بكين 14 يونيو 2017 /منذ إعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، واصلت مجموعة من الدول العربية بقيادة السعودية فرض ضغوط على قطر رغم ظهور علامات على تخفيف حدة التوترات بينهما.
واتهمت السعودية والإمارات، بالإضافة لبعض الدول الأخرى التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بدعم الإرهاب وتمويله وكذلك التدخل في شؤونهم الداخلية، الاثنين الماضي.
يأتي الخلاف الدبلوماسي بعد أيام من انعقاد قمة الرياض التي دعا فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدول العربية السنية لعزل إيران وطمأن حلفائه العرب بأن إيران "لن تمتلك أبدا قنبلة نووية."
تمثل هذه الأزمة الدبلوماسية منخفضا جديدا للعلاقات داخل مجلس التعاون الخليجي منذ عام 1992 عندما أسفر إطلاق نار على الحدود السعودية - القطرية عن مقتل قطريين اثنين وسعودي.
موقف قوي ضد قطر
قال السفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة يوم الثلاثاء إن على واشنطن التفكير في نقل قاعدتها الجوية خارج قطر وحث إدارة ترامب على استخدام نفوذها لزيادة الضغط على قطر.
وصرح للصحفيين بأن القوى العربية لن تتخذ خطوات عسكرية ضد قطر التي ينتشر على أراضيها عشرة آلاف جندي أمريكي بقاعدة عسكرية لا تبتعد كثيرا عن الدوحة.
وبسؤاله عن دعوة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للإمارات ودول الخليج الأخرى لاتخاذ اجراءات لتخفيف تصعيد الأزمة، قال "لن يحدث ذلك."
ويجري تيلرسون ووزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس اتصالات هاتفية مكثفة لتخفيف التوترات الناتجة عن الأزمة بين الدول العربية.
وفي دبي، قال وزير الدولة للشئون الخارجية الاثنين إن الحل الرئيس للأزمة الدبلوماسية الحالية في يد السعودية.
وتصاعدت حدة الخلافات في وقت سابق بعدما تعهد ترامب وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بتبني موقف موحد ضد إيران واتهما الجمهورية الإسلامية بتمويل الإرهاب في اليمن ولبنان وفي كل مكان آخر بالشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى، قالت الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات الثلاثاء إنها ملتزمة بقرارها الصادر في 5 يونيو الجاري بمنع كافة الخطوط الجوية القطرية أو الطائرات المسجلة بقطر من الهبوط بمطارات الدولة أو المرور بمجالها الجوي السيادي.
إشارات على تخفيف التوترات
وجه الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك السعودية سلمان بن العبد العزيز آل سعود بمراعاة الحالات الإنسانية للعائلات القطرية- الإماراتية والقطرية- السعودية.
وتساءل وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي على حسابه على موقت ((تويتر)) "هل هو بداية تغليب العقل والحكمة؟"
كما قالت الكويت الأحد أن قطر مستعدة لهواجس دول الخليج التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية معها، حسبما ذكرت صحيفة (أراب نيوز) اليومية السعودية الناطقة بالإنجليزية.
كما تبذل الكويت جهودا للوساطة لحل الأزمة بين الأطراف المعنية.
وقالت الخارجية الأمريكية الثلاثاء أنه تم احراز تقدم في حل الأزمة بين قطر وجيرانها الخليجيين بعد لقاء مسؤولين أمريكيين بارزين بفاعلين رئيسيين في الأزمة.
وأبدت المتحدثة هيذر نورت، في تصريحات للصحفيين، تفاؤلا بشأن فرص حل الأزمة الخليجية، مؤكدة أن "الأسوأ أصبح وراءنا".
وقالت "فلنتذكر أن الجميع متفقون، أو أن هذه الأطراف تعمل على اتفاق يرمي لمكافحة الارهاب، وهذا ما سنركز عليه أولا".
الدعم الخارجي لقطر
في ظل التوترات بين الدول العربية، دعمت عدة دول قطر بطرق مختلفة.
فقد انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الإثنين العقوبات على قطر وقال إنها تتنافى مع الإنسانية والإسلام ودعا الدول الخليجية والعربية لحل الأزمة.
ويزور وفد يضم ثلاثة أعضاء من القوات المسلحة التركية قطر منذ الاثنين للتحضير لنشر قوات بقاعدة عسكرية في البلاد، في خطوة لدعم البلد الغنية بالنفط.
كما قدمت تركيا والمغرب مساعدات غذائية لقطر.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الثلاثاء إن العراق يرفض عزل أي دولة بمنطقة الخليج داعيا للتعاون لوقف تمويل الإرهاب.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الجمعة إنها قلقة بشأن الوضع في قطر، مضيفة أنه يتعين على كل دول الخليج، وكذلك إيران وتركيا، العمل معا لإيجاد حل للنزاع الإقليمي.
ودعا وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل الجمعة لبذل جهود دبلوماسية لحل الأزمة.
وفي حين دعت الخارجية الأمريكية القوى العربية لتخفيف الضغط على قطر، طالب ترامب قطر بوقف دعم الإرهاب.