الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: هل يغير فريدمان السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية؟

2017:03:28.16:57    حجم الخط    اطبع
تعليق: هل يغير فريدمان السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية؟

قالت الـ" بي بي سي " البريطانية في 23 مارس الجاري أن الكونغرس الأمريكية قد صوت بـ 52 صوتا مقابل 46 صوتا حول قرار تعيين ترامب ديفيد فريدمان سفيرا للولايات المتحدة بإسرائيل. ويعرف عن فريدمان إنتمائه إلى صف المحافظين، وقد أثار خبر تعيينه جدلا واسعا منذ طرح أسمه من قبل ترامب. فهل يعكس تعيينه تغير السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومنطقة الشرق الأوسط؟

الأصوات المعارضة كثيرة للغاية

أثار طرح إسم فريدمان لشغل منصب السفير الأمريكي لدى إسرائيل جدلا منذ البداية. وبإستثناء ترحيب الحكومة الأسرائيلية، والمنظمات اليهودية الأمريكية المحافظة، عبر الحزب الديمقراطي والمنظمات اليهودية الليبرالية والفلسطينيين عن معارضتهم لهذا التعيين.

 أولا، عرف فريدمان في أمريكا بأنه محامي متخصص في قضايا الإفلاس، ولايملك أي تجربة دبلوماسية، وهو "مرض عام" يصيب غالبية مرشحي ترامب للمناصب السياسية.

ثانيا، يمارس فريدمان خطابا تهجميا حادّا. ويرغب عادة في إعتماد الخطابات التحريضية في مهاجمة الخصوم السياسيين. مثلا، إتهم الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما بـ "معاداة اليهود". ويرى الحزب الديمقراطي بأن الخطاب المتطرف الذي يعتمده فريدمان، يحرض على العنف والكراهية ويثير الإضطرابات، وبأن فريدمان لايمتلك مواصفات الإضطلاع بمنصب دبلوماسي رفيع.

بالنظر من نتائج التصويت في الكونغرس، نرى بأن الجدل حول تعيين فريدمان لم ينته بعد. وإعتبرت عدة وسائل إعلام أمريكية بأن الفارق البسيط في عدد الأصوات يعد ظاهرة نادرة في أمريكا. حيث قالت "نيوز ويك" أن هذا العدد المرتفع من الأصوات المعارضة على تعيين سفير أمريكا بإسرائيل نادر الحدوث في التاريخ الأمريكي. فعادة مايحظى تعيين السفراء الأمريكيين لدى إسرائيل بتأييد كامل الأصوات، سواء من الجانب الجمهوري أو الجانب الديمقراطي.

دعم اسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين

تعد مواقف فريدمان من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الدافع الرئيسي للأصوات المعارضة.

يعد فريدمان الشخصية المركزية في فريق تخطيط السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في ظل إدارة ترامب، ويتبنى موقفا متصلبا تجها ه هذه القضية. حيث يدعم فريدمان إسرائيل في توسيع بناء المستوطنات في الضفة الغربية، كما يدعم إسرائيل في ضم الضفة الغربية التي يسكنها العرب.

أما في نظر الفلسطينيين، يعد فريدمان "صقر حرب". حيث يعارض تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وإتهم القادة الفلسطينيين بالفساد، كما قال بأن الفلسطينيين غير عابئين بمن يحكمهم، سواء عباس أو نتنياهو.

لكن موقف فريدمان المتشدد من القضية الفلسطينية لم يتوقف عند هذا الحد، بل أدان حل الدولتين الذي إقترحته الحكومة الأمريكية، ووصفه بـ "السراب".

من جهة أخرى، أبدى فريدمان تأييده لنقل السفارة الأمريكية، وقال "أتمنى أن أعمل سفيرا لأمريكا في القدس، العاصمة الأبدية لإسرائيل". ولمّح لنيته مساعدة ترامب على تنفيذ وعده بنقل مقر السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

هذا الموقف القوي الداعم لإسرائيل، يعود إلى العلاقة الإستثنائية التي طالما ربطت فريدمان بإسرائيل.

وقالت البي بي سي، بأن فريدمان قال انه زار القدس لأكثر من 100 مرة. كما يرأس فريدمان جهاز جمع التبرعات اليهودية في أمريكا لدعم بناء المستوطنات الإسرائيلية.

تغيير السياسات في حاجة لمزيد من الترقب

وأضافت البي بي سي في تعليق لها، بأن تعيين فريدمان قد يمثل خروج السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط في عهد ترامب عن الخطوط التي طالما إلتزم بها الجمهوريون والديمقراطيون سابقا.

ويعتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات بأن نقل السفارة وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية سيزيد من إرباك المنطقة ويدفعها إلى مستنقع"الفوضى والتطرف وفقدان السيطرة". لكن عريقات قال أيضا بأنه لايعتقد بأن ترامب سيوافق على ذلك، وأن "أمريكا ستفكر في النهاية من خلال مصالحتها الوطنية".

رغم أن تعيين فريدمان سفيرا أمريكيا لدى إسرائيل ينظر إليه على أنه مؤشرا لتغير السياسات الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن يصعب التوقع بقيام الإدارة الأمريكية يتغييرات حقيقية على سياساتها تجاه هذه القضية الأقدم في الشرق الأوسط، في ظل التغيرات التي تشهدها سياسات ترامب في الوقت الحالي.

في هذا السياق، قالت صحيفة "الفايناشيل تايمز"، أن ترامب أرسل عدة رسائل متباينة حول سياساته تجاه القضية الفلسطينة منذ بداية حملته الإنتخابية إلى صعوده السلطة. حيث سبق له أن صرح بأنه يرغب في تقليل المساعدات إلى إسرائيل، لكنه تراجع مؤخرا ليقول أن إسرائيل لن تتأثر بتخفيض المساعدات الخارجية الأمريكية. كما لم يوضح ترامب موقفه من المستوطنات، حيث ندد في مرحلة أولى بتمرير الأمم المتحدة لقرار إدانة المستوطنات الإسرائيلية، لكن عاد ليقول مرة ثانية بأن مخطط المستوطنات قد لايجلب أي مساعدة، بل على قد يهدم فرص السلام التي تم تحقيقها. هذا التذبذب إنطبع كذلك على موقفه من القضية الفلسطينية، فبعد أن صرّح بأن حل الدولتين غير مناسبن ودعم نقل مقر السفارة، تراجع لاحقا حين لقائه نتنياهو الشهر الماضي، وعبر عن تأييده لحل الدولتين وحل الدولة الواحدة معا.

وحتى فريدمان نفسه، كانت مواقفه متذبذة، فبعد مواقفه المتشددة. قال في جلسة الإستماع بأن حل الدولتين يعد الحل الأفضل لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما وافق على إنهاء مصالحه التجارية في إسرائيل، ووقف دعمه لتوسيع المستوطنات. لكن هل يعبر ذلك على الأفكار الحقيقية لفريدمان أم أنها مجرد تصريحات لعبور التصويت؟ مواقف فريدمان بعد توليه مهامه الرسمية هي من ستحدد الإجابة. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×