تحقيق اخباري: مشروع مشترك يقدم نموذجا للتعاون الصيني-الروسي في مجال الطاقة

في السفوح الغربية من جبال أورال شرقي موسكو، تقف خطوط معدات الضخ على المراعي الخضراء. إنه موقع شركة اودمورتيا للبترول (أودم)، المشروع المشترك للطاقة بين روسيا والصين.

وشركة أودم اشترتها شركة الصين للبتروكيماويات المعروفة أيضا باسم (سينوبيك) وعملاق النفط الروسي (روسنيفت) في أغسطس عام 2006.

واستحوذت روسنيفت على 51 بالمئة من الأسهم في مقابل 49 بالمئة لسينوبيك، في مشروع نفطي مشترك هو الأول والوحيد للصين في روسيا.

وتعد شركة أودم الواقعة في جمهورية أودمورتيا في غرب روسيا هي أكبر شركة نفط في تلك الجمهورية حيث تضم 32 حقلا نفطيا بطاقة إنتاج 17 ألف طن يوميا.

وفي مقر شركة أودمورتيا للبترول تُرى العديد من الجوائز معلقة على الحائط. وقال وانغ جيون مدير عام الوحدة الروسية لسينوبيك إنه منذ أن أصبحت الشركة الصينية حاملة أسهم في أودم قبل عقد، زاد انتاج الشركة بنسبة 7.7 بالمئة وزادت احتياطياتها بنسبة 9.5 بالمئة.

وفي عام 2016، دفعت أودم 843 ملايين دولار كضرائب لحكومة الجمهورية، ما يمثل 9.6 بالمئة من إجمالي عائداتها الضريبية. وتأتي الشركة في المركز الأول بين دافعي الضرائب في تلك الجمهورية، وفقا لوانغ.

وبلغ متوسط الربح السنوي لشركة أودم أكثر من 450 مليون دولار. وبحلول نهاية عام 2016، وصل إجمالي صافي الربح للشركة 4 مليارات و877 مليون دولار. وفي هذا العام، اكتشفت الشركة حقلين نفطيين جديدين باحتياطيات يصل إجماليهما إلى 800 ألف طن متري في أودمورتيا.

وأضاف وانغ أن تنفيذ مبادرة الحزام والطريق المقترحة من قبل الصين واستقرار الوضع السياسي الداخلي في روسيا والسياسات الاقتصادية توفر مشروعا مشتركا مضمونا وآمنا.

وتهدف مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013 إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا مع إفريقيا وأوروبا على طول مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.

وقال المدير العام لـ"أودم" تابال اندريه يوريفيتش لوكالة ((شينخوا)) إن مشاركة سينوبيك قد حسنت إدارة المشروع المشترك وعززت من كفاءة الإنتاج.

ووفقا لوانغ، فإن استثمار سينوبيك في أودم يبدو كما لو أن الصين تزوج ابنه إلى روسيا. ويعتمد التكيف مع الأسرة الجديدة والعيش حياة جيدة على حسن النية والتعاون بين " الأسرتين الأصليين".

وقال يوريفيتش إن العلاقة التعاونية بين الشركتين الصينية والروسية في أودم يشبه زوج عيدان الطعام. فزوج العيدان بحاجة إلى أن يعملا معا للقبض على الطعام لأن عصا واحدة لا تستطيع أن تفعل ذلك.

ويعتبر المشروع الصيني-الروسي المشترك ناجحا تجاريا وأيضا لاعبا مسؤولا في تحمل المسؤولية الاجتماعية.

وقد أقامت أودم مؤسسة أنفقت 7.77 ملايين دولار على أعمال الخير بين عامي 2012 و2016، بما في ذلك تمويل إنشاء دور رياض أطفال ومدراس ابتدائية ومنتزهات خارجية للأطفال وتنظيم مهرجانات فنية وثقافية. كما ساعدت الشركة في بناء الطرق للمجتمعات المحلية.

وعندما طلب منه التعليق على أودم، قال السفير الصيني لدى روسيا لي هوي إنها لم تجلب المنافع للشركتين فحسب، بل وفرت خبرات للتعاون العملي الثنائي في المستقبل وأثرت أيضا شراكة التنسيق الاستراتيجي الصينية-الروسية.

وأضاف لي أن هذا النجاح يظهر الآفاق الواسعة للتعاون الصيني-الروسي في مجال الطاقة الذي ينبغي أن يعزز و يوسع من قبل الجانبين.