بقلم/ عماد الأزرق
الإسماعيلية، مصر 30 أبريل 2017 / جذب ملتقى لتوظيف للشركات الصينية أقيم اليوم (الأحد) بجامعة قناة السويس، بمحافظة الإسماعيلية، شرق القاهرة ، أنظار كثير من الشباب وشهد اقبالا كبيرا.
وشاركت نحو 15 شركة صينية كبيرة، من العاملة بمصر في ملتقى للتوظيف، عقد بجامعة قناة السويس، بالتعاون بين الجامعة والسفارة الصينية بالقاهرة ومعهد كونفوشيوس.
وأشاد اللواء ياسين طاهر محافظ الاسماعيلية بالملتقى، وبمشاركة عدد كبير من الشركات الصينية فيه، والمحددة بشكل واضح احتياجاتها من سوق العمل، مشيرا إلى أن وجود الملتقى على أرض جامعة قناة السويس شيئ طبيعي جدا، وأن معظم التخصصات المطلوبة منتج طبيعي لجامعة قناة السويس وأن تلك الشركات ستجد هدفها المنشود بالجامعة
وأكد طاهر لوكالة أنباء (شينخوا) على أن الشركات الصينية جادة جدا، وتابع "ولابد من جانبنا أن نكون على نفس القدر من الجدية، ونتمنى التعاون مع الجانب الصيني، واستمرار وجوده معنا، خاصة بمنطقة محور قناة السويس تلك المنطقة الاقتصادية الواعدة، والتي نعتبرها قاطرة الاقتصاد المصري".
وقال "اتفقنا على عقد لقاء مع الجانب الصيني تحت إشراف جامعة قناة السويس، لبحث كل أوجه التعاون من بينها اتاحة الأراضي للشركات الاستثمارية الراغبة في الاستثمار بمحافظة الاسماعيلية، وتدريب وتأهيل العمالة، وتطوير التعاون المشترك، انطلاقا من حرصنا التام على التعاون الوثيق مع الجانب الصيني".
وأردف محافظ الاسماعيلية قائلا "نحن نتجه إلى تحقيق التنمية الشاملة، ونتطلع لشراكة شاملة مع الجانب الصيني، كما أننا على استعداد كامل لتقديم كل التسهيلات والتيسيرات لتحقيق وجذب المزيد من الاستثمارات، والتعاون الاقتصادي مع الجانب الصيني على أرض الاسماعيلية".
وازدانت ساحة الملتقى بالفوانيس والتمائم الصينية، وأعلام مصر والصين، وردد عدد من طلبة القسم الصيني بكلية الأداب ومعهد كونفوشيوس عددا من الأغاني الصينية.
وأكد هان بينغ المستشار التجاري بسفارة الصين بالقاهرة، أن هناك تعاونا وثيقا بين الصين ومصر، مشيرا إلى زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبكين عام 2014 وتدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وقال هان بينغ لوكالة أنباء (شينخوا) إن زيارة الرئيس شي جين بينغ لمصر ساهمت في دفع ورفع مستوى التعاون المشترك، وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر إلى 7 مليارات دولار،” كما زادت عدد الشركات الصينية العاملة في مصر من 30 شركة فقط حتى عام 2014 إلى أكثر من مائة شركة حاليا“ ، معربا عن تطلعه لقدوم المزيد من الشركات الصينية لمصر خلال الفترة المقبلة.
ولفت هان بينغ إلى أن مصر دولة مهمة جدا فيما يتعلق بمبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلى أنه سيعقد الشهر المقبل ببكين مؤتمر الحزام والطريق وانه سيشارك فيه 8 وزراء مصريين تأكيدا على عمق العلاقات وأهمية التعاون بين مصر والصين.
من جانبه، قال الدكتور ممدوح غراب رئيس جامعة قناة السويس، إن الجامعة لها علاقات ممتدة مع الجانب الصيني في تخصصات كثيرة جدا، مشيرا إلى أن النشاط المتميز لمعهد كونفوشيوس داخل الجامعة يقوم دائما بتنظيم الندوات والمؤتمرات والفاعليات ذات العلاقة بالمجتمع، ومن بينها ملتقى التوظيف للشركات الصينية الذي تستضيفه الجامعة اليوم
وأضاف غراب لوكالة أنباء (شينخوا) أن هناك اقبالا كبيرا من جانب الشباب سواء الخريجين أو الطلبة على الملتقى وهو مايؤكد أن جامعة قناة السويس قامت بدراسة سوق العمل
ولفت إلى أن جامعة قناة السويس وقعت شراكة مع الجانب الصيني لانشاء كلية تكنولوجية، وأنه من المقرر أن تبدأ الدراسة بها العام الدراسي الجديد، لتوفير أيدي عاملة على مستوى عال جدا سواء من التقنية أو المهارة أو اللغة، بحيث يستطيعون سد احتياجات هذه الشركات في المرحلة المقبلة.
واعرب عن امتنانه وشكره الجانب الصيني على تعاونه المثمر معنا، ونستشعر معه بقدر كبير من الجدية في العمل ما يدفعنا دائما لتوسيع نطاق العمل معه
وأشار إلى أن الكلية أنشئت بالتعاون مع معهد بكين للمعلومات، وكلها بتكنولوجيا صينية، وتم الانتهاء من جميع تجهيزاتها، وأصبح كل شيئ فيها جاهز للعمل، وستكون على مستوى راق جدا، وتشمل الكثير من التخصصات التكنولوجية الفنية، مثل الكهروميكانيكبة ونظم المعلومات ونظم التحكم
بدورها، أعربت الدكتورة جو تينج تينج رئيسة معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس، عن أملها بأن يحقق ملتقى التوظيف للشركات الصينية بجامعة قناة السويس الأهداف المرجوة منه.
