القاهرة 20 أبريل / أكد عدد من الخبراء العسكريين أن انضمام الغواصة الألمانية الحديثة من طراز "1400/209" يعزز من القدرات العسكرية لمصر، ويمثل نقلة نوعية كبيرة في قواتها البحرية.
وتسلمت مصر أمس "الأربعاء" غواصة حديثة من طراز "1400/209"، هي الأولى ضمن صفقة بين القاهرة وبرلين تشمل أربع غواصات، حسب الإعلام الرسمي المصري.
وتم رفع العلم المصري على الغواصة والتي أطلق عليها اسم "تحيا مصر" بأحد القواعد البحرية بمحافظة الاسكندرية.
وأكد اللواء أركان حرب بحري أحمد خالد قائد القوات البحرية، أن القوات البحرية شهدت فى الأونة الأخيرة عملية إحلال وتحديث للأسطول البحرى فى إطار الخطة الإستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة، من خلال تحديث وتطوير كافة أسلحة ومعدات القوات المسلحة لمواكبة التطور العلمى والتقدم التكنولوجى فى جميع المجالات .
وأضاف خالد أن الصفقات التى تم تسليح القوات البحرية بها على مدار العامين الماضيين ساهمت بشكل مباشر فى رفع القدرات القتالية للقوات البحرية والقدرة على العمل فى المياه العميقة والاستعداد لتنفيذ المهام بقدرة قتالية عالية فى أقل وقت مما يساهم فى دعم الأمن القومى المصرى فى ظل التهديدات والعدائيات المحيطة بالدولة المصرية حالياً .
وأوضح أن مصر من أوائل الدول في الشرق الأوسط التي تمتلك هذا الطراز من الغواصات، والتى تساهم في رفع تصنيف الجيش المصري والقوات البحرية بقدراتها القتالية العالية.
واشار إلى أن طول مدة بقائها بالبحر والقدرة على تحمل البحر مع تنوع الأسلحة بها تمكنها من إدارة الأعمال القتالية منفردة أو بالتعاون مع الوحدات والتشكيلات البحرية وكونها سلاح استراتيجى قادر على تنفيذ المهام فى سرية تامة ولمسافات بعيدة جداً عن حدود الدولة المصرية.
ونوه إلى أن القوات البحرية تستخدم الغواصات من منتصف القرن الماضى وهذا ليس تحولا جديدا على القوات البحرية المصرية وإنما هو رفع للقدرات القتالية للقوات البحرية ليتناسب مع المتغيرات الإقليمية المحيطة بنا .
ولفت إلى أن "الغواصات الألمانية المنضمة حديثاً بإمكانياتها تمثل إضافة قوية للقوات البحرية بصفة خاصة وللقوات المسلحة بصفة عامة."
وتابع "تتميز الغواصات طراز (209/1400) بقدرات قتالية عالية تنبع من قدراتها على حمل أنواع مختلفة من التسليح القوى مثل ( الصواريخ /الطوربيدات / الألغام ) وبالتالى تتنوع مهامها القتالية.
وأردف قائلا إن "من خصائصها العمل فى سرية تامة وعلى مسافات بعيدة ولفترات زمنية طويلة دون الحاجة إلى دعم من الوحدات البحرية الأخرى" .
ويتراوح طول الغواصة الجديدة ما بين 60 إلى 73 مترا، وهي قادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحري بسرعة تصل إلى 21 عقدة وبإزاحة تصل إلى 1400 طن.
كما أنها قادرة على إطلاق صواريخ وطوربيدات، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات.
ويأتي وصول الغواصة اليوم بعد 22 يوما من مغادرتها ميناء كيل بألمانيا في 28 مارس الماضي بصحبة فرقاطة مصرية.
وأكد اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية السابق، على ما تمثلة الغواصة الألمانية الحديثة من اضافة مهمة للقدرات العسكرية الاستراتيجية المصرية.
وأضاف سعيد أن انضمام الغواصة يأتي في إطار خطة القوات المسلحة على تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث الأسطول البحري، لتعزيز الأمن والاستقرار في مناطق عمل القوات البحرية، ودعم قدرتها على مواجهة التحديات والمخاطر الحالية في المنطقة.
وأشار إلى أن تدشين الغواصة (209/1400) وبما تمتلكه من تكنولوجيا وقدرات هائلة يؤكد دخول مصر لعصر جديد من الردع العسكري، والقدرة على الحركة والمناورة لمسافات أطول.
ونوه إلى أن تلك الخطوة تأتي في إطار اتباع مصر لاستراتيجية تنويع السلاح، حتى لا تقع تحت أي ضغوط من أي جهة، وتضمن استقلالية وحرية قرارها.
وتمتلك مصر بالاضافة للغواصة الألمانية الحديثة عددا من الغواصات سوفيتية الصنع طراز 633، بالاضافة إلى أربعة غواصات صينية من طراز 23.
من جانبه، أكد اللواء محمد الغباري الخبير الاستراتيجي أن الغواصة الألمانية المنضمة حديثا للبحرية المصرية تمثل إضافة مهمة لها، وتعطيه ميزات وقدرات عسكرية كبيرة.
وقال الغباري، إن الغواصة الجديدة تمتلك القدرة على إطلاق صواريخ بحر - بحر، وبحر - أرض، وهي تكنولوجيا لم تكن موجودة من قبل لدى البحرية المصرية، مشيرا إلى أن الغواصات الموجودة حاليا كانت تقتصر على استخدام التوربيدات البحرية دون غيرها.
ونوه إلى أن الغواصة (209/1400) من الجيل الجديد لتكنولوجيا الغواصات، ويمثل إضافة هائلة لمصر، خاصة في ظل المنظمة الحديثة للقوات البحرية.
وخلال السنوات الثلاث الماضية دعمت مصر أسطولها البحري بعدة صفقات، كان أبرزها تسلم حاملتي طائرات من طراز ميسترال من فرنسا ضمن صفقة قاربت قيمتها مليار دولار في العام الماضي.
كما تسلمت مصر فرقاطة فرنسية من طراز "فريم" ضمن صفقة تجاوزت خمسة مليارات دولار لشراء 24 مقاتلة رافال في عام 2015.