مقالة : الصين تحث على بذل جهود دبلوماسية لحل الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية

سنغافورة 4 يونيو 2017 / حثت الأطراف المعنية في الدورة الـ16 من حوار شانجريلا، وخاصة الصين هنا اليوم (الأحد) على تبني وسائل دبلوماسية بدلا من العقوبات العسكرية والاقتصادية لحل التهديد النووي في شبه الجزيرة الكورية نهائيا.

وأشار خه لي، رئيس الوفد الصيني في الحوار الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس أكاديمية العلوم العسكرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني إلى أن أساس الأزمة النووية هو عدم ثقة واشنطن وبيونجيانج في بعضهما البعض.

وقال خه لي إنه يجب ان تصبح عقلية الولايات المتحدة اكثر انفتاحا وأن تكون أكثر حكمة في التعامل مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وقال كوه تشين يي، المدير التنفيذي لمؤسسة لونجوس للتنمية والاستراتيجية العاملة فى سنغافورة إن الخصمين يواصلان تجميع نقاط القوة لتهديد بعضهم بعضا قبل أن يشق كل طرف منهما طريقه إلى الخطوط الأساسية للطرف الآخر.

وتلبية لدعوة من المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى لندن الذى يرعى الحوار، ألقى وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتيس خطابا يوم السبت قال فيه إن بيونجيانج تمثل التهديد الأكثر إلحاحا وخطورة للمنطقة.

وأوضحت إدارة ترامب في مناسبات عديدة أخيرة أن الولايات المتحدة تفقد "الصبر الاستراتيجي" وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، مشيرة إلى أن أكبر قوة عسكرية في العالم قد تلجأ لاستخدام القوة في التعامل مع هذا العدو القديم. وفسرت الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة مؤخرا على سوريا وأفغانستان بأنها تحذير قوي ضد الدولة الآسيوية المتمردة.

وقال تشاو شياو تشوه، أحد الحضور والباحث بأكاديمية العلوم العسكرية لجيش التحرير الشعبي، إنه من الأفضل للأطراف المعنية أن تتفاوض على طاولة المفاوضات بدلا من تبادل اطلاق النار فى أرض المعركة.

وحذر تشاو من ان استخدام القوة قد ينهى مشكلة واحدة في الوقت الحالي ولكنه سيولد عشرة مشاكل.

وبالاضافة إلى الوسائل العسكرية، تعهد ماتيس في خطابه بمواصلة زيادة الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية حتى تتخلى بيونجيانج في النهاية عن برامجها النووية والصاروخية.

ويعد فرض ضغوط اقتصادية على بيونجيانج غير فعال بشكل كبير، وفقا لتقدير الأمن الإقليمي لمنطقة آسيا- الباسيفيك لعام 2017 والذي نشره معهد لندن للدراسات الاستراتيجية قبل المنتدى الأمني.

والأسوأ من ذلك أن الجلوس الى طاولة إجراء محادثات يعد امرا بعيدا بالنسبة لواشنطن وبيونجيانج . ويبدو (إجراء المحادثات) أمرا شاقا بالتأكيد، ولكن اذا اتخذ طرف واحد خطوات حقيقية نحو هذا الاتجاه فسيكون هناك دائما مجال للدبلوماسية.

وقال الوفد الصيني إن الطريق الوحيد للخروج من الأزمة النووية يكمن في الدبلوماسية، كما تدعو الصين دائما. وتدعم الصين بشدة نزع السلاح النووي وتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية وتحث الأطراف المعنية على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وضم حوار شانجري - لا الذي نظمه معهد لندن للدراسات الاستراتيجية لمدة ثلاثة أيام مسؤولين عسكريين كبار ودبلوماسيين وخبراء من ما يربو على 30 دولة.