تعليق: التنمية الصينية فرصة للعالم أجمع

جلبت مدينة داليان لؤلؤة في شمال الصين انتباه العالم مرة أخرى هذه الايام باحتضانها الاجتماع السنوي لمنتدى دافوس الصيفي حضره حوالي 1500 سياسي ومسؤول ورجل أعمال فضلا عن علماء وممثلين من وسائل إعلام مما يزيد على 90 دولة ومنطقة، جاؤوا للشعور بحرارة الاقتصاد الصيني بأنفسهم.

أفضل رد على المخاوف هو الوقت، والكثير من الناس الذين اساؤوا فهم أسطورة الاقتصاد الصيني في هذا المنتدى قبل سنة او سنتين، يعترفون اليوم بالاصلاح في الصين واثنوا على التحول والارتقاء الاقتصادي الصيني. حيث بلغ معدل النمو الاقتصادي 6.7٪ ، أي ما يعادل مستوى تريليون دولار من النمو الاقتصادي ، ومساهمة الاستهلاك في أكثر من 60٪ من النمو الاقتصادي، واحتلال صناعة الخدمات نصف حجم تنمية الصناعات الصينية. إن الارقام حقيقة لا جدال فيها، وبتقييم من مجلة " فوربس" ، وأن «المعجزة» الاقتصادية الصينية لم تنته بعد، ولكن دخلت المرحلة الثانية.

وإذا قلنا أن الصين كانت متسابقة متابعة عادية في " المرحلة الاولى"، فإنها بدأت في التحول من متسابقة في الفريق الى زعيمة المتسابقين في " المرحلة الثانية". وتتابع شركات الهواتف المحمولة الصينية على تصميم ووظائف هاتف أبل جديد دائما ، وظهرت مختلف البرمجيات الصينية لطلب السيارات بعد أن تبرز اوبر في الولايات المتحدة. واليوم، الصين ليست نموذج لكومة دراجات تشاركية متوقفة وأنما تقدم إلهام للشركات الامريكية، كما يقدم المغلف الاحمر " الهدية" للويتشاد الهام للفيسبوك، وزيادة وظيفة خدمة دفع بالرسائل الفورية في آبل، بعد التعلم من تنسيت. وما حققته الصين حتى اليوم، ليس في مجال الابتكار في "إنترنت +" فحسب، وأنما حققت نجاحا في رحلة تجريبية ناجحة لطائرة ركّاب كبيرة مصنوعة بالكامل في الصين، و استخراج «جليد قابل للاحتراق»، وانطلاق قطار "فوسينغ" الجيل الجديد لقطارات الرصاصة فائقة السرعة .... تقف في المنعطف التاريخي للثورة الصناعية الرابعة، تشعل الصين محرك التنمية بنور الابتكار،ليس لضخ دوافع قوية ودائمة للنمو الاقتصادي في الصين فحسب، وإنما اضافت الثقة الى الاقتصاد العالمي، وتقود اتجاه التنمية.

وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أن ترقب تطور الصين، " بحاجة الى الاعتماد على الانجازات التي حققتها الصين، ولكن ايضا الاعتماد على ما قدمته الصين من مساهمات في العالم." وباي حال من الاحوال، لا تشكل الصين المتنامية تحديات وتهديدات في العالم ولكن اسواق وفرص. منذ وقت ليس ببعيد، احتل خبر الدعاية الدنماركية لجذب الصينيين لتناول المحار الدنماركي العناوين الرئيسية مرة واحدة. وفي الواقع، " مائدة لـ 1.4 مليار نسمة" على وشك تغيير العالم. حيث أن كندا التي لم تكن تربي البط صارت تربي بط بكين، والكرز الشيلي الذي كان لا يصدر الى الصين تقريبا قبل عشر سنوات يصدر 85%ها الى السوق الصينية اليوم، كما حقق النمو السنوي للواردات الصينية من الأفوكادو المكسيكية أكثر من 200٪ ، وعلى الرغم من أن طاولة الصين مجرد صورة مصغرة من الاقتصاد الكلي، إلا أنها دليل قاطع على الارباح التي حققته التنمية الصينية في العالم، وأن عدم تطور الصين خطر على العالم .

وإفتتح أستاذ في جامعة ييل بالولايات المتحدة مادة دراسة "الصين المقبلة" لقيت شعبية كبيرة بين الطلاب. وفي رأيه، أن الصين تتحرك اليوم نحو المروجة للعولمة في العالم. الفعل أفضل ثبت من القول. وفي ظل العالم المليء من عدم اليقين، تجيش المشاعر الحمائية، يخالف اتجاه الاستثمارات الصينية للخارج، التي بلغت 183 بليون دولار في العام الماضي، مسجلا أعلى مستوى قياسيا. وفي نفس الوقت، تعود الاستثمارات الصينية عائدات وضرائب للحكومة والشعب محليا، وعلى هذا الأساس، تقول الصين للعالم: الاقتصاد العالمي لا يمكن أن يتراجع من البحر الى البحيرة.

الصين لا تخلق " قصة الصين" الخاص بها فقط في ظل عملية تعزيز العولمة الاقتصادية،وأنما تساعد الدول الأخرى لتحقيق " قصصهم" أيضا. ومن الامثلة البارزة على مدى السنوات الاخيرة، التعاون بين ألي باي ذات شعبية واسعة النطاق في الصين مع شركات هندية وتايلاندية والفلبينية وغيرها، ومن خلال نقل التكنولوجيا، تم انشاء النسخة المحلية لألي باي. كما ساعد دخول علي باي هذه الدول التحول من دفع مباشرة ببطاقة مصرفية، الى الدفع بواسطة الهاتف النقال اكثر ملاءمة، يسهل إلى حد كبير حياة الناس. وفي ظل تاثير الشركات الصينية ، تكتب هذه الدول أساطيرها الاقتصادية بأنفسهم.

قبل بضعة أيام، قال جاك ما، مؤسس مجموعة علي بابا في خطاب ألقاه في منتدى المؤسسات الصغيرة في الولايات المتحدة، " غياب الصين يعني غياب المستقبل". من أين لرجال الاعمال الصينيين كل هذه الثقة؟ السبب بسيط، لان" التنمية الصينية هي فرصة للعالم."