كابول 30 سبتمبر 2016 /يؤمن خبير اقتصادي أفغاني شهير وأستاذ في جامعة كابول أن استثمارات الصين في أفغانستان يمكن أن تسهم بشكل كبير في إحلال السلام والأمن وإحياء الاقتصاد في البلاد التي تعاني من الصراعات.
وقال سيد مسعود لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إن "استثمارات الصين في الاقتصاد الأفغاني، وخاصة في قطاع الإنتاج لإنشاء مصانع لتعزيز المنتجات المحلية داخل أفغانستان يمكن أن تخلق فرص عمل وتخفف من حدة الفقر في البلاد".
ووفقا للمحلل، فإن البلد التي مزقتها الحرب، هو بلد مستهلك وأن استيراد المزيد من البضائع من دول أجنبية من شأنه أن يلحق المزيد من الضرر بالاقتصاد الفقير للبلاد.
وبعد وصفه العلاقات الصينية- الأفغانية بأنها تاريخية وعميقة الجذور، أشار البروفسور إلى أن جمهورية الصين الشعبية قد استثمرت في العديد من المشاريع الهامة في سبعينات القرن الماضي مثل قناة باراوان للري، ومصنع باغرام للمنسوجات، وغيرها من المشاريع، وأعرب عن أمله بأن تقوم الصين بالاستثمار في مشاريع مماثلة في الوقت الحاضر وفي المستقبل.
وأعرب الاقتصادي البارز عن تطلعه لإقامة المزيد من الاستثمارات من قبل الشركات الصينية والحكومة الصينية في المقاطعات الآمنة في أفغانستان مثل المنطقة الوسطى.
وقال إن "العديد من المقاطعات بما في ذلك باميان ودايكوندي وبانجشير وبالخ وغيرها الكثير تعتبر آمنة وذات بيئة مواتية للاستثمار، لذلك فإن مطلبنا من الصين هو أن تستثمر في أي مجال بما في ذلك الصناعة والزراعة والسياحة وذلك لمساعدة هذا البلد على إعادة بناء اقتصاده".
كما أبدى الاقتصادي البارز تأييده للاستثمار في تحويل المخدرات غير المشروعة إلى أدوية مسكنة للآلام ، وطلب دعم الصين في هذا المجال للتصدي لزراعة الخشخاش المتنامية في أفغانستان.
وبعد وصفه خط السكك الحديدية الواصل بين الصين وأفغانستان عبر دولتي آسيا الوسطى قيرقيزستان وأوزبكستان بأنه خطوة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الجارين والمنطقة ككل، أكد الاقتصادي البارز على أن الأفغان يتطلعون لمزيد من الاستثمارات من الصين.
وبحسب ما ذكر الخبير الاقتصادي، فإن أفغانستان تملك ثروة معدنية غير مستغلة تقدر بـ 5 تريليونات دولار أمريكي، وأن الأفغان يتطلعون إلى رؤية الاستثمارات الصينية في مجال التعدين، وهو أمر ضروري لخلق فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر في البلاد التي تعاني من ضائقة مادية والمعتمدة على المساعدات الأجنبية.
ولدى إشادته بالصين لقيامها بافتتاح معهد كونفوشيوس في جامعة كابول، طلب الأستاذ مسعود بإعطاء المزيد من المنح الدراسية للطلاب الأفغان في مجال الدراسات العليا في الجامعات الصينية، قائلا إن حصول المزيد من الطلبة الأفغان على التعليم في الجامعات الصينية من شأنه أن يساهم بشكل إضافي في تعزيز التواصل الشعبي ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تقوية العلاقات الثنائية.