لاهاي 21 إبريل 2017 /تم التوصل إلى إجمالي 41 خطاب نوايا في مجال التعاون بين أكثر من مائة شركة صينية وهولندية خلال الدورة الأولى من "منتدى التعاون الاقتصادي بين الصين وهولندا" الذي أقيم هنا يوم الجمعة.
كما اعتبر المنتدى حدثا رئيسيا للاحتفال بالذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وذكر سفير الصين لدى هولندا وو كن، في كلمة ألقاها خلال الحدث، أنه انفتاح جعل هولندا تغدو بوابة لأوروبا وخامس أكبر مصدر في العالم، وانفتاح يربط هولندا بالصين بشكل وثيق كشريكين تجاريين واستثماريين.
وأضاف وو قائلا "بالنسبة للصين، ما كنا لنحقق ما حققناه من منجزات اقتصادية دون الاندماج في السوق العالمية. وفي المستقبل، سنحافظ على التزامنا بمواصلة الانفتاح".
ومن أجل توضيح سمات "المنفعة المتبادلة والفوز المشترك" التي تتميز بها العلاقات الثنائية، ضرب السفير مثالا على ذلك بالواردات الصينية من منتجات الحليب الهولندية.
كما ضرب السفير مثالا بالشراكة بين مجموعة "بايك" الصينية ونظم "إينالفا روف" الهولندية التى ساعدت "إينالفا" على مضاعفة مبيعاتها بفضل وصولها بصورة أفضل إلى السوق الصينية.
وقال وو إن" التعاون يمكن أن يولد تآزرا هائلا ، فالتعاون في الأجهزة المتطورة لا يعود بالفائدة على الصين وهولندا فحسب، وإنما يدفع أيضا التنمية في دول ثالثة".
ولدى إشادته بالروح الرائدة والابتكار لدى الشعب الهولندي، ذكر الدبلوماسي الصيني للحضور أن الشركات الصينية تواصل أيضا الابتكار في منتجاتها والتكنولوجيات والخدمات وأنماط الأعمال.
ولفت بقوله "في الماضي، كانت الصين تصدر في الأساس منتجات تقوم على العمالة الكثيفة إلى هولندا مثل الملابس والأحذية. ولكن منذ عام 2010، شكلت منتجات الآلات وتكنولوجيا المعلومات أكثر من 60 في المائة من التجارة الثنائية".
وأشار وو إلى حافلات ((بي واى دى)) الكهربائية عديمة الانبعاثات المستخدمة في مطار شيفول، والأجهزة المستخدمة في صالة يوروماكس في روتيردام، وكذا إلى منتج مرن ورقيق يعمل بالطاقة الشمسية أنتجته شركة "هانرجي" واستخدم لتمهيد طريق للدراجات الهوائية في شمال هولندا في العام الماضي.
وقال السفير "إن اتجاه صناعة 4.0 وانترنت زائد، يقدم امكانات لا نهاية لها للتعاون. وإن الحاجة الملحة لتطوير الزراعة الحديثة والمدينة الذكية والاقتصاد الدوري في الصين تعنى أن تجارب هولندا وتكنولوجياتها ستكون مفيدة للغاية".
وأضاف أن البلدين يمكنهما العمل معا في إطار مبادرة الحزام والطريق لتعزيز الاتصال بين البلدان الواقعة على طول طريق الحرير الجديد وتجميع الخبرات ذات الصلة للاستفادة من إمكانات سوق الدول الثالثة.
ومن جانبه، أشاد ريني فان هيل مدير القطاع الدولي للشركات بوزارة الشؤون الخارجية الهولندية، المضيف المشارك للمنتدى، أشاد أيضا بالماضي المثمر والمستقبل المشرق للعلاقات الثنائية. وبالنسبة له، فإن حيواني الباندا العملاقة "وو ون" و"شينغ يا" اللذين وصلا إلى هولندا قبل أيام وأثارا "هوس بالباندا" في أنحاء البلاد، كانا مؤشرا على العلاقات الخاصة والطويلة بين بلدينا والتي تلعب الشركات فيها دورا حاسما".
وقال إن "الصين تأتي دون شك على رأس أجندتنا" لتوسيع العلاقات الاقتصادية، وإن" الشركات الهولندية تركز على الصين أكثر من ذي قبل".
وأضاف "إننا نرحب ترحيب حارا بأن الصين لعبت دورا رائدا في باريس للخروج حقا بمعاهدة عالمية لمكافحة تغير المناخ. ونرحب أيضا كثيرا بالدور الذي تلعبه الصين في مجموعة العشرين للتعامل مع الشواغل التي تهم العالم وثمة حاجة إلى معالجتها".
وأضاف أن" هولندا تعمل تحت شعار (التحديات العالمية، الحلول الهولندية)، ولكن ما نحرص عليه حقا هو الإنتاج المشترك والابتكار مع الشركات الصينية والعمل مع الشركات الصينية أيضا على تحديث الاقتصاد الصيني".
وخلال المنتدى الذي استمر يوما واحدا، عقدت شركات من البلدين جولات من ربط الشبكات والتوافق حسب القطاعات حيث تم التوصل إلى 41 خطاب نوايا للعمل معا.
جدير بالذكر أن هولندا تعد ثاني أكبر شريك تجاري للصين داخل الاتحاد الأوروبي.