القاهرة 3 يناير 2017 /أكد الدكتور طارق توفيق المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير، أن المتحف المصري الكبير سيكون أكبر متحف في العالم يعرض لآثار حضارة واحدة، وهي الحضارة المصرية القديمة.
وقال توفيق في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) إن فكرة المتحف المصري الكبير نشأت في عام 2001، على خلفية تكدس الآثار في المتحف المصري بميدان التحرير، والتفكير المستقبلي في أنه لابد وأن يكون هناك متحف كبير حديث.
وأضاف "من هنا جاء التفكير في عمل متحف في موقع متميز يبعد فقط 2 كم شمال أهرامات الجيزة، حتى يستطيع أن يستوعب الزيادة الموجودة بمتحف التحرير والآثار التي يتم اكتشافها بشكل مستمر في الحفائر التي تتم على أرض مصر.
ولفت إلى أن "المتحف المصري الكبير سيكون أكبر متحف في العالم يعرض لآثار حضارة واحدة ألا وهي الحضارة المصرية القديمة،" مشيرا إلى أن المتاحف الأخرى الكبرى في العالم مثل متحف اللوفر أو المتحف البريطاني أو متحف المتروبوليتان بالولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها أكبر في الحجم وأيضا من حيث المعروضات ولكنها تعرض لمجموعة كبيرة من الحضارات.
وقال إن المتحف المصري الكبير عند الافتتاح الكلي المقرر له عام 2022، ستزيد مساحة العرض المتحفي فيه عن 45 ألف متر مسطح، مشيرا إلى أن هذه المساحة تحتاج من المرء إلى عدة أيام للتمتع بكل تفاصيلها.
وأضاف أن المتحف يتم إنشاؤه على مساحة تبلغ 491 ألف متر مسطح، المباني تقام على ثلث هذه المساحة، بينما يتم الافتتاح الجزئي المقرر للمتحف أوائل عام 2018 على 15 ألف متر مسطح، وهي مساحة تفوق مساحة متحف الآثار المصرية بميدان التحرير.
وأوضح أن المتحف يمكن أن يحتوي على 100 ألف أثر، منها 50 ألف أثر في العرض الدائم، و50 ألف أثر آخر في مخازن حديثة يسهل الوصول إليها لدراسة هذه القطع، ويمكن أيضا استخدامها في معارض متغيرة يتم تنظيمها دوريا في المتحف ليكون هناك حيوية في العرض.
ونوه الدكتور طارق توفيق من الـ 50 ألف قطعة التي ستكون في العرض، هناك 30 ألف قطعة لم يتم عرضها من قبل على الإطلاق، لافتا إلى أن نجم العرض في المتحف المصري الكبير سيكون الملك توت عنخ أمون. وقد تم اكتشاف مقبرة الملك الشاب توت عنخ أمون في عام 1922، وتم عرض ثلث الآثار التي تم اكتشافها في هذه المقبرة في العرض في متحف التحرير منذ ذلك الحين.
واستطرد توفيق "لكن لم يحدث أبدا أن تم عرض آثار الملك توت عنخ امون التي تم اكتشافها في مقبرته كاملة، فلأول مرة في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه الجزئي في أوائل عام 2018 سيتم عرض آثار توت عنخ أمون كاملة".
وقال إن آثار توت عنخ أمون تزيد عن 5 ألاف أثر تعرض بشكل جديد مشوق لم يسبق رؤيته من قبل، ويعرض لجوانب جديدة من حياة هذا الملك ومن الخلفية السياسية والتاريخية والاجتماعية والموضة في زمنه بشكل جديد لم يره العالم من قبل.
وأردف قائلا "سيسعى المتحف إلى عرض آثار مصر بشكل علمي وتقني جديد بما يعمق الجذور التاريخية ويساعد على فهم تلك الجذور لدى الشعب المصري وخاصة الشباب، وينقل صورة هذا التاريخ التليد والعريق للعالم كله بشكل يليق بالقرن الواحد والعشرين".
وتابع "كان من حسن التخطيط أن مركز ترميم وصيانة الآثار كان أول ماتم إنجازه من هذا المشروع وافتتاحه في عام 2010"، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين يتم نقل الآثار من كافة المناطق الأثرية في مصر ومن مخازن الآثار، ومتحف التحرير إلى هذا المركز ليتم ترميمها وصيانتها وإعدادها للعرض المتحفي".
وكشف توفيق عن أنه منذ افتتاح المركز وحتى الآن تم نقل حوالي 40 ألف أثر، تم ترميم وصيانة حوالي 30 ألف أثر من هذه الآثار، وهي معدة للعرض.
وأعرب المشرف العام على المتحف المصري الكبير عن فخره بأن جميع أعمال الترميم والصيانة للآثار التي تمت بهذا المركز تمت بأيدى مصرية خالصة، وبمهارة عالية واحترافية ومستوى عالمي يشيد به كل من يأتي من أنحاء العالم لزيارة هذا المركز.
وأضاف "أننا في بعض الأحيان قد نستعين بمتخصصين من كافة أنحاء العالم، اذا ما اقتضت الحالة سواء في مجال الترميم أو فيما يتعلق بأي معلومة علمية حيث يتم الاستعانة دائما بأفضل الخبراء للوصول إلى أفضل النتائج.
ok