المصمم العام لحاملة لياونينغ: الصين تحتاج لـ 3 إلى 5 حاملات طائرات (2)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  17:06, April 07, 2017

7 إبريل 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قدّم المصمم العام لحاملة لياونينغ والعالم الصيني بالأكاديمية الصينية للهندسة، جو يينغ فو محاضرة بجامعة سيتشوان لعلوم وتكنولوجيا الإلكترونيات، في 6 أبريل الجاري، تحت عنوان "تطوير السلاح البحري، وبناء البحرية القوية". وأكد جو خلال حديثه على ضرورة تأسيس بحرية قوية، وكشف عن بعض التفاصيل خلال مرحلة صناعة الحاملة لياونينغ، كما تحدث عن تقدم أعمال صناعة الحاملة الصينية الثانية في الوقت الحالي.

8 سنوات لصناعة حاملة لياونينغ

يرى جو أن حاملة طائرات واحدة لاتكفي الصين، وأنه على الصين بناء المزيد من الحاملات. وذكر جو بأن الصين سعت منذ عام 1970 إلى تطوير صناعة حاملات الطائرات، لكنها تراجعت عن ذلك، نظرا لعدة أسباب. وفي عام 1987 طرحت الصين تصورا لتطوير صناعة الحاملات، حيث تم مناقشة الموضوع خلال "الخمسية السابعة" وبحثه في "الخمسية الثامنة"، وإقراره في بداية الألفية الجديدة. وفي الحقيقة، قررت اللجنة المركزية في عام 2004 بناء حاملة طائرات صينية على أساس حاملة فارياج التي تنتمي الى الاتحاد السوفياتي السابق، والوقت يوافق على ما كان يخططه.

رغم أن الصين لم تقم بتحرك فعلي على لبناء حاملات الطائرات قبل 2004، لكن الأبحاث المتعلقة بتطوير حاملات الطائرات كانت تجري على قدم وساق. "قمنا بإستقدام بعض قطع حاملات الطائرات المتلفة من خلال قنوات خاصة، كما أجرينا عدة أعمال بحثية. لذلك فإن حاملة لياونينغ، لم تكن من صنع اللحظة، وإنما ثمرة لتراكم جهود طويلة."

ويضيف جو يينغ فو أن حاملة فارياج حينما تم نقلها إلى داليان، لم تكن سوى هيكل سفينة فارغ لايحتوي إلا على بعض المكنات. "في البداية لم ندري ماذا علينا أن نفعل، حيث لم يسبق لنا أن تعاملنا مع تصميمات الحاملات، كما لم يكن لدينا أي مخطط يمكن الرجوع إليه". يقول جو يينغ فو، ويضيف جو أن الشائعات التي تحدثت عن إستقدام الصين لـعدة شاحنات مملوءة بمسودات المخططات الخاصة بالحاملة أثناء نقل الاخيرة داليان، لا أساس لها من الصحة. وتقول تقارير أخرى، بأن حاملة فارياج كانت مكتملة بنسبة 60% إلى 70%، فهذا صحيح، لكن الحاملة المذكورة ركنت في أوكرانيا لوقت طويل، كما أستؤصلت عدة أجهزة جديدة، وفي الحقيقة كنا أمام مهمة إعادة إنتاج لهذه الحاملة. وحاولت الصين طلب المساعدة في الحصول على مخطط الصنع الأصلي لحاملة فارياج لكن طلبها قوبل بالرفض. إضافة لذلك، دعت الصين خبراء صنع السفن من أوكرانيا، لكن مساعدتهم كانت ضعيفة.

واجه فريق صنع حاملة لياونينغ صعوبة أخرى، تعود إلى أن أسلوب التصميم الذي إتبعه السوفييت في صناعة حاملات الطائرات كان مختلفا تماما عن الأسلوب الأمريكي، حيث يركز أكثر على القدرات الشاملة، إذ راعى التصميم حتى مكان إعتراض الصواريخ البحرية، وهو أسلوب لايناسب الأسلوب الذي تعتمده البحرية الصينية، "نحن نحتاج إلى قتال الصفوف، ونعتمد على قدرة إستيعاب السفن، وهنا نحن أقرب إلى الأسلوب الأمريكي." يقول، جو يينغ فو.

منذ أن قررت اللجنة المركزية بدء الإنشاء في 2004، إلى دخول الحاملة الخدمة في 2012، نجح فريق التصنيع خلال 8 سنوات من الجهود المتواصلة في تحويل الحاملة القديمة إلى حاملة طائرات حديثة ومتطورة.

حاملة الطائرات الثانية: تشبه لياونينغ وتختلف عنها داخليا

بعد دخول حاملة لياونينغ الخدمة، تركز إهتمام الرأي العام على صناعة الحاملة الثانية. في هذا السياق، كشف جو يينغ فو بأن الحاملة الصينية الثانية ستدخل المياه خلال الفترة القريبة القادمة. حيث نجحت الصين من خلال صناعة حاملة لياونينغ في مراكمة تجربة هامة في صنع الحاملات، وتأسيس منظومة متكاملة في مجال التصميم، كما قامت بتكوين فريق من الكفاءات المحترفة، وهذا ماجعل مدة صناعة الحاملة الثانية أكثر سرعة.

وفي حديثه عن الحاملة الثانية، قال جو يينغ فو أن الحاملة الصينية الثامنة تشبه في شكلها الخارجي حاملة لياونينغ، لكنها أكثر تطورا. مثلا، تم تحسين تصميمها الداخلي، والتخلي عن الأسلوب السوفيتي القديم، كما تمت ترقية ورفع قدرات المنشآت الداخلية.

من جهة أخرى، تحدث جو يينغ فو على المشاكل التطبيقية في بعض التكنولوجيات الجديدة خلال عملية صنع الحاملة. مثل، تقنيات إطلاق الصواريخ. في هذا السياق أشار تشو إلى أن الصين بصدد تسريع البحوث في تقنيات الإطلاق التوربينية والإلكترونية، وعبر عن ميله الشخصي إلى التقنيات المغنطيسية كهربائية الأكثر تقدما، حيث يمكن إدماج هذه التقنية في صناعة الحاملات بعد نضجها. "هناك أيضا الطاقة النووية، على الصين أن تهتم بها في المستقبل، وآمل أن يصبر الصينيون على فريق الأبحاث، وأنا أثق بأننا سنستطيع دخول الريادة العالمية في هذا المجال". يقول جو يينغ فو.

وفي إجابته على سؤال حول لنطاق حاجة الصين لحاملات الطائرات، قال جو "إن أمريكا تقول الآن بأنها تحتاج إلى 10 حاملات، نحن قد لانحتاج هذا العدد الكبير، لكن نحتاج 3 على الأقل، وإذا توفرت الإمكانيات، الأفضل أن نمتلك 4 أو 5 حاملات."