قصة الزواج والتناغم بين قوميات مختلفة في شينجيانغ

تفتخر تورسوناي، 61 سنة، بعائلتها المكونة من عدة قوميات حيث تنتمي هي إلى قومية الويغور، فيما ينتمي زوجها ميتكا، 65 سنة، إلى قومية داور. أما كنتها فمن قومية هان.

وظلت عائلة تورسوناي تتمتع بالتناغم رغم الاختلافات اللغوية والثقافية والدينية في محافظة هوتشنغ شمالي منطقة شينجيانغ شمالي غربي الصين.

وقالت تورسوناي:" تضم عائلتنا الكبيرة عدة قوميات حيث تزوجت أختي مع رجل من قومية شيبو وتزوج أخ صهري مع إمرأة من قومية هوي."

كانت تورسوناي وميتكا من الجيران منذ صغرهما. ووقعا في الحب لكن والدتها عارضت زواجهما في البداية بسبب الاعتقاد الديني، اذ أن تورسوناي مسلمة. وهناك اختلافات واضحة من حيث الدين وعادات الأكل بين عائلة تورسوناي وعائلة ميتكا. لكن الأم تراجعت في نهاية المطاف أمام إصرار ابنتها.

تتمع عائلة تورسوناي بالتناغم على أساس احترام العادات والأعياد المختلفة لقوميات أفرادها.

وينتمي سكان شينجيانغ البالغ عددهم 23 مليون شخص إلى 47 قومية. واليوم أصبح الزواج أكثر شيوعا بين أهالي القوميات المتنوعة التي تتحلى بالتعايش السلمي والاحترام المتبادل في كل أرجاء منطقة شينجيانغ.

فبالنسبة إلى قرية نونغتشانغ بمحافظة كوكا في وسط شينجيانغ، يوجد 8 أزواج بين أهالي مختلف القوميات مثل قوميات هان والويغور وقازاق وهوي.

ففي العام 2007، تزوجت الويغورية رزوان جولي مع وانغ تسي مي من قرية نونغتشانغ. وفي البداية، كان لدى المسلمة رزوان قلق بسبب العادات المختلفة بين قومتي الويغور وهان. ولكن سرعان ما وجدت أن قلقها لم يكن له داع حيث احترم وانغ تسي مي عادات الويغور تماما في حياتهما اليومية.

تماشيا مع سرعة النمو الاقتصادي في منطقة شينجيانغ، ازداد مستوى دخل المزارعين المحليين باستمرار حيث بلغ الدخل السنوي لعائلة رزوان 40 ألف يوان ( 6600 دولار أمريكي ) الذي يعد الدخل متوسط المستوى في قرية نونغتشانغ.

وبالنسبة إلى هو تسوه يان، 35 سنة، الذي ينتمي إلى قومية هان، كان زواجه مع الويغورية مريام، 28 سنة يبدو أمرا مستحيلا ، حيث عارض والدا مريام زواجهما بشدة نظرا إلى اختلاف العادات والتقاليد بين قوميتي هان والويغور.

وحتى بعد زواجها، كان والداها لا يعترفان بصهرهما هو تسوه يان. ولكن انقلب الأمر فجأة بعدما أنجبت مريام بنتها الأولى حيث كثيرا ما يطلب الوالدان من مريام إيصال الحفيدة إليهما للبقاء معهما.

وقالت مريام :" ابنتي الكبيرة تتعلم في الحضانة في محافظة كوكا. وتأخذها أختي الصغيرة إلى والديّ كل أسبوع بعد عودتها من الحضانة ".

وفي الوقت نفسه، غدا هو تسوه يان سعيدا جدا بفضل التغير الجوهري لموقف والدي مريام تجاهه.

وقال الزوجان هو تسوه يان ومريام إنهما لن يتدخلا في زواج بنتيهما في المستقبل ولا تهمهما قومية صهرهما لو كان الزواج سيجلب السعادة لابنتيهما ."