القاهرة 25 ديسمبر 2016 / رأى محللون اليوم (الأحد)، أن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب تفتح الباب أمام الحل السياسي للأزمة السورية، لاسيما أنها منحت نظام الرئيس بشار الأسد مزيدا من القوة وقضت على محاولات إسقاطه.
وأعلن الجيش السوري مساء "الخميس" الماضي في بيان استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب، ثاني أهم المدن السورية، في انتصار هو الأكبر على المعارضة المسلحة منذ اندلاع النزاع في عام 2011.
وغداة هذا الإعلان، قام الجيش السوري "الجمعة" بتمشيط الأحياء الشرقية الأخيرة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، فيما نشرت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية لضمان الأمن في حلب.
وأشاد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين بـ "انتصار الجيش السوري على الإرهابيين في حلب"، وذلك في محادثة هاتفية مساء أمس السبت، حسب ما أفاد اليوم موقع الرئاسة الايرانية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس، إن سيطرة قوات الرئيس بشار الأسد على مدينة حلب "خطوة مهمة فى الإطار التكتيكي، خاصة أن الأزمة السورية معقدة، في ظل تواجد جماعات تكفيرية وعناصر أجنبية فى الأراضي السورية".
واعتبر سلامة، أن الأزمة السورية " أزمة إقليمية.. وأي حل سياسي يحتاج جهدا كبيرا جدا وتوافق الأطراف الإقليمية خصوصا روسيا وتركيا وإيران".
وتابع في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا)، إن استعادة الجيش السوري لمدينة حلب " يمنح نظام الأسد مزيدا من القوة، ويقضى على أى احتمالات لإسقاط النظام، ويجعل الرئيس بشار جزءا كبيرا من الحل وليس المشكلة، لأن الدعوة لإسقاط نظام الأسد والتى كانت تدعمها الولايات المتحدة ودول عربية لا تلقى صدى حاليا".
وأردف إن " التركيز على المسار السياسي للأزمة السورية مطلوب حاليا، ولو دعمت الولايات المتحدة، حين يتولى الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير المقبل، هذا المسار السياسي سيكون له صدى أكبر".
وكان رؤساء تركيا وإيران وسوريا اتفقوا على تنظيم محادثات سلام، اقترحت روسيا إجراؤها في أستانة عاصمة كازاخستان.
ورأى سلامة، أن التصريحات التي كان يدلي بها ترامب أثناء العملية الانتخابية حول أن سوريا تحارب جماعات تكفيرية سوف تؤدي إلى إدخال أمريكا على الخط السياسي للأزمة السورية وليس العسكرى، لأن تدخل روسيا على الخط العسكري يجعل فرص أمريكا بالتواجد العسكرى فى سوريا صفر.
واستطرد " لو صدقت رؤية ترامب بدعم الحل السياسي فى سوريا سيكون هذا فى صالح الوضع السورى بشكل مباشر، لأن أمريكا فى يدها أن تمارس ضغطا على بعض الأطراف التى تسعى لتخريب سوريا" بينها دول إقليمية.
وأشار إلى أن الوضع السوري حاليا يسير في اتجاه يدعم رؤية مصر التي تطالب بالحل السياسي الذي يعيد الاستقرار إلى سوريا.
وشاطره الرأي الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، بقوله إن استعادة الجيش السوري لحلب جعل نظام الأسد " جزء مهم جدا من المعادلة السورية"، قبل أن يستدرك " لكنها لم تقض على كل محاولات إسقاط النظام".
وأضاف غباشي إن التوافق بين روسيا وتركيا وإيران بعد خروج المعارضة من حلب، والإعلان عن استئناف المسار التفاوضي يمهد إلى " تطبيق وقف إطلاق النار فى كافة أنحاء سوريا، وهذا تمهيد لحل الأزمة" في سوريا.
وتابع أن " مدينة حلب ينظر لها كرمز باعتبارها مدينة أثرية ذات موقع تاريخى، فهي من أقدم المدن فى العالم وجميع الحضارات مرت عليها.. كما أنها كانت متحكم رئيسي لخطوط إمداد جماعات المعارضة بالسلاح".
واستطرد " لكن المعركة الأهم هى معركة مدينة إدلب ومدينة الرقة موطن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".