تقرير إخباري : القوات العراقية تخوض المعارك ضد داعش في الجانب الغربي لمدينة الموصل

الموصل، العراق 10 مايو 2017 / تخوض القوات العراقية معارك عنيفة مع تنظيم داعش الإرهابي في الجانب الغربي لمدينة الموصل باتجاهين الأول قتال على الأرض لاستعادة الأحياء والثاني قتال من نوع خاص هو الحفاظ على أرواح المدنيين وحمايتهم.

وقال الفريق الركن قاسم جاسم نزال قائد الفرقة التاسعة المدرعة بالجيش العراقي لوكالة أنباء (شينخوا) في موقعه المتقدم بالجزء الشمالي من الجانب الغربي لمدينة الموصل "انجزت قوات فرقتنا واجباتها المكلفة بها ضمن محور الجزء الشمالي، واستعدنا جميع أحياء منطقة مشيرفة، وحي 30 تموز، وحققنا التماس مع حي 17 تموز ".

وأضاف " خطتنا التي وضعناها تسير باتجاهين الأول التقدم الميداني على الأرض واستعادة الأحياء وتحقيق النصر العسكري على التنظيم المتطرف، والثاني انقاذ المدنيين وفك اسرهم وتخليصهم من بطش التنظيم المتطرف، حيث أمرنا بفتح ممرات آمنة لهم، ومستشفى ميداني لتقديم الخدمة الطبية العاجلة للجرحى، وتوفير سيارات لنقلهم الى اماكن الايواء".

وشدد الجنرال العراقي على أن قواته مستعدة لتنفيذ أي واجب تكلف به من قبل القائد العام للقوت المسلحة، معربا عن قناعته بأن القوات العراقية سوف تستعيد الجانب الغربي للموصل بالكامل قبل حلول شهر رمضان المبارك، الذي يصادف نهاية هذا الشهر.

وأشار الفريق نزال إلى أن الجانبين اللذين تسير عليهما القوات العراقية في استعادة الأرض وانقاذ المدنيين، والحفاظ على البنية التحتية، يسيران بالتوازي وهما قابلان للتطور وفقا لمقتضايات المحافظة على حياة المدنيين، لافتا إلى أن الجانب الإنساني والحفاظ على حياة المدنيين يؤثر في بعض الأحيان على الجانب العسكري ويؤخره لأن الهدف هو تحرير الإنسان أولا.

وكشف الفريق نزال بان قوات فرقته استقبلت منذ انطلاق عملية استعادة الجزء الشمالي من الجانب الغربي للموصل في 4 مايو وحتى الأن 16 ألف نازح ضمن أحياء منطقة مشيرفة فقط، مبينا أنهم الأن في مخيمات النازحين أو في الأماكن التي يرغبون بالذهاب اليها.

من جانبه قال العقيد الركن صادق ريسان قائد اللواء 37 في الفرقة المدرعة التاسعة لـ (شينخوا) من موقعه المتقدم على مشارف حي 17 تموز بالجانب الغربي للموصل "انجزنا مهمتنا التي كلفنا بها لاستعادة أحياء مشيرفة كلها، لكننا تأخرنا ليوم واحد، والسبب يعود إلى أن الأوامر الصادرة لنا تقضي بالحفاظ على أرواح المدنيين".

وأضاف " نقاتل التنظيم الإرهابي في محور ونقوم بفتح طريق آمن للمدنيين لكي يخرجوا منه سالمين في محور أخر، وبعد ذلك ننقلهم إلى المواقع الخلفية بالمدرعات ومن هناك توجد وحدة طبية تقدم الرعاية خاصة للجرحى والمرضى من كبار السن، ومن ثم يتم نقلهم إلى المواقع الأخرى ومن هناك إلى مخيمات النازحين".

وأكد العقيد ريسان بأن تنظيم داعش يستهدف المدنيين الفارين عن طريق قناصته، مبينا أن 16 مدنيا قتل وأصيب 68 آخرون بجروح أغلبهم من النساء والأطفال، قتلوا وأصيبوا بنيران القناصة من التنظيم المتطرف ضمن قاطع مشيرفة وحدها.

وأوضح العقيد ريسان بأن المدنيين بالنسبة للقوات العراقية يمثلون أولوية قصوى لذلك تضطر في بعض الأحياء إلى إيقاف القتال وعدم التقدم من أجل انقاذهم، وقال "لولا وجود المدنيين لاقتحمنا المنطقة ولاستعدناها خلال ساعات لأننا لواء مدرع ولدينا دعم واسناد جوي لكن الحفاظ على حياة الإنسان أفضل حتى لو نتأخر ليوم أو لعدة ايام".

وأشاد القائد الميداني بتعاون أهالي مدينة الموصل مع قواته قائلا "لقد زودونا بمعلومات قيمة عن أماكن تواجد الإرهابيين وأماكن تخزين اسلحتهم، وأين يختبئون، وكان لهذه المعلومات دورا كبيرا في استعادة الأحياء وانقاذ أرواح الأبرياء".

إلى ذلك قال النازح رائد غانم سعيد، الذي قتل التنظيم الإرهابي شقيقه قبل يوم " كنا ننتظر بفارغ الصبر قدوم القوات العراقية الينا، لأن حياتنا أصبحت جحيم تحت سيطرة التنظيم المتطرف".

وافاد سعيد بأن المواد الغذائية نفذت لديهم والاسعار باهظة جدا، مبينا أن سعر كيلو السكر الواحد بلغ 50 الف دينار عراقي (42 دولارا) وسعر السيجارة الواحدة 30 الف دينار (25 دولارا) وقال " إن التنظيم المتطرف قتل المدنيين وسلبهم أموالهم وهدم منازلهم، وإن كلمة إرهابيين ليست كافية عليهم، انهم وحوش بدون عقول وبدون أية مشاعر أنهم أعداء لكل الانسانية".

يذكر أن القوات العراقية بدأت في الرابع من مايو الجاري عملية عسكرية لاستعادة الجزء الشمالي من الجانب الغربي للموصل اسفرت حتى الأن عن استعادة معظم أحياء ومناطق الجزء الشمالي، كما استعادت قوات جهاز مكافحة الإرهاب خلال تلك الفترة أربعة أحياء، وبذلك تستعيد القوات العراقية أكثر من 85 بالمائة من أحياء ومناطق الجانب الغربي للموصل ولم يبق لها سوى ثمانية أحياء والمدينة القديمة، وهي جميعها محاصرة من كل الاتجاهات والقوات تواصل تقدمها.