الأخبار الأخيرة

مقالة :النازحون من غرب الموصل يشعرون بالامن رغم الصعوبات القاسية

/مصدر: شينخوا/  11:51, May 14, 2017

    اطبع
مقالة :النازحون من غرب الموصل يشعرون بالامن رغم الصعوبات القاسية
الصورة الملتقطة في 13 مايو 2017، تظهر مشهد مخيم حسن شام.

الموصل، العراق 13 مايو 2017 / رغم قلة الخدمات والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها نازحو الجانب الغربي من الموصل في مخيم حسن شام الخامس، الذي افتتح قبل عدة أيام، ضمن محور الخازر (30 كم) شرق أربيل، عاصمة اقليم كردستان شمالي العراق، الا أن النازجين يعتبرون حياتهم جيدة لأنهم يعيشون في أمان وبعيدا عن أصوات الانفجارات والهجمات بقذائف الهاون.

وقال رزكار عبيد مسؤول مخيمات النازحين في إقليم كردستان، لوكالة انباء ((شينخوا)) إن "مخيم حسن شام الخامس ضمن محور الخازر افتتح في التاسع من مايو الجاري، واستقبلنا 300 عائلة تضم ألف شخص نزحوا من أحياء التنك والإصلاح الزراعي و17 تموز في الجانب الغربي من مدينة الموصل، تم توزيعهم على الخيم وإعطائهم سلة غذائية ومستلزمات الطبخ والبطانيات والمراتب والحاجات الأساسية الأخرى".

وأضاف عبيد أن " أهم مشكلة يعاني منها المخيم هي عدم توفر التيار الكهربائي حاليا"، مبينا أن مؤسسة البارزاني للأعمال الخيرية التي تدير المخيم تبذل قصارى جهدها من أجل التغلب على هذه المشكلة خصوصا وأن فصل الصيف على الأبواب.

وأوضح عبيد أن مخيمه يستعد لاستقبال المزيد من النازحين قائلا إنه "اتصلوا بنا وأبلغونا بأن هناك وجبة من النازحين سوف تصل خلال هذا اليوم (السبت) في 25 باصا كبيرا، وقد هيأنا لهم كل المستلزمات الأساسية وفور وصولهم سيتم توزيعهم على الخيم وإعطائهم وجبة طعام مطبوخة ومواد غذائية كاملة ".

في احدى الخيم التي لايتوفر فيها أي مصدر للتبريد رغم حرارة الجو التقينا بعائلة مكونة من خمسة أشخاص نزحت من حي الإصلاح الزراعي غربي الموصل، والذي حررته القوات العراقية قبل عدة أيام ، تبدو عليهم علامات الارتياح والطمأنية رغم أن الخيمة التي يسكنون فيها قد خصصوا جزءا منها للطبخ ما يؤدي الى ارتفاع درجات الحرارة.

وقالت أم عبدالله وهي الوحيدة من العائلة التي تتكلم كون أفراد أسرتها بما فيهم زوجها خرسان "نحمد الله إننا هنا ، في هذا المكان الذي يتوفر به الأمن والأمان، لقد أعطونا الطعام والمفروشات ووعدونا بأن يوصلوا التيار الكهربائي لنا قريبا، المهم نحن الآن لا نسمع أصوات قنابل الهاون التي يطلقها تنظيم داعش الإرهابي على المدنيين ".

وأضافت المرأة العجوز التي تعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم أنه" منذ عدة أشهر لم أزر طبيبا ولم أتلق العلاج رغم حاجتي له لأني لا أملك النقود ، لكن هنا وجدت منظمة أطباء بلا حدود وقد فحصوني وأعطوني الدواء، كما جلبت معي حفيدي الصغير وفحصوه أيضا وأعطوه الدواء".

ووصفت الحياة التي تعيشها في المخيم بأنها جيدة مقارنة بما كانت تعيشها في ظل سيطرة التنظيم المتطرف قائلة إنه"هنا نشعر بالأمان، والحرية ، وذهب عنا الخوف من بطش عناصر التنظيم الإرهابي"، مشيرة الى أنها إمراة عجوز لكنها لم تكن تستطيع الخروج من منزلها الا بمرافقة زوجها أو إبنها وهما خرسان لا يتكلمان مما يشكل لها صعوبة في التفاهم مع عناصر التنظيم الإرهابي.

في خيمة أخرى وجدنا شخصا اسمه محمد زمار، يعاني من مرض انفصام الشخصية وأصيب بطلقتي قناص في ظهره قبل يوم واحد من استعادة القوات العراقية للحي الذي يسكن فيه غربي الموصل.