وقالت تينج إنه في ظل سياسة الصين الجديدة لتنفيذ وتفعيل مبادرة ”طريق واحد حزام واحد“ فإنها تبذل جهودا كبيرة لمساعدة مصر على تطوير وتحديث بنيتها الاقتصادية والتنموية وإقامة المشروعات الصينية في مصر.
وأضافت إن هذه المشروعات لن تتحقق إلا من خلال العمالة المصرية المدربة، والكوادر ذات المهارة والكفاءة العالية، باعتبار ذلك الوسيلة الوحيدة لتحقيق التنمية في مصر .
وأوضحت أن الاستثمارات الصينية في مصر تساعد على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين ، وهي تعتبر بمثابة الجسر للتعاون بين البلدين.
واستطلعت وكالة أنباء (شينخوا) أراء عدد من المشاركين بملتقى التوظيف، فأوضح عمرو صادق مساعد المدير العام لشركة هانشي مصر، أن الشركة تقوم بانتاج نسيج الفيبر جلاس ويتميز بقدر كبير من المرونة والقوة، يتم وضعه في قوالب وإضافة مواد معينة يصبح أكثر صلابة من الحديد، وخفة البلاستيك.
وأشار إلى أن الشركة بدأت في العمل بمصر في عام 2014، برأس مال 3.5 مليون دولار، وحاليا وصل رأس المال إلى 6.5 مليار دولار مسددين بالكامل، وقريبا سيرتفع رأس مال الشركة إلى 10 مليون دولار، وأن انتاج الشركة العام الماضي كان 10 ألف طن، وهذا العام سيرتفع الانتاج إلى 30 ألف طن، والمخطط العام المقبل نصل إلى 50 ألف طن.
وأكد أن الشركة تتيح عددا من الفرص الحقيقية لتوظيف الشباب المصري، مشيرا إلى أن 99% من العاملين بالشركة هم من المصريين.
أما شركة إكس ايجي ماك، وهي شراكة صينية – مصرية باستثمارات حوالي 59 مليون دولار، وتعمل في مجال محطات الكهرباء، وجاري حاليا تشييد مصنع جديد لانتاج محولات كهرباء عالية الجهد، يتوقع أن يفتتح هذا العام، حسبما أكد إبراهيم يونس مدير الموارد البشرية
وقال يونس إن عدد العمالة بالشركة حوالي 1150، وتهدف الشركة إلى أن يتضاعف هذا العدد خلال عام لايتجاوز، مشيرا إلى أن عدد الصينيين لايتجاوز العشرة بينما باقي الأعداد مصريين.
وأشار إلى أن هناك دورات تدريبية للفنيين لرفع الكفاءة، وخاصة قبل أي تطوير، حيث يتم ارسال أعداد منهم باستمرار وبشكل دوري إلى الصين لاكتساب المهارات اللازمة ثم العودة للاستفادة منها.
وأوضح أن الشركة تحتاج حاليا إلى مهندسين وفنيين كهرباء وميكانيكا، وخريجي تجارة، وحاصلين على اللغة الصينية.
ونوه إلى أن هناك اقبالا كبيرا خلال الملتقى اليوم، وأنه سيتم دراسة السيرة الذاتية الخاصة بالمتقدمين ، وتابع " لكن من خلال حديثي مع الراغبين في العمل هناك نوعيات جيدة للغاية يمكن الاستعانة بهم".
ويقول كريم ربيع مساعد مدير الموارد البشرية بشركة جوشي مصر لصناعة الفايبر جلاس "الألياف الضوئية" إن الشركة أنشئت بمصر في يناير 2012، بالعين السخنة، وتبلغ حجم استثماراتها 570 مليون دولار، وتبلغ اجمالي العمالة بالمصنع نحو 1800 عامل، بينهم 1750 مصري، و50 صيني فقط.
وأضاف أنه جاري انشاء خط انتاج خيوط الفايبر بطاقة انتاجية 200 ألف طن سنويا، ويعد هذا الخط أكبر قاعدة لانتاج خيوط الفايبر جلاس في أفريقيا، ويعمل على إمداد أوروبا وتركيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأعلنت الشركة خلال الملتقى عن حاجتها لوظائف لمهندسين ومسئولين تخطيط انتاج، وإداريين، ومسئولي مبيعات ومشتريات وموارد بشرية.
فيما يقول أيمن يوسف خريج كلية تجارة شعبة إدارة أعمال، أنه حرص على المشاركة بملتقى التوظيف للشركات الصينية بحثا عن فرص أفضل للعمل، ولاكتساب مهارات وخبرات أكثر ثراء.
وأضاف أنه حضر للملتقى بصحبة عدد من الأصدقاء، وأنه حرص على التحدث مع مختلف الشركات المشاركة، والتعرف على الاشتراطات والمهارات المطلوبة، وأنه سيعمل على نفسه خلال الفترة المقبلة لاكتسابها.
أميرة محمود خريجة كلية الثروة السمكية شعبة استزراع سمكي بجامعة السويس، قالت أنها تقدمت للحصول على وظيفة بأحدى الشركات الصينية المتخصصة في صناعة أعلاف الأسماك.
وحرص طلبة قسم اللغة الصينية بالجامعة على ارتداء الزي الصيني لعدد من القوميات والمناطق الصينية للتعبير عن الثقافة الصينية والتعريف بها للحضور، وهو ماساهم في جذب الانتباه بشكل كبير، وحرص الكثيرون على التقاط الصور التذكارية مع الطلبة، تعبيرا عن إعجابهم بالثقافة والحضارة الصينية.