بقلم الأكادِيمي مروان سوداح، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين – الاردن
** المقال خاص بنشرة ”الصين بعيون عربية“
تُعقد في جمهورية الصين الشعبية الدورتان السنويتن للهيئتين العَليين التشريعية والإستشارية، ومن المتوقع أن توافقا على خطة التنمية الوطنية، وتطعيم قراراتها بعددٍ من العناصر الجوهرية الجديدة.
ويُناقش نواب المجلس الوطني والمُستشارون السياسيون الصينيون، السياسات الرسمية ومناهج التنمية والحُكم على ما تم تحقيقه في خضم تنفيذ مرامي النمو في تفعيلات الحكومة المركزية، وبالأخص النظر في المُحقّق في السنة المنصرمة2016م، من الخطة الخمسية الـ13، وهل يجري تنفيذها في الوقت المحدد؟!
وفي شق آخر، يتضح من استعراض النبض الجماهيري الصيني ونواب الشعب ومستشاريه، أن الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني والرئيس (شي جين بينغ) يتمتع بشعبية طاغية، بخاصة لجهة ملاحقته لتنفيذ الخطة الخمسية/ والارتقاء بالمجتمع الصيني في مختلف المناحي/ وتحقيق انجازات دولية كبرى في عهده/ وتلبية طموحات الشعب سيّما في سياقات فِكر "الحَوكمة" وتطبيقاته المُبدِعة. لذلك، أتوفع شخصياً أن يتم رفع "مكانة شي" في قلوب الصينيين والنظام السياسي الصيني ضمن الدورتين، وإعلانه بِمثابة "قلب اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي الصيني"، إذ أن التوجّهات والتوجيهات الحكيمة للرئيس "شي" غدت بمثابة العين البصيرة والساهرة على مصالح المجتمع والأمة الصينية ضمن تأريخ جديد، وضمانة تقدّمه ونيله قواعد إضافية للنجاح وأسباب المَنعة.
زد على ذلك ما ولّده هذا الفكر السياسي (الشيجينبينغي) من انتصارات متواصلات لا انقطاع فيها في ميادين المواجهات الحادة والمفصلية مع المحكمة الدولية الموعومة؛ وإدارتي أوباما وترامب الذي تراجع عن اندفاعاته المعادية للصين ووحدة التراب الصيني وتمثيل البر الرئيسي الصيني لكل الصين والصينيين؛ ونجاح الصين في علاقاتها الاقتصادية مع مختلف الانظمة السياسية ودول العالم؛ وتوظيف استثمارات صينية ضخمة عالمياً؛ وتحقيق (انفتاح عقلاني) على مختلف الدول، مع ما رافق ويرافق ذلك من تشغيل عددٍ لا بأس به من المواطنين الصينيين في مشاريع زملائهم الأجانب؛ وتراجعُ الفلبين واستدارتها الكاملة فمواجهتها أمريكا بعنف؛ وعودتها للصين سياسياً ودولياً وشرق أسيوياً الخ.
لكن السؤال الذي يبرز بحدّة، ما هو موقعنا وموقفنا نحن العرب في خضم هذه الاجتماعات والقرارات الصينية ذات التأثير الحاسم على واقع ومستقبل الصين والعرب بشكل جذري؟
من الطبيعي أن تُصيب القرارات التي ستـُتخذ في الاجتماعات العالم العربي وكل العالم، تماماً كما أصابت الاجتماعات السابقة المُمَاثِلة البشرية برمتها. فالعلاقات الصينية العربية متطورة في عدة مجالات، وجزء كبـير من العالم العربي يقع في آسيا، كما أن التوظيفات الصينية تلعب دوراً سيغدو رئيسياً مع مرور الوقت في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية وتحسين الأوضاع الطبقية للعرب، وستؤثر بالتالي على التوجهات السياسية والفكرية للقادة العرب وشعوبهم، وسيصبح الموقف من الصين حديث الساعة.
ومن المهم أن نلاحظ هنا، ان الصين تتطلع الى جَمع آراء الخبراء والمتابعين السياسيين العرب عن الاجتماعات الصينية، لأنها تدرك جيداً، أن القرارت الصينية ستعمل على التأثير بالإتجاهين الصيني العربي، وفي مختلف الحقول.
لذا، تحاول الدولة الصينية وقيادتها وفي ظل غياب العالم العربي وغالبية العرب عن الاجتماعات الصينية وقراراتها، تحقيق ما يمكن ان يُمَارسُ تأثيراً إيجابياً وسريعاً لتفعيل القرارات عربياً، ولضمان إرتقاء أعلى للصِّلات مع العرب، بخاصة في ظلال تعزيز الصين لعولمة إقتصادها بروح الانفتاح والشمولية، ودعم العَولمة بالحِكمة الصينية، في الوقت الذي تنكفئ فيه دول غربية على نفسها وتتجه نحو الحمائية والإنعزال والانعزالية!