دمشق 24 يناير 2017 /أكد بشار الجعفري رئيس الوفد الحكومي السوري الى محادثات الاستانة اليوم ( الثلاثاء ) أن الاجتماع نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الاعمال القتالية لفترة محدودة الامر الذي يمهد للحوار بين السوريين ، وسط ترحيب دولي بالمحادثات التي عقدت في الاستانة بين وفدي المعارضة المسلحة والحكومة السورية لأول مرة على طاولة واحدة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا .
ونقلت وكالة الانباء السورية ( سانا ) عن الجعفري قوله في مؤتمر صحفي إن " الاجتماع نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الأمر الذي يمهد للحوار بين السوريين " .
وأضاف الجعفري " عملنا خلال اليومين الأخيرين من اجتماع أستانة بعناء ليلا ونهارا من أجل إنجاح هذا الاجتماع وقمنا بكل ما يمكن أن يذلل العقبات ولهذا نعتقد أن اجتماع أستانة قد نجح في تحقيق هدف تثبيت وقف الأعمال القتالية لفترة محددة الأمر الذي يمهد للحوار السياسي القائم بين السوريين" .
وحول الدول الإقليمية التي تدعم الإرهابيين أشار الجعفري إلى أن البيان الختامي الذي صدر عن الدول الثلاث الضامنة يتضمن فقرة تقول بأن هذه الدول الضامنة تتشارك هدف محاربة الإرهاب وهناك ذكر لتنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين ، وقال " نفترض أن هذا الكلام سيتم تطبيقه عمليا من قبل تركيا وغيرها باعتبار هذا البيان الذي صدر يلزم الموقعين عليه وتركيا وقعت عليه " .
وعما إذا كان هذا الاجتماع يمهد لمحادثات جنيف أوضح الجعفري إن " مفاوضات أستانة غير مفاوضات جنيف.. لقد تم عقد هذه المفاوضات بسبب دقيق.. وكما قلت مفاوضات استانة لديها سبب وهدف واحد وهو تعزيز نظام وقف إطلاق النار في سوريا وهذا هو الهدف الأساسي لهذا الاجتماع .. أما مفاوضات جنيف فهي شيء آخر قليلا.. طبعا إننا جميعا جزء من عملية جنيف لكن هذه عملية أخرى ولو كانت مفاوضات استانة ستساهم أو تساعد في عملية جنيف فنحن لا نعترض على ذلك" .
واختتمت اعمال محادثات الاستانة في وقت سابق من هذا اليوم بصدور بيان ختامي يتضمن ان وفود روسيا وتركيا وإيران توصلت إلى اتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا، مؤكدا على تثبيت كل آليات وقف إطلاق النار في سوريا.
وشدد البيان الختامي على الإسراع في استئناف المفاوضات بناء على القرارات الدولية ، مشيرا الى ان المفاوضات المقبلة في جنيف ستكون مباشرة بين النظام والمعارضة السورية.
واعرب عدد من السوريين عن تفاؤلهم بالنتائج التي خلص اليها الاجتماع ، داعين الجماعات المسلحة الى الالتزام بوقف اطلاق النار .
وقال عدد من السوريين لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " اجتماع الاستانة ، كان خطوة إيجابية لاختبار نوايا المجموعات والفصائل المسلحة في الالتزام بوقف اطلاق النار . " ، مشيرين إلى أن " وجود الطرف التركي في الاجتماع يعد ضمانة حقيقية لاستمرار وقف اطلاق النار لفترة طويلة ، وسيساهم في تعزيز الحل السياسي لاحقا .
وفي سياق متصل رحبت عدد من الدول الغربية والعربية بالنتائج التي صدرت عن اجتماع الاستانة ، فأعلنت، نبيلة ماسرالي، المتحدثة باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، أن المفاوضات حول سوريا في أستانة مرحلة على طريق استئناف العمل في جنيف.
وقالت في حديث لها، اليوم إن "الاتحاد الأوروبي يفعل كل ما بوسعه لضمان نجاح مفاوضات جنيف حول الأزمة السورية، بما في ذلك عبر مبادرته الإقليمية بهدف المساعدة لتحقيق اتفاقية عامة حول مستقبل سوريا".
وذكرت في موجز صحفي في بروكسيل، أن الاتحاد الأوروبي يأمل في أن تكون المفاوضات في أستانة ناجحة، وتسمح بتعزيز نظام وقف إطلاق النار في سوريا، الذي تضمنه روسيا وتركيا.
كما عبر وزير الخارجية الأردني ، أيمن الصفدي، عن تقييمه العالي لنتائج المفاوضات حول سوريا في أستانة.
وصرح الصفدي في بداية لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف " اسمحوا لي بإعطاء أعلى درجات التقييم وبتهنئتكم بالنتائج التي تم تحقيقها خلال المفاوضات السورية في أستانا. نحن نسعى دوما لمثل هذه النتائج لوقف معاناة الشعب السوري الشقيق، ووقف تفشي الإرهاب على الأراضي السورية".
وأكد الصفدي سعي الأردن لإطلاق المفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة على أساس القانون الدولي القائم ابتداء من القرار الأممي 2254.
ومن جهته، أعلن مستشار وزير الخارجية الإيراني، حسين شيخ الإسلام، أن طهران تعتبر اللقاء حول سوريا في أستانة "ناجحا"، لأنه ينفذ الشرط الأساسي لهذا اللقاء، وهو التزام الأطراف بنظام وقف إطلاق النار.
وقال شيخ الإسلام "نحن نعتبر أن المفاوضات جرت بشكل إيجابي، ومن المشجع أن ممثلي المعارضة المسلحة جلسوا لأول مرة على طاولة واحدة مع الحكومة السورية للحوار، وقد تمكنوا من التحاور وتبادل الآراء".
وأشار مستشار الوزير إلى أنه يعتبر كل ذلك "إنجازا كبيرا"، على الرغم من أنه "لا يستبعد إمكانية خرق الهدنة".
وكانت المفاوضات في أستانا انطلقت صباح الاثنين 23 كانون الثاني بمشاركة وفدي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة.
ويشار الى أن وقف إطلاق النار في سوريا، على رأس أجندة مباحثات أستانا ، الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار, الذي دخل حيز التنفيذ منذ 30 ديسمبر الماضي، بضمان كل من تركيا وروسيا، ومنع الخروقات لهذا الاتفاق.