بكين/تايبي 14 يونيو 2017 /وقعت بنما يوم الثلاثاء الماضي بيانا رسميا مع الصين في بكين لتأسيس علاقات دبلوماسية وكسر ما يسمى بـ " روابط دبلوماسية" مع تايوان، وهي خطوة توصف بأنها أكثر من اعتراف واضح بمبدأ "صين واحدة" فضلا عن كونها تحذيرا لسلطات تايوان.
فبعد التوقيع على البيان الرسمي، قال وانغ يي وزير الخارجية الصيني في تصريح للصحفيين إن القرار السياسي الذي اتخذته الحكومة البنمية يتماشى مع المصالح الجوهرية لبنما، ويتوافق مع اتجاه التنمية في العصر الحالي، إلى جانب وضع مبدأ "صين واحدة" المعمول به فعليا في المجتمع الدولي.
وفي ذات اليوم، قال ما شياو قوانغ المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) إن الخطوة البنمية تتوافق مع إرادة الشعب وتعكس اتجاها لا يقاوم، وحث سلطات تايوان لفهم الوضع بشكل جيد وواضح واتخاذ الخيار الصائب.
وبدوره قال جيانغ شي شيو رئيس مركز أبحاث أمريكا اللاتينية في جامعة شانغهاي، إنه لمن الطبيعي بالنسبة للصين التي تعد ثاني أكبر مستخدم لقناة بنما أن تجذب دولا لم يسبق لها وأن أقامت معها علاقات دبلوماسية، وخاصة بعد سنوات التنمية والتطوير التي شهدتها البلاد وتعزيز قوتها الوطنية.
وأضاف جيانغ :" إن تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سيعزز التعاون بين الصين ومنطقة وسط أمريكا والبحر الكاريبي، كما إنه سيحظى بتأثير واسع النطاق".
وشهد الحدث المذكور حضورا كبيرا في أوساط الرأي العام في تايوان.
واعتبر كثيرون في تايوان بأن خيار بنما قطع ما يسمى بـ " العلاقات الدبلوماسية" مع الجزيرة يعتبر هزيمة ساحقة لإدارة الحزب التقدمي الديمقراطي، مؤكدين بأن الحزب هو الملام الأول والأخير في ذلك.
وقال هوانغ منغ-كاي نائب المدير العام للجنة الاتصال والثقافة في حزب الكومينتانغ، إن قطع "الروابط" يعني بأن "السياسة الخارجية" لإدارة الحزب التقدمي الديمقراطي كانت فاشلة تماما، وانها ستقود تايوان إلى العزلة فقط.
وأضاف هوانغ :" إن ما يسمى بمحافظة الحزب التقدمي الديمقراطي على سياسة الوضع الراهن في العلاقات عبر المضيق أثبتت أيضا فشلها التام. كما ان دولتين قطعتا "روابطهما" مع تايوان في غضون عام واحد. فهل هذه النتائج المرجوة التي يجب أن نحصل عليها جراء سياسات سلطاتنا التي تدعي بأنها أفضل محاور؟"، محذرا في الوقت نفسه من أن مزيدا من الدول قد تنهج نفس الطريق الذي اعتمدته بنما.
وتعتبر بنما ثاني دولة تقوم بقطع روابطها مع تايوان منذ تولي الحزب التقدمي الديمقراطي مقاليد السلطة في الجزيرة في شهر مايو من العام الماضي، وقد كانت بنما تعد أفضل وأهم "صديق" لتايوان في منطقة وسط وجنوب أمريكا، والدولة الأولى التي قامت الزعيمة التايوانية الحالية تساي إنغ-ون بزيارتها بعد توليها مهام منصبها.
وبدوره قال هسييه مينغ-هوي الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية التايواني، إن رفض سلطات الحزب التقدمي الديمقراطي الاعتراف بتوافق عام 1992 قد أضر كثيرا بالثقة السياسية المتبادلة بين تايوان والبر الرئيسي الصيني، وبالتالي تسبب بتضييق الفضاء الدولي أمام تايوان، مؤكدا بالقول :" إن الحزب التقدمي الديمقراطي يتحمل كامل المسؤولية عن ذلك".
وتعود العلاقات بين الصين وبنما إلى أكثر من 160 عاما.
فقد وصلت أول مجموعة من العمال الصينيين المهاجرين إلى بنما في أواسط عام 1850 م للعمل في مجالات البناء والسكك الحديدية العابرة، والتي خدمت كطريق شحن دولي هام حتى بناء قناة بنما الحالية.
وفي السياق ذاته قال يوان تشنغ من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن مبدأ "صين واحدة" الذي تم تبنيه بموجب القرار رقم 2758 في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 1971 قد أصبح يشكل توافقا عالميا في المجتمع الدولي.
وأضاف يوان :" إن المزيد من الدول التي لا يزال لديها ما يسمى بـ "علاقات دبلوماسية" مع تايوان ستقوم بتأسيس روابط دبلوماسية مع الصين في المستقبل".