دمشق 11 مايو 2017 / تمكنت وحدات من الجيش السوري يوم الأربعاء من إحكام سيطرتها على مساحات ونقاط جديدة في ريف حمص الشرقي (وسط سوريا) موقعة خسائر كبيرة بإرهابيي تنظيم ( داعش)، في وقت تمكن من تدمير نفق لتنظيم (داعش) في محافظة دير الزور (شمال سوريا)، بحسب الإعلام الرسمي السوري .
ونقلت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) عن مصدر عسكري سوري قوله إن "وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة واصلت عملياتها القتالية بنجاح في مطاردة إرهابيي (داعش) بريف حمص الشرقي وأحكمت سيطرتها على ثلاث نقاط جنوب وغرب قريتي هبرة الغربية ورسم حميدة" .
وبين المصدر أن العمليات أسفرت عن إيقاع أعداد كبيرة من إرهابيي تنظيم ( داعش) بين قتيل ومصاب وتدمير آليات لهم وعربات مزودة برشاشات متنوعة.
وأحبطت وحدات من الجيش يوم الاثنين الماضي هجوما لمجموعات إرهابية من تنظيم (داعش) على نقاط عسكرية في رجم العالي وتل شيحة وتلة المدراج بالريف الشرقي وذلك بعد ساعات قليلة على إعلان السيطرة الكاملة على هذه المنطقة.
ومن جانبه قال مصدر عسكري فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الجيش السوري تقدم مسافة 65 كم ليصبح على بعد أقل من 1000 كم من منطقة التنف الواقعة على الحدود السورية العراقية "، مؤكدا أن هذا التقدم سيكون له تأثير عميق على المعارك القادمة وخصوصا نحو دير الزور.
ونقلت صحيفة ((الوطن)) السورية المقربة من الحكومة السورية عبر صفحتها على الانترنت، عن ما أسمته مصدرا ميدانيا قولها إن "الجيش بمساعدة الحلفاء أحكم سيطرته بشكل كامل يوم الأربعاء على المهدوم التي ستسهل عملية السيطرة على مسكنة بحلب بعدما جهز قواته لمثل هكذا عمل عسكري" .
وبدا أن الوجهة الأولى من استئناف عملية الجيش انطلاقاً من الريف الشرقي لدير حافر هي بلدة مسكنة للوصول إلى ريف الرقة الغربي حيث الطبقة (الثورة) وسد الفرات الذي أعلنت ميليشيا "قوات سورية الديمقراطية" المدعومة أمريكيا سيطرتها الكاملة عليهما معا مساء الأربعاء بعد معارك ضد تنظيم (داعش) استمرت أكثر من 50 يوما.
ورأى خبراء عسكريون أن الجيش يستهدف بالدرجة الأولى تطهير كامل التراب السوري ومنه شرق حلب من رجس تنظيم (داعش) وأن الهدف من عمليته في ريف حلب الشمالي الشرقي هي طرد التنظيم مما تبقى له من معاقل فيه وليس بغية الوصول إلى الحدود الإدارية للرقة للمشاركة في عملية التحالف التي تقوده واشنطن لتحرير مدينة الرقة من التنظيم، كما أشيع سابقاً.
وقالت المصادر أن الظروف في الشهرين الماضيين حالت دون استئناف الجيش عمليته في المنطقة الحيوية شمال شرق حلب بسبب حاجته إلى إرسال تعزيزات إلى ريف حماة الشمالي الذي تقدمت فيه الميليشيات المسلحة بزعامة (جبهة النصرة) (جبهة فتح الشام حالياً) والتي تشكل معظم قوام "هيئة تحرير الشام"، ولفتوا إلى أن استعادة الجيش لجميع المناطق شمال حماة والتقدم إلى مناطق جديدة وفرت له الظروف الملائمة لانطلاق عمليته في ريف حلب الشمالي الشرقي من جديد.
وبين الخبراء أنه بإمكان الجيش السوري مواصلة زحفه من ريف دير حافر الجنوبي نحو بلدة خناصر لتأمين ريفها الشرقي من محاولات تسلل (داعش) لقطع الشريان البري الوحيد المغذي لحلب والقادم من حماة"، وباستطاعة الجيش التقدم في البادية السورية لملاقاة وحداته التي تقدمت على طريق " أثريا-الرقة" الدولي لإنهاء الوجود المسلح للتنظيم في مساحة جغرافية واسعة تشكل عقدة مواصلات له في وسط البلاد، على حد قول أحدهم.
وفي سياق متصل نفذت وحدات من الجيش السوري عمليات نوعية ضد مقار وتجمعات لتنظيم (داعش) في مدينة دير الزور ومحيطها.
وأفادت وكالة ((سانا)) بأن وحدة من الجيش دمرت نفقا أمام منطقة المكاتب في حي الصناعة بطول 23 مترا بهدف قطع الطريق أمام العربات المفخخة التي يرسلها إرهابيو تنظيم (داعش) باتجاه النقاط العسكرية المتقدمة.
وبين الوكالة الرسمية إن " وحدة من الجيش قضت في عملية نوعية على مجموعة إرهابية بمنطقة المالحة في محيط الفوج 137 على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة دير الزور. "
ويشار إلى أن تنظيم (داعش) يشن منذ عدة أكثر من سنتين هجمات متكررة بالسيارات المفخخة وقذائف الصاروخية على الأحياء الخاضعة لسيطرة الجيش السوري ، بهدف السيطرة على مطار دير الزور العسكري الذي يعد الشريان الحيوي الوحيد له في تلك المنطقة.