أكد الدكتور ناصر فؤاد، مساعد أول رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس أن التعاون المصري الصيني في منطقة قناة السويس ليست مجرد ركيزة التنمية الاقتصادية في مصر فحسب، وأنما أصبح دون شك مثلا كلاسيكيا للاستثمار الخارجي الصيني.
وأشار ناصر فؤاد في لقاء صحفي مع صحيفة الشعب اليومية يوم 2 مايو الجاري، إلى أن موقع قناة السويس الجغرافي مميز وفريد من نوعه، حيث يربط بين آسيا وأوروبا ومركز افريقيا. وأن بناء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس مشروع وطني في مصر، ومشاركتها في مبادرة " الحزام والطريق" اضافت لها امكانات هائلة. مضيفا، تتطلع مصر الى أن لا يكون هذا الطريق مجرد ممر ملاحي تعبر منه السفن فحسب ، وأنما منطقة جديدة تجمع فيها صناعات متعددة ومن ثم ترفع قدرة تنافسية مصر، مثل منطقة التعاون التجاري الاقتصادي الصينية والمصرية الموجودة في السويس وتحسين القدرة التنافسية الجديدة لمصر." الصين التي تسعى لتحقيق التحول قطاع الصناعات التحويلية، ومصر لا تريد أن تبقى دائما مجرد ممربين القارات الثلاث، يمكنهما أن يحققا التنمية المشتركة من خلال التعاون والعمل يدا بيد على طول الطريق والحزام."
" تلعب الصين دور الدولة الكبرى المسؤولة". قال ناصر فؤاد أن مبادرة " الحزام والطريق" اعطت قوة دفع للعولمة الاقتصادية وتساعد على بناء الثقة في البلدان الواقعة على طول الطريق في ظل ضعف الاقتصاد العالمي وتحديات العولمة حاليا. كما أن الاستثمار الصيني يضخ الحيوية والقدرة على مواجهة هذه الدول للوضع الصعب والسعي لتحقيق الانشطة الهادفة للتنمية.
"قد ثبت عمليا أن مبادرة " الحزام والطريق" لا تساعد على تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر فقط، ولكن تعود بالفائدة على الشعب المصري أيضا." قال ناصر فؤاد أن مصر والصين توصلتا مؤخرا الى اتفاق لاقامة مصنع للنسيج سيضع حيز الانتاج قريبا، ومن المتوقع أن يحفز النمو الكبير في انتاج القطن في مصر أو تضاعفه. ويمكن للاستثمار الصيني أن يعزز بشكل فعال في تطوير المجال الزراعي، والخدمات اللوجستية، وغيرها من مجالات التنمية الاخرى. كما أن توفير منصب عمل واحد في المصنع سيجلب 6 فرص عمل أخرى خارج المصنع تقريبا، ما يعني العلاقة بين الاستثمارات الصينية وسعادة عشرات الآلاف من أسر في مصر.
"دربت الصين مجموعة من العمال المصريين المهرة ايضا. وأن توفير الجانب الصيني بيئة عمل جدية ودقيقة واسلوب الالتزام بالمواعيد له آثار بعيدة المدى، واصبح العمال المصريون المدربون من قبل الجانب الصيني نموذجا للعمال المصريين. في بعض الشركات ، تجاوزت نسبة النساء العاملات 50٪، ما يدل على تحقيق تحسن كبير على الوضع في سوق العمل في مصر". وأكد ناصر فؤاد أن مصر تشعر بالتفاؤل أزاء مبادرة " الحزام والطريق"، وذلك لان الصين ليست واضحة لاحتياجاتها الذاتية فحسب، ولكن لديها خبرة كبيرة أيضا.
كما أكد ناصر فؤاد أن الاستثمار الصيني في مصر ذات قيمة كبيرة: " ننظر الى الصين كأكبر شريك لمصر وأكثر جدية ومسثمر عظيم: لديها القدرة على الاستثمار، وفهم شامل للوضع في مصر والعالم، وتأثير في جميع أنحاء العالم. وأصبح الاستثمار الصيني في مصر اليوم " حجر الصابورة" و" إبرة البوصلة".
"في المستقبل، ستلعب مصر دورا فريدا على طول " الحزام والطريق"، وستصبح دولة نقطة ارتكاز. ونتطلع الى أن يساعد بناء " الحزام والطريق " المجتمع المحلي، وأثر ايجابي على التنمية الاقتصادية."وتوقعات ناصر فؤاد آزاء التعاون على طول " الحزام والطريق" كبيرة.