واثقة بأنه ما يزال هناك مجال للتوسع في السوق المحلية.
وأضافت "سوف نركز أيضا بشكل أكبر قليلا على دفع إستراتيجية نمو الهاتف المحمول لدينا، وكذلك العمل على التوسع في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، مع الاعتماد على جنوب أفريقيا كقاعدة أفريقية راسخة".