القاهرة 2 أبريل 2017 / أعلن الجيش المصري اليوم (الأحد)، سيطرته الكاملة على منطقة "جبل الحلال"، أكثر المناطق خطورة في سيناء، وتطهيرها من العناصر الإرهابية.
وأكد اللواء أركان حرب محمد رأفت الدش قائد الجيش الثالث الميداني، إنه تم السيطرة على جبل الحلال بعد ستة أيام متواصلة من التمشيط والقتال ضد العناصر التكفيرية، في خطوة أسفرت عن مقتل 18 إرهابيا، وضبط 31 آخرين.
وقال الدش، في تصريحات أوردها المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك"، إنه " في إطار توجيه القيادة السياسية لدحر الإرهاب وتطهير سيناء من كافة العناصر الإرهابية، وبصدور الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة باقتحام وتطهير جبل الحلال نظرا لحجم التهديدات الموجودة به، فقد تم التخطيط للعملية على عدة مراحل".
وأوضح قائد الجيش الثالث الميداني، إن " المرحلة الأولى هى تجميع المعلومات بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وأهالى سيناء عن جبل الحلال، والمسارب والدروب المؤدية إليه، وأماكن تمركز وانطلاق العناصر التكفيرية به، وتدقيق الدراسات الطبوغرافية لطبيعة الجبل، الذي يمتد لمسافة 60 كيلو مترا.. وبعمق 20 كيلو مترا تقريبا".
وأضاف أن " المرحلة الثانية بدأت بفرض الحصار الشامل لطرق الاقتراب المؤدية للجبل من خلال الكمائن والارتكازات الأمنية، وإحكام السيطرة الكاملة على مداخل الجبل من جميع الاتجاهات بغرض منع دخول الإمدادات داخل جبل الحلال ونفاد المخزون الاستراتيجى لدى العناصر التكفيرية وإجبارهم على مواجهة القوات أو الاستسلام".
وتابع إنه في المرحلة الثالثة " تم دفع تسع مجموعات قتال، كل مجموعة مسئولة عن قطاع داخل الجبل، لتمشيط كل شبر داخله والقتال مع العناصر التكفيرية".
واستطرد " لمدة ستة أيام متواصلة، استمر الجيش الثالث الميدانى فى التمشيط والقتال مع العناصر التكفيرية، وفى منظومة متكاملة بين القوات القائمة بالهجوم ونيران المدفعية والحماية الجوية المستمرة من القوات الجوية، وأسفرت أعمال التمشيط والمداهمات عن مقتل 18 تكفيريا والقبض على 31 آخرين خلال تبادل لإطلاق النيران".
وعثرت القوات داخل الجبل على " ميادين رماية يتدربون عليها (قاصدا الإرهابيين) بأشكال تشبه أشكال الرماية وأماكن تشبه الكمائن الخاصة بقواتنا للتدريب على اقتحامها"، أوضح اللواء الدش.
كما دمرت قوات الجيش الثالث الميداني ثلاث عربات، وست دراجات نارية خاصة بالعناصر الإرهابية، إلى جانب اكتشاف 24 كهفا وثماني مغارات عثر بداخلها على مخازن ذخيرة وأسلحة بكميات هائلة، ونظارات الميدان التى تستخدم فى المراقبة ونظارات الرؤية الليلية.
وضبطت القوات كذلك 29 دراجة نارية معدة للتفخيخ، ومخازن تضم العديد من العبوات الناسفة المعدة للاستخدام، وكميات كبيرة من المواد المتفجرة مثل سي فور والانفو ونترات الأمونيوم، بالإضافة إلى ورش لتصنيع دوائر النسف.
وأوضح اللواء الدش إنه تم ضبط عدد من العربات المخبأة داخل الوديان مثبت عليها الرشاشات بهدف التعامل مع قواتنا، ومخازن للسيارات الحديثة وقطع الغيار بكميات كبيرة تستخدم للإمداد الاستراتيجى للعناصر التكفيرية، فضلا عن أجهزة للكشف عن الألغام ووسائل الاتصالات اللاسلكية.
وأشار إلى أن " التواصل المستمر من القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة للاطمئنان على المقاتلين والتواصل المباشر معهم بشكل يومي داخل أرض المعركة كان له أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية ومحاربة الظروف المناخية والطبوغرافية من أجل تحقيق هذا الإنجاز".
من جانبه، قال قائد عملية تطهير جبل الحلال، إن القوات أحبطت جميع محاولات الهروب من الجبل أو الدخول إليه خلال مدة حصار الجبل واقتحامه، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ المهام المخطط لها بكل احترافية وكفاءة للقضاء على كافة البؤر التكفيرية داخل جبل الحلال.
وأوضح أنه تم قتل عدد من المسلحين المتحصنين بالجبل خلال الاشتباكات، والقبض على عدد كبير منهم على قيد الحياة لإمدادنا بالمعلومات الهامة.
بينما كشف ضباط شاركوا بعملية تطهير الجبل، عن بعض الأدوار البطولية المذهلة لزملائهم، حيث أصيب جندي إصابة بالغة خلال الاشتباكات، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة، فتوجه إليه قائده ليساعده، لكن الجندي رفض وطلب من قائده الاستمرار في عملية الاقتحام والمداهمة، حتى لقى مصرعه.
كذلك أثناء عملية الاقتحام تلقى جندى آخر نبأ وفاة والدته، وأبلغه قائده أنه سيتم توفير وسيلة لنزوله من الجبل وتوفير حماية له حتى يشارك في عزاء والدته، لكن الجندي رفض، وأصر علي استمراره في المداهمات، ليأخذ ثأر زملائه.
وفي بيان آخر، أعلن المتحدث العسكرى أن سالم الحمادين الشهير بأبو أنس الأنصارى من قبيلة السواركة، وأحد مؤسسى تنظيم بيت المقدس، قتل متأثرا بجراح أصيب بها في أثناء القصف الجوي للبؤر الإرهابية.
وأوضح أن الأنصاري من أبرز قيادات تنظيم بيت المقدس بشمال سيناء، والمسئول عن تسليح وتدريب العناصر التكفيرية.
وتشن القوات المسلحة والشرطة حملات متواصلة للقضاء على الجماعات الإرهابية، التي تتخذ من شمال سيناء مقرا لها.
ومن أبرز هذه الجماعات تنظيم أنصار بيت المقدس الذي غير اسمه إلى تنظيم ولاية سيناء بعد أن أعلن ولاءه لداعش.