وقال أحمد شقيق محمد زمار إن " شقيقي محمد يعاني من مرض نفسي وخرج في منتصف الليل الى بيت شقيقتي بحثا عن سجارة، كون زوجها يدخن، وبعد أن طرق الباب لم يفتحوا له الباب لأن الوقت متأخر وهم يخافون، فرجع، وأثناء عودته بدأ يجمع أوراق الأشجار لكي نقوم بطحنها ووضعها في أوراق عادية وندخنها، وبعد حصوله على أوراق الأشجار قام يغني فسمعه قناص من تنظيم داعش فأطلق عليه رصاصتين أصابتاه في كتفه وظهره، ولم يكن هناك أي طبيب".

وأضاف أنه "في الصباح نقلنا أخي الى مضمد وقام بإخراج إحدى الرصاصتين وقال إن الثانية لم أجدها ربما دخلت الى داخل جسمه وهذه تحتاج الى عملية جراحية والى طبيب، لكن عموده الفقري سالما"، مبينا أن القوات العراقية وبعد تحريرها للحي قدمت الإسعافات الأولية لشقيقه، لافتا إلى أن شقيقه يحتاج الى عملية جراحية لإخراج الرصاصة من جسمه".

وتابع أنه "رغم كل هذه الظروف الصعبة والمعاناة القاسية الا أننا الآن أفضل بكثير ونستطيع أن ندخن متى ما نشاء لأن التدخين تحت سيطرة تنظيم داعش محرما، ونشعر الآن بأننا بشر لنا قيمة رغم أننا بحاجة إلى الكثير من العناية والاهتمام".

إلى ذلك قال رجل معوق يمشي على عكاز إن " التنظيم الإرهابي أعدم ولدي المراهق البالغ من العمر 17 سنة، كونه حاول الخروج الى منطقة تخضع لسيطرة قوات البيشمركة الكردية، للذهاب الى منزل عمه لكي يجد فرصة عمل كوننا فقراء ولاتوجد لدينا أموال، لكن التنظيم الإرهابي أعدمه مع ثلاثة شبان كانوا معه، بتهمة أنه جاسوس ويريد الخروج من أرض الإسلام (ما يسمى بالدولة الإسلامية) إلى أرض الكفر حيث أنهم يطلقون هذه التسمية على المناطق التي لاتخضع لسيطرتهم".

وعن الأوضاع التي عاشها تحت سيطرة التنظيم الإرهابي قال إن "اليوم وبعد نحو ثلاث سنوات حلقت شعر رأسي ولحيتي التي بلغ طولها نحو قدم ، لأن حلق اللحية والشعر ممنوع في ظل حكم التنظيم المتطرف، هم يتدخلون حتى في نوع الملابس التي نرتديها، أما الآن فأنا أرتدي ما يعجبني وأخرج متى ما أشاء ".

أثناء تواجدنا في المخيم وصلت خمس باصات تقل نحو 250 شخصا قدموا من الأحياء الغربية لمدينة الموصل، أثار التعب والانهاك واضحة عليهم، أطفال بدون أحذية، رجال كبار بحاجة الى عناية ورعاية، ونساء انهكتهن الحياة والقيود التي وضعها التنظيم الإرهابي نظراتهم قلقة من مستقبل مجهول.

وعلى الفور بدأ موظفو المخيم بتسجيل الأسماء لتوزيعهم على الخيم فيما قامت مجموعة أخرى بتوزيع الطعام المطبوخ والمعد لهم وجلست العوائل على شكل مجموعات تناول الطعام، فيما جهزت سيارات حمل صغيرة لنقل المواد التي ستوزع عليها لإيصالها إلى الخيم.

وقالت سيدة تدعى أم محمد "أنا سعيدة جدا رغم الصعوبات التي واجهتها لأني اتصلت بعائلتي الأصلية (أمها وأبيها وأشقائها) ووجدتهم في مخيم الخازر القريب من هنا، وأبلغت مسؤول المخيم هنا فوعدني بعد إكمال الاجراءات يقوم بنقلي أنا وأطفالي إلى مخيم الخازر حيث سأرى أمي وأبي وأشقائي لأول مرة منذ قرابة ثلاث سنوت".

وتابعت أن "قلبي يدق بسرعة وأشعر بأنه سيخرج من صدري فرحا لأني سألتقي بأمي وأبي وأشقائي وأطفالهم، فقد اشتقت اليهم كثيرا "مضيفة أن "الإرهابيين حرمونا من كل شيء أنهم وحوش بشرية لايعرفون الرحمة، فقد قتلوا الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، فهم يقتلون كل شخص لاينفذ أوامرهم ".

ووفقا لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية والمنظمات الدولية فإن أكثرمن 700 ألف عراقي نزحوا من مدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية في 17 أكتوبر الماضي، أغلبهم نزحوا من الجانب الغربي الذي انطلقت العمليات العسكرية لاستعادته في 19 فبراير الماضي، ولاتزال موجة النزوح مستمرة، ويتوقع أن يصل عددهم الى مليون نازح.


【1】【2】【3】【4】【5】【6】【7】【8】【9】【10】【11】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×