أردوغان يتصل بالعبادي ويؤكد دعم تركيا للعراق في محاربة الإرهاب بعد توتر بين البلدين

بغداد 30 ديسمبر 2016 / تلقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم (الجمعة) اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد فيه الأخير دعم بلاده للعراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بعد توتر بين البلدين الجارين سبق معركة الموصل الجارية منذ أكثر من شهرين.

وذكر بيان صدر عن مكتب العبادي أنه "تلقى مساء اليوم اتصالا هاتفيا من الرئيس التركي هنأه فيه بالانتصارات التي تحققها قواتنا البطلة في حربها ضد عصابات داعش الإرهابية في عمليات الموصل" المستمرة منذ 17 أكتوبر الماضي.

وأعرب أردوغان خلال الاتصال "عن دعم تركيا للعراق، وتأكيده على سيادته ووحدة أراضيه"، مؤكدا أيضا "أن تركيا تضع كل إمكانياتها مع العراق في حربه ضد هذه الفئة التي تسيء للإسلام"، حسب البيان.

كما أعرب "عن تطلع تركيا لنصر عراقي قريب جدا في الموصل سيكون رسالة لمن يريد استهداف العلاقات الأخوية بين البلدين".

وأكد الرئيس التركي "أهمية الاستمرار بمكافحة المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا عبر التكاتف والتعاون لأن وحدة واستقرار دول الجوار أولوية عليا لدينا".

ويأتي اتصال أردوغان برئيس الوزراء العراقي بعد أشهر من توتر بين البلدين سبق معركة الموصل وتضمن انتقادات متبادلة واحتجاجات رسمية واستدعاء للسفراء.

وبدأ التوتر بين البلدين على خلفية إرسال تركيا في أوائل ديسمبر من العام 2015 قوات عسكرية إلى منطقة بعشيقة الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال شرق الموصل لتدريب متطوعين من السنة العراقيين، طالب العراق مرارا بسحبها دون استجابة من أنقرة.

وتزايدت حدة هذا التوتر في أكتوبر الماضي بعدما صوت البرلمان التركي على تمديد تفويض للجيش يجيز له مواصلة التدخل في العراق وسوريا لعام إضافي، ورغبة أنقرة في المشاركة في عملية الموصل، وهو ما رفضته بغداد بشدة.

ورفض أردوغان نفسه في تصريحات في أكتوبر الماضي مطالب للعبادي بسحب القوات التركية، وهاجمه بشدة.

وبحسب تقارير إعلامية تركية، تنشر أنقرة قوات في معسكر بمنطقة بعشيقة القريبة من مدينة الموصل لتدريب متطوعين من السنة العراقيين.

ودعا العبادي خلال اتصال اليوم إلى "إزالة أسباب التوتر والتجاوز بأسرع وقت وحلها بالطرق المؤدية لتركيز الجهود على محاربة الاٍرهاب والتعاون البناء بمختلف الأصعدة ووفقا لعلاقات الأخوة وحسن الجوار والاحترام المتبادل للسيادة"، بين البلدين، وفقا للبيان.

وأكد في الوقت نفسه "أن الدستور العراقي لا يسمح باستخدام الأراضي العراقية من أي جهة للإساءة لدول الجوار"، في إشارة على ما يبدو إلى حزب العمال الكردستاني، الذي تخشى أنقرة من تعزيز مواقعه في شمال العراق.

وأوضح رئيس الوزراء العراقي قائلا "إننا نعمل لتوفير الأمن والرفاه لكل مكونات الشعب العراقي، وأن تكون كل المناطق تحت سيطرة القوات الأمنية العراقية الوطنية".

وشدد "على أهمية تعاون شعوب المنطقة ضد الاٍرهاب الذي يريد تدمير المنطقة"، مؤكدا "على أهمية السيادة العراقية"، حسب البيان.

وتناول الاتصال أيضا "الجهود العراقية للتحرير والاستعداد لمرحلة إعادة الإعمار".

وذكر البيان أن الرئيس التركي "عرض رغبة بلاده الجادة في جهود الإعمار والاستثمار والمشاريع المشتركة".

ويأتي الاتصال بين أردوغان والعبادي غداة الإعلان عن توصل الحكومة والمعارضة في سوريا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية روسية تركية، دخل حيز التنفيذ في منتصف ليل الخميس - الجمعة، واستعدادهما للبدء في محادثات سلام.