العاصمة الصينية بكين تكافح نفايات المطبخ

بكين 14 يونيو 2017 /في غرفة تبلغ مساحتها 40 مترا مربعا وتقع في زاوية منطقة سكنية بمنطقة شيتشنغ في بكين، وتستخدم للتخلص من مخلفات المطبخ، يوجد جهازان كبيران يصدران طنينا ويبعثان رائحة طفيفة من التخمر.

يبتلع الجهازان بقايا الطعام مما يزيد عن 2100 منزل ومطعم ويخضعانها للمعالجة العميقة.

قال سون تشون مينغ، من مركز خدمة العقارات، إن كل آلة يمكنها التخلص من 500 كيلوجرام من نفايات المطبخ يوميا. ويطحن الجهاز بقايا الطعام من خلال عملية ميكروبية خاصة يتم تحويل 70 في المائة من الفضلات إلى ماء وثاني أكسيد كربون ومواد عضوية صلبة من تلك التي يمكن تكريرها إلى سماد.

قال سون "أن الجهازين معا يمكن أن ينتجا حوالي 1000 كيلوجرام من السماد يوميا وتستخدم في المساحات الخضراء المجاورة".

وتستخدم هذه العملية في أكثر من 30 مطعما داخل وكالات الحكومة المركزية الصينية واللجان البلدية وبعض الإدارات في بكين. قال لين جين ون، وهو مسؤول من لجنة بلدية بكين للإدارة الحضرية، أن هناك 128 مطعما في الوكالات الحكومية تتلقى دعما لتركيب معدات التخلص هذه.

ومع ذلك من الصعب نشر تلك المعدات في مواقع معالجة نفايات المطابخ على المطاعم وشركات الأغذية لأنها غير راغبة في دفع ثمن تلك المعدات.

تحدي الصين

قال ليو جيان قوه، أستاذ علوم البيئة في جامعة تسينغهوا، إن التخلص من نفايات المطابخ يمثل تحديا مع السمات الصينية، لان الصين تمتلك ثقافة الطعام منذ فترة طويلة وأساليب الطبخ المتطورة. وتختلف طبيعة بقايا الطعام عن الموجودة في بلدان أخرى لأنها تحتوي على المزيد من الزيت والملح. ولا يمكن بسهولة حرقها مثل القمامة الأخرى وستلوث المياه الجوفية إذا تم إرسالها إلى مقالب النفايات.

وتابع ليو "في اليابان وبعض البلدان الأخرى ، يتعين على المطاعم تحمل تكلفة التخلص من النفايات ولكن في الصين لا يتعين على المطاعم الدفع لهذا".

وجلب الاستهلاك الغذائي المتزايد في الصين نموا سريعا في فضلات الطعام.

وفي بكين وبعض المدن الأخرى التي تعزز ازدهار أعمال تقديم الطعام، تزداد خصوصية المشكلة.

ووفقا للجنة بلدية بكين لإدارة المدينة، يتم إنتاج 2600 طن من نفايات المطابخ يوميا من قبل 40 ألف مطعم وقاعة طعام في المؤسسات والمدارس، ومن المتوقع أن تصل إلى 2900 طن يوميا في عام 2020. ومع ذلك، فإن 10 مواقع لمعالجة النفايات الغذائية في المدينة جنبا إلى جنب مع معدات المعالجة في الداخلية في الموقع يمكنها أن تعالج 2000 طن يوميا.

ملئ الفجوة

وتشجع الصين إعادة تدوير النفايات الغذائية، حيث أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في يناير "إستراتيجية الصناعة الناشئة المنتج الرئيسي وقائمة إرشاد الخدمات (2016)"، وتم تضمين التخلص من نفايات المطبخ في "صناعة إعادة تدوير الموارد".

وتعمل بكين على بناء 5 مراكز معالجة في هايديان وفنغتاي وشوني. ومن المتوقع أن يتم استخدامها في نهاية العام ويتوقع أن تصل طاقة معالجتها لبكين نحو 2800 طن يوميا.

ويعد حي نانقونغ في منطقة داسينغ واحدة من مراكز التخلص من مخلفات المطبخ في بكين، وتبلغ طاقتها اليومية 400 طن. حيث تذهب الشاحنات المصممة خصيصا إلى المطاعم والمقاصف المحددة لجمع النفايات الغذائية ونقلها إلى المركز.

وتذهب النفايات أولا إلى عملية فصل الأجزاء الصلبة عن السائلة. حيث تدخل الأجزاء الصلبة في نظام التسميد والسائلة تدخل إلى محطة الترشيح.

قال تشانغ يانغ مدير مركز نانقونغ إن السماد هو الطريقة الراشدة للتخلص من المخلفات، وتضمن إلى حد ما معاملة غير ضارة وإعادة استخدام مخلفات المطبخ.

وأضاف تشانغ أن الأسمدة المنتجة من مخلفات المطبخ لديها قنوات مبيعات محددة وينخفض تقديرها في السوق. ولهذا فإن عائد الناتج أقل بكثير من تكلفة المعالجة. لذلك التخلص من النفايات الغذائية لا تزال بحاجة إلى الدعم .

فرز القمامة

أصدر مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) في مارس الماضي خطة تتطلب 46 مدينة لتنفيذ فرز القمامة الإلزامي بحلول 2020. وبموجب الخطة، يطلب من المؤسسات والشركات العامة فصل النفايات الخطرة ونفايات المطبخ والمواد القابلة لإعادة التدوير.

وستنفذ منطقة تونغتشو المركز الإداري الثانوي للعاصمة بكين، الفرز الإلزامي في المؤسسات العامة و أكثر من 500 مطعم بنهاية هذا العام.

وسيضع موظفو مطعم تونغتشو تشينتشونغتشينع كل يوم في التاسعة صباحا صندوق نفايات المطبخ الخضراء ممتلئ ببقايا الطعام في الخارج حتى تجمعه الشركة الصحية.

قال وانغ ليانع مدير غرفة الانتظار في المطعم "لا يمكن خلط المناديل وعيدان الطعام حتى مفرق الأسنان مع نفايات المطبخ". وأضاف "بمجرد العثور عليها من قبل شركة إعادة التدوير يطلبون منا إخراجها".

من جهته قال ليو جيان قوه، أستاذ علوم البيئة، أن عملية فرز القمامة ستكون معقدة، مما يطلب الدعم القانوني وتحسين اللوائح، لافتا إلى أمله في أن يرى سياسات وأنظمة أكثر تفصيلا بشأن التخلص من نفايات المطبخ.

وتابع قائلا "إدارة نفايات المطبخ تشمل على عدد من الدوائر الحكومية وتحتاج إلى منهج منسق لضمان كيفية تصنيف نفايات المطبخ وكيفية التخلص منها بشكل أكثر فاعلية ".